قالت عنه الصحافة الأميركية: أيد «كامب دايفيد» وعارض التدخل الأميركي العسكري في الدول العربية

TT

إضافة إلى البيان الذي أصدره البيت الأبيض معزيا مصر وبقية العالم بوفاة نجيب محفوظ، نشرت جريدة «واشنطن بوست» خبر الوفاة في صفحتها الاولى تحت عنوان: «روائي عربي كبير اعطى صوتا للشارع»، ونشرت الصحيفة عنه تقريرا بعنوان: «بئر واحة مصر الادبية العميق».

ونشرت جريدة «ديترويت نيوز» حيث اكبر جالية عربية في اميركا، الخبر تحت عنوان: «كاتب مصري نال نوبل»، في ما قالت جريدة «سياتل تايمز»: «اثارت رواياته عن حياة المواطن المصري العادي، انتباه العالم». وقالت جريدة «لوس أنجليس تايمز»: «صورت روايات محفوظ قاهرته المحبوبة تصويرا حيا»، واضافت: «فاز مرتاد المقاهي بجائزة نوبل». ونقلت جريدة «وول ستريت جورنال» عبارته: «يبدو لي ان هناك مقاطعة بيني وبين الموت، وعقابي هو الامل».

ولاحظت مجلة «نيشن» السياسية الثقافية ان محفوظ، ولد سنة 1911، مما يعني انه عاصر بقايا الحكم العثماني، والاستعمار البريطاني، ونضال سعد زغلول، والملكين فؤاد وفاروق، وجمال عبد الناصر، والسادات، ومبارك، وظهور الاسل اميين الاصوليين. واضافت المجلة ان محفوظ «صور الحضارتين الفرعونية والاسلامية اللتين كونتا الشخصية المصرية».

لا يمكن القول ان محفوظ مشهور وسط الاميركيين، فقد اهتموا به أخيرا، اخباريا، كأول عربي ينال جائزة نوبل، واهتموا به سياسيا بعد محاولة اغتياله على يد اسلاميين، ربطهم الاميركيون بالارهابيين الذين قاموا بهجوم 11 سبتمبر، واشاروا الى تأييده لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل، والى تأكيده على التسامح الديني وحرية الاديان، وبعد وفاته اشاروا الى انه، في نفس الوقت، كان ضد التدخل العسكري الاميركي في الدول العربية.

لكن محفوظ مشهور وسط الروائيين الاميركيين، وخاصة المهتمين بالآداب الشرقية، وتدرس بعض رواياته المترجمة في جامعات اميركية، واشهرها: «زقاق المدق» و«بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية» و«اولاد حارتنا»، و«ثرثرة فوق النيل». وشبهته جريدة «واشنطن بوست» بروائيين عالميين مثل: ارنست همنغواي، وتولستوي، وغونتر غراس، وغارسيا ماركيز، وقالت: «لم يغادر وطنه، مثل فولكنر»، واضافت: «مثلما اجاد تنيسي ويليامز تصوير شخصية «بيغ دادي» الاميركي الجنوبي الذي لا يخلو من نفاق، والذي يسيطر على زوجته واولاده والحي الذي يعيش فيه، ولا يقدر شخص على انتقاده. اجاد محفوظ تصوير شخصية احمد عبد الجواد، التاجر القاهري الذي يخيف كل من يحيط به، والذي يخلط بين تدينه وعلاقته الجنسية مع الراقصة زبيدة «في رواية (بين القصرين)».

عدد كبير من الاميركيين سمعوا بمحفوظ، عندما نشرت الصحف الاميركية خبر وفاته «لم تهتم القنوات التلفزيونية به كثيرا». واذا بدأ الاميركيون، بعد الوفاة، يقرأون رواياته، مثل «بين القصرين»، لابد انهم سيلاحظون ما لاحظت جريدة «واشنطن بوست» عن شخصية احمد عبد الجواد: «نفاق اجتماعي عفن». وسيقتنعون بما ذكرته هذه الجريدة، ان عبد الجواد اسوأ من «بيغ دادي»، الشخصية الروائية الاميركية، لأن عبد الجواد ينظر الى المرأة نظرة «جسدية بحتة. كل امرأة ليست الا جسدا بالنسبة له. شهوة جسدية لا حدود لها». وسيقتنع الاميركيون والاميركيات وهم يعيشون عصرا، تحررت فيه المرأة وكادت ان تتفوق على الرجل، ان هذه «عفونة» حقيقية.