نجح الرقيب وسقط التنظيم!

معرض جدة الدولي للكتاب «سوبر ماركت» .. كتب بلا فعاليات ثقافية

TT

سجل معرض جدة الدولي للكتاب، الذي اختتم في 22 سبتمبر «أيلول» الجاري، سابقة جديدة، في معارض الكتب الرئيسية، كونه الأول من بينها الذي يقام داخل مجمع تجاري، حيث تم تنظيمه في مركز الجمجوم التجاري، عوضا عن مركز المعارض الذي انشغل وقتها بتنظيم معرض للمنتجات الاستهلاكية المصرية.

مكان المعرض ألقى بثقله على المشاركة، والتنظيم، فمن حيث المشاركة قررت جمعية الناشرين السعوديين «مقاطعة» المعرض وحثت أعضاءها على التزام عدم المشاركة، وقال رئيس الجمعية أحمد الحمدان لـ«الشرق الأوسط» إن الجمعية احتجت لدى المنظمين على تنظيم المعرض في مكان غير ملائم، وفي زمان غير مناسب، فمن حيث المكان لا يوفر مركز الجمجوم، المكان المناسب لإقامة معرض للكتب، خاصة أن المعرض أقيم في الدور الأول، وسط مساحة ضيقة اشتكى منها معظم المشاركين من دور النشر، وبانعدام التكييف الذي أصاب زوار المعرض بالسأم والضجر. أما الزمان، فبرأي رئيس جمعية الناشرين السعوديين، جاء المعرض في نهاية موسم الإجازة الصيفية وعودة الناس من الخارج، وبداية العام الدراسي، وانشغال الأسر بالتبضع لشهر رمضان، وبالتالي فهو غير ملائم لغالبية الزوار ويضغط على ميزانياتهم.

وقال الحمدان إن 90 في المائة من اعضاء الجمعية استجابوا للمقاطعة، ولم يشاركوا، وأضاف، أن الجمعية ستلتقي قريباً مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل، لوضع التصورات بشأن إقامة معارض الكتب بحيث يتاح لجمعية الناشرين الحق في اختيار زمان ومكان اقامة تلك المعارض.

من جانبه، قال الناشر المعروف محمد العبيكان، صاحب مكتبة العبيكان، إنه استجاب لقرار جمعية الناشرين السعوديين ولم يشارك في معرض جدة الاخير، معتبراً أن المعرض أساء للإنجاز الذي حققته معارض الكتب السعودية وخاصة بعد النجاح المتميز لمعرض الرياض، وكذلك معرض جدة الذي أقيم في العام الماضي.

وقال العبيكان، لقد طلبنا من المنظمين ومن الوزارة الاستماع الى وجهات نظرنا في تغيير مكان المعرض، وزمانه، ولكنهم أقاموه وتحملوا النتائج، حيث أعرب العديد من المشاركين عن استيائهم، كما اعتبر العبيكان أن الجهة المنظمة لمعرض جدة الدولي للكتاب «شركة الحارثي» لا علاقة لها بالنشاط الثقافي، وغير ذات صلة بتنظيم الكتب، ولكنها تمتهن ادارة المعارض التجارية، وهو ما لا يتناسب ومعرض للكتب تصاحبه الفعاليات الثقافية والأمسيات الأدبية وحفلات توقيع الكتب، وتحويل المعرض الى موسم ثقافي.

وسبب ضيق المكان وجود مساحات غير كافية لكل دار نشر، وكذلك وجود مسارات ضيقة للزوار.

وتحدث المنظمون عن 400 دار نشر مشاركة في المعرض، ولكن العديد من هذه الدور حضرت عبر وكلاء محليين، بالرغم من وجود العديد من دور النشر العربية التي قدمت جملة من الكتب التي لقيت رواجاً في المعرض.

نجاح للرقيب!

شاركت في المعرض دور نشر من لبنان وسورية ومصر والأردن، إضافة لدور نشر أجنبية من بريطانيا وألمانيا وتركيا وإيران، وكان هناك دور نشر تشارك للمرة الأولى من بينها دار رياض نجيب الريس اللبنانية والمؤسسة العربية للدراسات.

من الدور المهمة في المعرض دار الساقي، والمدى، والجمل، وبيسان والمركز الثقافي العربي بالاضافة لورد.

وجاء المعرض ايضاً بعد الحرب على لبنان، مما أدى إلى غياب مجموعة من دور النشر هناك، وكذلك تأخير وصول شحنات الكتب، وأعلن عن مشاركة 45 دار نشر لبنانية بعضها مثله وكلاء محليون.

على صعيد آخر، فقد كان معرض جدة الدولي مناسبة لتأكيد المناخ الجديد للرقابة السعودية التي تشهد تطوراً بارزاً في التعامل مع الكتاب، فقد رفع الرقيب في معرض جدة سقف الحريات بشكل بارز، وأتيح المجال للعديد من الكتب التي كانت تعرض سابقاً تحت الطاولة من احتلال رفوف دور النشر، كبعض كتب عبد الرحمن منيف، وغازي القصيبي، وسجل للمعرض مشاركة أوضح بأنه لأول مرة تشارك 6 دور نشر إيرانية هي دار الأنصار ودار الكتب الإسلامية، والدار الدولية، والمركز الفقهي، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، فعرضت على نحو عام كتب تراثية ودينية وفقهية.

ومن الكتب الجديدة التي لقيت اقبالاً ملحوظاً في معرض جدة، كانت رواية السعودية صبا الحرز «الآخرون» التي نشرتها الساقي، كذلك عرضت المؤسسة العربية للدراسات والنشر «الجنيّة» لغازي القصيبي، و«المداعبة» لبرونو بونتمبللي عن دار الفارابي، ترجمة: ميشال كرم.

كذلك تم عرض «شرق المتوسط» لعبد الرحمن منيف عن المركز الثقافي العربي، بالاضافة لقصّة حب مجوسيّة، و«عالم بلا خرائط»، كذلك مجموعة مؤلفات لواسيني الأعرج، من بينها، حارسة الظلال، طوق الياسمين، شرفات بحر الشمال، منشورات الجمل، ومن إصدارات دار ورد عرض لواسيني، سيدة المقام.

كذلك من العناوين التي ضمها معرض جدة الدولي للكتاب، «في مديح زوجة الأب» لماريو بارجاس يوسا ترجمة وتحقيق: صلاح صلاح، والناشر مؤسسة الانتشار العربي، «إله المتاهة» لكولن ولسون، وترجمة عبد الإله الناصر. «طعام الآلهة» لتيرنيس ماكينا، كتاب «المخلوقات الوهمية» لبورخيس. «نساء ضد التهميش» لمنيرة حيدر، «إعاقة الديمقراطية» لنعوم شومسكي، «الثقافة والمقاومة» محاورات مع ادوارد سعيد، و«تغطية الاسلام» لإدوارد سعيد.