سأظل وحيداً في الحلبة

TT

ولد الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان في قرية قيرون (مصياف) عام 1941. تلقى تعليمه في مدينة مصياف، وتخرج من جامعة دمشق قسم اللغة الانجليزية. برز في ستينات القرن الماضي، ويعد من الاسماء المهمة في المشهد الشعري العربي الحديث بعد جيل الرواد الأوائل، وعرف بنتاجه الغزير بين الشعر والترجمة والمسرحية والمسلسلات التلفزيونية. رحل عام 2004.

من أعماله :

المخاض ـ مسرحية شعرية ـ الظل الأخضر ـ شعر ـ الأبتر ـ قصة ـ تلويحة الأيدي المتعبة ـ شعر ـ محاكمة الرجل الذي لم يحارب ـ مسرحية ـ الدماء تدق النوافذ ـ شعرـ بيروت ـ أقبل الزمن المستحيل ـ شعر ـ أمي تطارد قاتلها ـ شعر ـ ليل العبيد ـ مسرحية ـ هملت يستيقظ متأخراً ـ مسرحية ـ زنوبيا تندحر عداً ـ مسرحية ـ لو كنت فلسطينياً ـ شعر ـ مذكرات كازنتزاكي ـ ترجمة ـ جزءان ـ ـ اوميروس ـ ترجمة ـ حيونة الإنسان ـ مقالات ـ حكي السرايا والقناع ـ مسرحيتان

كل شيئ مات إلا الرهبة المختبئة

أنا أعرف كيف تضيق الأقبية الرطبة

كيف يضيق الصدر،

وكيف يضيق الشارع

كيف يضيق الوطن الواسع

كيف إضطرتني الأيام

لأن أهرب من وجه عدوي والضيف

لكني

حتى لو صارت علب الكبريت بيوتاً

لو ينخفض السقف

ويضحى تحت العتبة

لو ضم الرصيف لرصيف

صار الشارع أضيق من حد السيف

… كان يحلم ثم عصا

ظل في حلمه مفرداً …كالعصا

ناشفاً كالحصى

عارياً كالحصى

غير إني قادم

رغم حصار الأوبة

سوف آتيك بخوفي

وأنا أعبر هذه المقبرة

سُمم العمر، ارتمت أوراقه

صودر في حلقي النداء

منعوا عني الهواء

غير أني لم أزل أحمل في الصدر رئة

لو جار الأهل، تخلى الصحب

وهاجر حبي كسنونوة

لو هجم السيل

لو انهدمت في حارتنا الجدران

سأظل وحيداً في الحلبة

سأظل كآخر قنديلٍ

بفتيل لا يتعبه الريح

مرتعشاً في العتمة

حتى تطفئني الريح