«اختلاس» لهاني نقشبندي

TT

عن دار الساقي في بيروت، صدر للزميل هاني نقشبندي عمله الادبي الاول «اختلاس». ويدور العمل حول صحافي سعودي يعيش في لندن ويرأس تحرير مجلة نسائية، ويستلم رسائل غريبة من قارئة سعودية تكشف فيها الكثير من المخفي من حياتها وعلاقاتها وأفكارها، متخذة من اسلوب الرسائل طريقة تعبر فيها عن المكبوت في صدرها في وسط يتعامل مع المرأة بجفاف وإجحاف.

ينتمي كتاب هاني نقشبندي الى «تظاهرة» الرواية السعودية التي انطلقت في السنوات الأخيرة، مع تباين مستواها الفني، واتخذت من موضوع المرأة وعلاقاتها الاجتماعية مادة لها، وشارك فيها عدد من الادباء من امثال رجاء الصانع (بنات الرياض)، ووردة عبد الملك (الأوبة) وزينب حفني (ملامح) وصبا الحرز (الآخرون)، وإبراهيم بادي (حب في السعودية) وغيرها، والتي تتحرك إجمالا في فضاءات الحب والمرأة، والعلاقة مع الرجل، وبالتالي الكشف عن تركيبة وبنية اجتماعيتين في زمن واقعي أو روائي معين، وأحيانا مما يقع في دائرة «الخيانة الزوجية» كموضوع لم تتوقف الرواية عن معالجته منذ بداياتها.

من أجواء الرواية:

افترشت كالطفلة الأرض، تفتح هداياها بطريقة عبثية، وأمام كل هدية كانت تمثل دور من قد فوجئ بهديته. هكذا بدت بين العلب الفارغة والأوراق البراقة، ساحرة كأجمل ما يكون السحر، وطفلة كأجمل ما تكون البراءة!

علبة أو أكثر كانت فارغة عن قصد. أوراق جميلة تغلفها، ثم لا شيء في الداخل. ربما تعمدت هي ذلك، كي تدفن في جوف العلبة الكثير من وحدتها وأحزانها. ربما هي تعمدت أيضاً أن تؤكد لنفسها من جديد، أن القيمة الحقيقية ليست في الهوية، بل في أن تكون هناك هدية ولو علبة فارغة.