الديمقراطية والديمقراطية التوافقية

TT

«الديمقراطية التوافقية في مجتمع متعدد» كتاب لآرنت ليبهارت، صدر أخيراً عن مكتب النشر التابع لـ (معهد الدراسات الاستراتيجية) في بيروت. وجاء فيه: «في هذه المرحلة من تاريخ التجربة الديمقراطية نشأ اهتمام غير مسبوق بمفهوم الديمقراطية التوافقية. وقد ولدت النظرية التوافقية من الحاجة إلى توسيع ديمقراطية الأغلبية المعهودة، أي منع الأغلبية من التسلط على الأقلية، ومنع الأقلية أيضاً من تخريب الديمقراطية ذاتها بحجة وجود أغلبية تستبد برأيها».

ويسرد الكتاب مساعي بناء التوافق في بلدان أوروبية غربية، منها بلجيكا وهولندا وسويسرا والنمسا وكندا. ويرى الكاتب أن هذه المساعي لم تصدر عن أية نظرية مسبقة، بل كانت وليدة حاجات عملية في مجتمعات منقسمة، أي غير متجانسة من الناحية القومية، على قاعدة أن الأمم تتعين حدودها بمعيار الثقافة المتجانسة (اللغة، الدين، العرق، والتاريخ.. الخ).

وجاءت نظرية التوافقية، مثل النظريات عن القومية، بعد التجربة وليس قبلها. واكتسبت هذه النظرية شكلها الملموس على يد مفكرين سياسيين بارزين منهم آرنت ليبهارت، وغيرهارد لمبروخ، وغيرهما من دارسي هذه التجربة.

ما الفرق بين الديمقراطية والديمقراطية التوافقية؟ ولماذا هذه الصفة الإضافية إلى الحامل الأصلي؟ هذا ما يحاول الكتاب الإجابة عنه.