مسابقة تدغدغ أحلام اللاجئين الفلسطينيين وتذكرهم بـ«حق العودة»

TT

حق العودة، الذي يعتبر شرعيا للاجئين الفلسطينيين، بحسب الأمم المتحدة وكل أنصار العدالة في العالم، وتضعه اسرائيل حجر عثرة أمام أية تسوية للصراع العربي ـ الاسرائيلي وتحاول قتله، يتمسك به الفلسطينيون ويبنون حوله الصور الجميلة والبرامج الوردية والأهداف الكفاحية.

«البديل»، المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين ـ منسق الائتلاف الفلسطيني لحق العودة ـ قرر التقدم خطوة أخرى إلى الأمام على طريق تحقيق هذا الحلم، يخترق فيه حواجز الحرمان والتيئيس ويعزز الثقة بأن العودة قادمة حتما. فقد أعلن عن مسابقة قصص ورسومات وبحوث وتسجيل تسمى «مسابقة العودة ـ 2007». وقد فتحت بشكل خاص أمام الفلسطينيين في الوطن والشتات، ومن كل الأجيال، ثم وسعت، تحت ضغط المطالبات مجالها، لتشمل عربا آخرين، مثل سكان هضبة الجولان السورية المحتلة.

وستكون المسابقة على خمسة مشاريع توزع فيها خمس جوائز: جائزة العودة لأدب الأطفال، أفضل ملصق فني (بوستر) يصور حكاية النكبة، جائزة للأوراق البحثية، جائزة للتاريخ الشفوي وجائزة العودة للقصص التلفزيونية القصيرة.

ربما تأتي هذه المسابقة لتشحن بالقوة، الأمل من جديد وتعطي اولئك الذين يملكون ملكة الفن والادب فرصة اخراج تلك الطاقات، من خلال فيلم او قصة او لوحة او بحث، للتعبير عن مشاعرهم الجياشة، ضمن الذاكرة الجماعية والرواية الفلسطينية تجاه وطنهم، خاصة ان معظمهم من الاجيال التي ولدت في الشتات والمنافي، ولا تعرف لا شكل وطنها ولا رائحته، الا من خلال القصص والروايات التي سمعوها من أجدادهم وجداتهم، ويمكن التخيل ان كل واحد منهم قد رسم صورة ما في مخيلته للوطن، ترافقه كل الوقت وتحل معه في كل مكان، صورة قد تكون الاجمل، لكنها قد تكون ايضا بعيدة عن الواقع، كونه بعيدا عنهم.

يقول نضال العزة، منسق المشروع، انه على الرغم من مضي شهر واحد على الاعلان عن المسابقة، فقد كان التجاوب مذهلا، اذ وصلت الى مركز «بديل» عشرات النتاجات والاعمال لمبدعين من العالم العربي ودول العالم المختلفة، ومن مختلف الاجيال، بينها ابداعات متميزة تدور في فلك القضية الفلسطينية وحق العودة ، الامر الذي لا يعزز التواصل والترابط، فحسب انما يعكس مستوى التمسك بحق العودة الى الديار من جهة، والحاجة الى منبر وطني ثقافي ابداعي يفتح الباب أمام الإبداعات والطاقات الكامنة من جهة أخرى. وأكد في الوقت نفسه أن هذه المسابقة كشفت عن مدى انتشار ثقافة العودة كثقافة وطنية وكهوية نضالية فلسطينية لا فرق في حمل رايتها بين فلسطيني لاجئ او غير لاجئ، او بين فلسطيني مقيم في المنافي او في فلسطين التاريخية. وبحسب مركز «بديل» فان المسابقة مقسمة الى خمسة حقول: أدب الاطفال، حيث يتمحور موضوع القصة في تعزيز مفاهيم الاطفال تجاه حقوقهم بشكل عام، وحقهم في العودة الى قراهم ومدنهم التي هجر منها آباؤهم واجدادهم، من خلال التطرق الى عملية التهجير والحياة في ما بعد كلاجئين في المخيمات، وسياسة الفصل والتهجير الاسرائيلية والحنين الى تلك المدن والقرى، كل ذلك يكون باللغة العربية وباسلوب ملائم للغة الاطفال، ومرفقة برسومات وصور. اما حقل الاوراق البحثية، فانه يتناول موضوع «اللاجئين الفلسطينيين»، حقوقهم في سياق حل دولتين او دولة واحدة. وفي حقل افضل ملصق فني «بوستر» للنكبة، يجب ان تتضمن اللوحة تصميما فنيا مستوحى من النكبة والتهجير، وحق العودة. وهنا اعلن «بديل» بأنه سيقوم بطباعة 4 آلاف نسخة من الملصق الفائز وتوزيعه في كافة انحاء فلسطين والمنافي ضمن فعاليات احياء الذكرى الـ 59 لنكبة الشعب الفلسطيني في 15 من شهر مايو (ايار) القادم (تاريخ الاعلان عن اقامة الدولة العبرية).

فلسطينيو 48 ومن خلال جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، التي تأسست قبل عشر سنوات يقومون بإحياء ذكرى النكبة من خلال زيارة القرى المهجرة واقامة مهرجان خطابي مركزي يتحدث فيه قادة سياسيون. بينما تختار عائلات فلسطينية أخرى لاجئة في وطنها زيارة اطلال قريتها والاقامة بها يوما كاملا مع جميع الأولاد والأحفاد وأبناء الأولاد، الذين ما زالوا يعرفون انفسهم نسبة الى قريتهم التي هجروا منها).

موضوع ورقة التاريخ الشفويـ المدينة / القرية الفلسطينية المهجرة – يتناول تاريخ احدى المدن/ القرى الفلسطينية المهجرة في الرواية الشفوية، قبل 1948، وحياة المهجرين في الشتات ونضالهم من أجل العودة. أما حقل القصة التلفزيونية القصيرة، فيجب ان يتناول الفيلم جانبا من حياة اللاجئين الفلسطينيين، وتمسكهم بحق العودة الى ديارهم التي هجروا منها.

في نهاية المسابقة سيحصل الفائزون على جوائز مالية رمزية مقدمة من صندوق مركز «بديل»، اضافة الى جوائز تكريمية لأفضل عشرة اعمال تقرها لجان التحكيم المؤلفة من مبدعين من فلسطيني 1967 وفلسطيني 1948. بالمقابل سيقوم المركز بطباعة ونشر الابداعات الفائزة، ومنح كل فائز مائة نسخة من اصداراته مجاناً.

بقي ان نشير الى انه في الاول من شهر مايو القادم سينظم حفل توزيع الجوائز في مدينة بيت لحم، حيث تعرض المواد الفائزة من افلام ورسومات ويعلن عن اسماء الفائزين، اضافة الى جوائز تكريمية لخمس شخصيات تمثل الجيل الاول من اللاجئين من مختلف مناطق الوطن والشتات، لمساهمتهم في حفظ الذاكرة الفلسطينية والدفاع عن حقهم في العودة.