إيطاليا في كتاب مصري

TT

تقدم الكاتبة الصحافية وفاء عوض، في كتابها «إيطاليا التي أحببتها»، الصادر حديثا عن المركز الثقافي الايطالي بالقاهرة، لوناً جديداً في أدب الرحلات، يبتعد عن الشكل التقليدي المعروف في تراث هذا الأدب، حيث يقلب الكتاب باستفاضة طبقات العلاقة بين العرب والايطاليين على شتى المستويات، ويرصد تراثها وزمنها السحيق ولحظتها الراهنة من منظور الثابت والمتحول.

يضم الكتاب عشرة فصول، تتناول خلالها الكاتبة المعالم الأساسية لحضارة إيطاليا، وكما تتراءى في مرآة عدد من أهم مدنها: روما، فينسيا، نابولي، فلورنسا، باليرمو، صقلية، بينيفينتو، ليتشي، وبيمونتي. وتحكي المؤلفة بإسلوب سردي، قصة كل مدينة، وكأنها أسطورة متناثرة تجمعها من ملامح البشر والأرض والعناصر والأشياء. ولا تغفل الكاتبة في سياق هذا السرد عناصر الثقافة والفن والتراث الشعبي، كمكون أساسي في تشكيل خصوصية المكان، بل تتوسل بهذه العناصر في كشف المهمش والمكبوت في مشاعر الايطاليين إزاء واقعهم وماضيهم السحيق، كذلك رؤيتهم للآخر، وما هو ثابت ومتحول في العلائق المشتركة والمتقاطعة.

من خلال هذا الكتاب، نعرف أن بينيفينتو كانت المركز الوحيد في ايطاليا للفن المصري الحديث، الذي استمر حتى القرن الثاني الميلادي لدرجة أنهم أطلقوا عليها «مصر خارج مصر»، ونعرف أيضا أنهم اتخذوا من الإلهة الفرعونية «إيزيس» رمزا لهذه المدينة، بل اعتبروها سيدتها وكان لها معبد بها، لا تزال بعض شواهده باقية. ونلمح هذا الولع بإيزيس حين تدلف بنا الكاتبة إلى متحف مقاطعة سانيو التابعة له المدينة وتحكي لنا عن محتويات قاعة «إيزيس»، التي تعد من أهم القاعات بالمتحف. وترصد الكاتبة العادات والتقاليد ونمط العمارة، وأنواع الملابس والأطعمة والأشربة، وغرائب الحكايات والمأثورات، وما يتميز به عن بقية المشاهد التي تزخر بها المدن الإيطالية الأخرى.