كيف لا أذكر لبنان

( مقاطع)

TT

اذكره وَكَيفَ لا أَذكُرُ - لُبنانُ فيهِ المسكُ وَالعَنبَرُ

هَواؤُهُ الطَيِّبُ روحُ الصِبا - وَماؤُهُ أَكدرهُ كَوثَرُ

أَشجارُهُ ذاهِبَةٌ في الفَضا - يَروعُ مِنها ذلِكَ المَنظَرُ

كَأَنَّها المَرّاد قامَت عَلى - آكامِهِ ساهِرَةً تَخفرُ

نَبعُ الصفا يقطُر مِن صَدرِهِ - وَالرَوضُ سَكرانُ فَلا يَشعُر

كَأَنَّما أَمواهُهُ خَمرَةٌ - مُذ يَستَقيها رَوضُهُ يسكُر

وَزُحلَةٌ شَوقي إِلى زحلَةٍ - كَأَنَّها في حُسنِها جُؤذَرُ

حَوراءُ وَالعشّاقُ ترتادُها - وَكُلُّ مَن يَعشَقها أَحوَرُ

كَم قَد تَبارى الشِعرُ في وَصفِها - وَكُلُّنا في وَصفِها قَصَّرُ

سَماؤُها وَحيٌ وَأَزهارُها- شعرٌ وَبردونيُّها أَسطُرُ

كَم أَنجَبت من شاعِرٍ نابِغٍ - إِذا اِنبَرى في مَوقِفٍ يسحرُ

كَأَنَّما هاروتُ في شِعرِهِ - بِالرُغمِ عَن إِخفائِهِ يَظهَرُ

وَالأَرزُ شَدَّ الخُلدُ أَعصابَهُ - فَكُلُّ طودٍ عِندَه يصغُر

جبابِرُ الأَيّامِ في مَجدِها - مَرهونَةٌ لأمرِها الأَعصُر

يا أَرزُ لا يُطوى الفُخارُ الَّذي - كانَ سليمانُ لهُ ينشُرُ

فَاِصبِر عَلى الدَهرِ فَما غايَةٌ - ضاعَت لمن كانَ لَها يَصبُر

هَويتُ لبنانَ وَلا أَنثَني - عَن حُبِّ لبنانَ ولا أُدبُر

لي فيهِ شَطرٌ مِن حَياتي وَلي - مِن مُهجَتي في صَدرِه أَشطُر

لي فيهِ بَدرٌ مُشرِقٌ نَيِّرٌ - لهُ جَمالٌ مشرِقٌ نَيِّرُ

يَبذر نوراً في رِياضِ الهَوى - فَأَنثَني أَجمَعُ ما يبذُرُ

كَم لَيلَةٍ أَحيَيتُها قُربَه - وَالحُبُّ يُعطينا وَلا يخسَرُ