«سوسن» أول دار لنشر المدونات في العالم العربي

أسسها شاعر شاب وتنشر لـ«المبدعين والعباقرة والفاشلين»

TT

«يسعد مساء الورد، إعلان لكل المبدعين والعباقرة والفاشلين والعاديين حين صار النشر أكثر مشقة من الكتابة نفسها، متطلبا مهارات خاصة لا يشترط توافرها في الأديب العظيم، دار سوسن للنشر البلوجي، تعلن في تحدٍ سافر ومقيت عن قبولها للنشر للجميع وبدون وجود لجان قراءة أو تصاريح مرور، ننشر مجانا جميع الأعمال الأدبية وغير الأدبية وقليلة الأدب».

بهذا الإعلان شبه الغريب أعلن كاتب مصري شاب تأسيس دار للنشر على الانترنت، ويتضمن ذلك تصميم الغلاف والدعاية والتوزيع، وذلك على مدونة مجانية على الانترنت تحمل اسم دار «سوسن» للنشر.

محمود عزت، الشاعر الشاب صاحب فكرة المدونة، أو الموقع، أو دار النشر، بدأت تجربته حين أراد أن ينشر ديوانه النثري الأول «شغل كايرو» ولما لم يجد دارا للنشر تنشر ديوانه بدون مقابل مادي، ولأنه أراد أن يرى ديوانه النور قبل أن يبلغ سن المعاش فقد قرر نشره على مدونة، لكن ردود الفعل التي تلت ذلك وصلت إلى حد أن طلبت دار نشر «ورقية»، هي دار «ميريت»، طباعته في أسرع وقت، مجانا، وبدون مقابل على خلاف عادتها مع الدواوين الشعرية التي تؤكد دائما أنها ليس لها سوق، كما أن زوار موقع الديوان بلغ في أقل من شهر 3235 وهو عدد يفوق قراء أشهر الشعراء الستينيين المصريين.

بعد نجاح الإصدار «البلوجي» الأول قرر محمود عزت، الذي لا يزال يدرس في كلية الطب، تأسيس دار نشر باسم «سوسن» لنشر أعمال «كل من تقف أمامه مؤسسات النشر الخاصة والحكومية بالرفض». وبدأ بديوان ثان له، ثم مجموعة من الدواوين والمجموعات القصصية لعدد من الكتاب الشباب، وجدت صدى بعد نشرها ونوقشت في عدد من المنتديات الثقافية.

شروط النشر في «سوسن»، كما يحددها، جاءت بالشكل التالي:«ننشر الأعمال التي يرغب كاتبوها في أن تتنفس بين الناس، كما أنه ليس هناك لجنة قراءة لها الحق في أن تسقط عنك لقبك الذي منحته لنفسك، سواء كان شاعرا أو أديبا أو حتى فاشلا، من سيقيمك هم قارئوك».

وحول قيمة نشر ديوان أو عمل أدبي كامل على المدونات، يقول محمود عزت: «أعتقد أن المهم في الموضوع كان النشر بنية اعتبار الكائن على الشاشة هو عمل أدبي حقيقي، ديوان يماثل في قيمته أي ديوان مطبوع، بدون النظرة الدونية إلى النشر الالكتروني كبديل عن نظيره الورقي، أنه حين نزن الأمور كلها بهدوء نجد أن قرّاء الانترنت عدد غير قليل بغض النظر عن جودة القراءة من عدمها، بالإضافة إلى أن النقاد والكبار لا يتابعون الانترنت فعلا وكذلك الورقيّ. أما الوجود على الساحة الأدبية بالديوان الورقي فيمكنك أن تسأل الموجودين حاليا عن جدوى ذلك. لا أنكر أنه يفتح أبوابا عدّة، إنما أعني القيمة الحقيقية لذلك، إضافة إلى الذل الأبدي في دور النشر والمؤسسة الحكومية لنشر ديوان أو رواية. واعترف في النهاية أن الفكرة نشأت أصلا من واقع هذه النظرة الدونية، إن لم يكن ورقيا فألكترونيا على الأقل».

صدرت عن «سوسن» أعمال عدة منها: «ديكورات بسيطة» للشاعر أحمد الفخراني، و«ذات وطن» لمحمد سيد حسن، و«سبع صنايع» لمي كامل. هناك أيضا أعمال تحت الطبع أعلنت عنها الدار منها «تعيش» لأحمد محجوب، «النبي الافريقي» شعر لمينا جرجس، و sambateek كتابة نوران إبراهيم، و«كيف تحيي الموتى» مسرحية لمصطفى السيد، و«كابوس قصر الأحلام»، وهي رواية لسارة الجاسم.