دراسة عراقية في الهجرة الخارجية

TT

عن دار الرواد للطباعة والنشر في بغداد، صدر للباحث د.هاشم نعمة فياض كتاب بعنوان" العراق: دراسات في الهجرة السكانية الخارجية".

ويتضمن الكتاب ثلاث دراسات: الأولى تعالج هجرة العراقيين وتأثيراتها على البنية السكانية والثانية تهتم بسمات البنية السكانية للمهاجرين العراقيين في هولندا، والثالثة تبحث في الهجرة السكانية وحرب الخليج الثانية، إضافة لموضوع رابع مترجم يتعلق بالهجرة السكانية وتجارة البشر في الشرق الأوسط ويتناول ضمنا هذا النوع من التجارة في العراق.

وجاء في الكتاب:" شهد العراق في العقود الأخيرة تسارع تيار الهجرة إلى الخارج. وكان يهاجر القليل من العراقيين قبل مجيء نظام البعث للسلطة في عام 1968 لغرض الدراسة أو العمل خصوصا في منطقة الخليج العربي. وتعود أسباب ذلك لسياسات القمع الفكري والسياسي والتمييز القومي والديني والطائفي والمناطقي والتبعيث القسري التي انتهجها النظام، إضافة لحروبه المدمرة سواء منها الداخلية أو الخارجية مثل الحرب العراقية – الإيرانية 1980ـ1988 التي مهد لها بتهجير قسري ذي طابع عرقي وطائفي . وازدادت الهجرة تدفقا بعد كارثة غزو الكويت في عام 1990 وما أعقبها من الحرب وقمع الانتفاضة وفرض الحصار الاقتصادي الجائر على العراق.

وكان من المؤمل أن يعود جزء مهم من المهاجرين إلى بلدهم بعد سقوط النظام في 9 نيسان (أبريل) 2003 لكن ضعف الأمن وتأخر انطلاق عملية التنمية الاجتماعية ـ الاقتصادية وإعادة الاعمار اعاق مثل هذا الاتجاه. وشملت الهجرة والتهجير ملايين العراقيين، وأن حركة سكانية بهذا الحجم لا بد أن تؤثر في بنية المجتمع العراقي والجاليات المهاجرة من الناحية الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها. إن أي دراسة جادة لهذه البنية ومسار عملية التنمية لا بد أن تُدخل مكون الهجرة في صلب موضوعاتها.

لذا بات من المهم أن تحظى هذه الظاهرة الجديدة بالمزيد من البحث من جانب مختلف الباحثين والكتاب في ضوء شح أو انعدام الدراسات المعمقة التي تتناولها".