عراقيون عالقون في عنق زجاجة على التلفزيون الفنلندي

TT

عاد المخرج العراقي حسن بلاسم من جديد، وقدم لنا أخيراً، عبر شاشة التلفزيون الفنلندي، عملا وثائقيا جديدا، موضوعه العراق، بعد ان كان قد قدم العام الماضي فيلما حمل هواجسه الشخصية، عبر قصيدة شعر كانت محور العمل.

هذه المرة، اختار المخرج حسن بلاسم عائلة مناضل عراقي لتكون محور فيلمه ولتوصيل افكاره عن الاندماج والحنين الى الوطن. فمن انتاج التلفزيون الفنلندي، وخلال نصف ساعة، حاول حسن بلاسم ان يستنطق دواخل افراد عائلة عراقية، قصّت تجربتها ووجعها بعيدا عن الوطن المبتلى بالعنف والارهاب، بعد ان تخلص من الديكتاتورية. المناضل الشيوعي، رياض قاسم مثنى، افنى سنوات طوال من شبابه في سجون النظام الديكتاتوري، في قسم الاعدام، قبل ان ينفذ بجلده ويترك الوطن، اثر عفو عام. وتحدث في الفيلم عن غربته ووطنه، وعن حياته المتأرجحة في بلد اوروبي.

ابتدأ المخرج حسن بلاسم فيلمه، بلقطات سريعة، مصوراً ما كتب على الجدران من عبارت عنصرية ضد وجود الاجانب في فنلندا. واجرى حديثا مع الباحث في جامعة هلسنكي، الدكتور ماركو يونتنين ليتحدث عن معوقات الاندماج وضرورة ان يكون الاجانب جزءا فاعلا من المجتمع الفنلندي. والتقى الفيلم في الشارع بأناس عابرين، فنلنديين وعراقيين، ليسألهم عن موضوعة الحياة المشتركة وعثراتها وفوائدها. لكن الضوء الاكبر يسلطه الفيلم على العائلة العراقية، التي تستقبل الكاميرا في منزلها لتصور حياتها اليومية وتسجل مخاوفها وقلقها، وما تنتظره في غدها. يروي المناضل رياض قاسم مثنى حكاية سنوات سجنه في ابو غريب، وما عايشه خلال النظام الديكتاتوري، الذي اجبره على ان يكون بعيدا عن وطنه، ويتكلم عن الحلم بوطن جديد وحياة جديدة. ونسمع الزوجة ماجدة عجلان، وهي تتحدث عن غربتها، وسط مجتمع تختلف تقاليده عن تقاليد مجتمعها. الطفلة فيروز، كانت لقطاتها معبرة، وهي تقف وحيدة في ملعب رياضي صغير، تعبر وحدها طريقها الى مكان ما، تنظر الينا عبر شبكة تبدو لنا كأسلاك زنزانة وهي تتحدث عن وطنها الام بأفكار اكبر من احلامها الطفولية. المخرج حسن بلاسم، في هذا الفيلم، وهو يتناول موضوعة الاندماج ويقدم تقريرا عنها، حاول ايضا ان يلامس ويعكس حنين وارتباط العراقيين بوطنهم، الذي يجدون من الصعوبة ان يعودوا اليه الان، وسط اجواء العنف السائدة. المخرج حسن بلاسم من مواليد بغداد 1973، ومقيم في فنلندا من حوالي ثلاثة اعوام، كاتب ومخرج سينمائي، قدم في العراق العديد من الاعمال الناجحة. ويعتقد حسن بلاسم انه لم يتمكن لحد الان من توظيف كل امكانياته الفنية، وهو يبحث عن الفرصة المناسبة لتحقيق شيء من احلامه السينمائية، ويحمل عدة مشاريع لافلام قصيرة يسعى لايجاد الفرصة لتنفيذها.