مثقفون مصريون يتذكرون الخميسي

أهداه صدام حسين سيارة مرسيدس فباعها في الكويت

TT

أقام اتحاد الكتاب المصري حديثاً حفل تكريم للشاعر والكاتب الراحل عبد الرحمن الخميسي، تحدثت فيه مجموعة من الكتاب والمثقفين والنقاد حول دور الراحل في الحركة الثقافية المصرية.

كان الخميسي المولود عام 1920 فناناً متعدد المواهب كتب الشعر والأغنية ولحن وألف الموسيقى والمسرحية والمسلسلات والأفلام السينمائية، كما كتب السيناريو واخرج بعضها ومثل فيها أيضاً، كما في فيلم «الأرض» 1969، فقد قدم شخصية الشيخ يوسف المناضل القديم الذي شارك في ثورة 1919 وتدهورت حالته فافتتح دكاناً في القرية، وتحول بتاريخه النضالي الى مرشد لقوات الهجانة التي تضرب الفلاحين المتمردين. قام الخميسي بدءاً من عام 1965 باخراج أربعة أفلام كتب قصصها وحواراتها وشارك في اعداد سيناريوهاتها ووضع الموسيقى التصويرية لها وانتج ثلاثة منها، وهذه الافلام هي «الجزاء» 1965 بطولة حسين الشربيني وشمس البارودي، و«عائلات محترمة» 1968 بطولة حسن يوسف وناهد شريف وعبد المنعم ابراهيم وعدلي كاسب، ثم قدم في عام 1970 فيلم «الحب والثمن» لاحمد مظهر وزيزي البدراوي وصلاح السعدني، وفيلم «زهرة البنفسج» الذي قام ببطولته عادل امام وزبيدة ثروت، كما كتب فيلم «حسن ونعيمة» الذي اخرجه بركات وقدم فيه الخميسي محرم فؤاد وسعاد حسني لأول مرة، كما قدم الى جوارهما في الافلام السابقة الكثير من الوجوه الجديدة الذين أصبحوا بعد ذلك نجوماً في السينما المصرية ومنهم صلاح السعدني وحسين الشربيني وشمس البارودي ومديحة كامل، وقد كان أقل أفلام الخميسي جودة «زهرة البنفسج» الذي لم يستمر في دور العرض أكثر من 3 أيام، أما أفضل أفلامه فكان «عائلات محترمة».

وذكر الكاتب محمد عودة في الندوة ان الخميسي كان واحداً من أبرز ظرفاء عصره، وكان يشكل مع اصدقائه كامل الشناوي والشيخ عبد الحميد قطامش وحنفي محمود باشا، قطب حزب الأحرار الدستوريين، والشاعر طاهر ابو فاشا حالة من الزخم الوجداني والاجتماعي في القاهرة قبل ثورة يوليو وبعدها، وذكر ان الخميسي كان يحب ايقاع أصدقائه في المقالب والمواقف الكوميدية، وكان يستخدم موهبته في ذلك للقصاص ممن يواجهونه أو يوقعونه في المشاكل، كما كانت له شخصية قيادية برزت حتى داخل السجون والمعتقلات بسبب دوره في الحزب الشيوعي وآرائه ضد نظام السادات، وقبله عبد الناصر.

وأضاف عودة: «ان مواهبه لم تتوقف عند حدود السينما بل ساهم في انشاء فرقة مسرحية عرفت باسمه عام 1958 وبدأ موسمها بثلاث مسرحيات قصيرة من تأليفه واخراجه وتمثيله، هي «الحبة قبة» و«القسط الأخير» و«حياة وحياة». ثم قدم بعد ذلك مسرحية مترجمة عن الادب الفرنسي باسم «عقدة فيلمون» للكاتب جان برنار لول، كما اقتبس من المسرح الانجليزي مسرحية «الزواج السعيد» لجون كلمنتس، وقد شارك معه في التأليف المسرحي لفرقته الكاتب محمود السعدني، وقدم له مسرحية «عزبة بنايوتي» وجابت الفرقة مسارح القاهرة، وباقي محافظات الجمهورية، وشهدت كواليسها الكثير من المواقف الكوميدية».

كما قدم بعد ذلك مسرحية «الارملة الطروب» واوبريت «حياة فنان» وتم عرضه في دار الاوبرا عام 1970 وهو من تأليف الانجليزي ايفون نوفيلل، وقد قام بتعريبه ليقوم ببطولته الفنان حسن كامي، وكذلك قدم اوبريت «مهر العروسة» من تلحين بليغ حمدي.

أما الدكتور يحيى الجمل فقد تحدث عن غربة الخميسي ورحلاته خارج أرض الوطن، وتنقله في العديد من العواصم العربية الى ان استقر به الحال في موسكو التي حصل فيها على وسام لينين، كما حصل خلال رحلته لبغداد على سيارة هدية من صدام حسين لكنه اضطر لبيعها في الكويت من أجل أن يرسل الى ابنائه ما يحتاجون اليه من مصروفات في القاهرة. وذكر الجمل ان الخميسي كان صديقاً لعدد كبير من المبدعين والشعراء السوفيات والتقى الرئيس الروسي ليونيد بريجينيف وعالم الفضاء يوري جاجارين الذي أفرد في مذكراته جزءاً كبيراً للحديث عن شخصيته وقدرته على اجتذاب الاصدقاء اليه.