«حجلنامة»: تأبين سليم بركات وهو حي!

TT

من المعروف في الساحة الأدبية انه عند رحيل شخصية أدبية، تقوم مؤسسات أو أجهزة ثقافية بجمع أهم المقالات والشهادات الثقافية والنقود المكتوبة في أدبه. لكن من الجميل أن نحتفي بمبدعينا وهم أحياء. وهو ما حصل في العدد الخاص من "حجلنامة" الكردية عن سليم بركات، لكن ، للأسف، بشكل مخيب. فمعظم المقالات جمعت من المستودعات الصحافية والمحفوظات، والجديد فيها لا يتجاوز الربع، وحتى هذا الربع من الحوارات والشهادات احتفالية ومدائحية على طريقة شعراء البلاط.

بصدور هذا العدد المزدوج (10-11) من هذه الفصلية الثقافية التي تعنى بشؤون الثقافة الكردية، ويرأس تحريرها الشاعر السوري محمد عفيف الحسيني المقيم في السويد، يكون قد صدر عددان خاصان بسليم بركات من أصل عشرة أعداد. و لا يخلو عدد من أعداد المجلة من دراسات أو متابعات عن أدبه، فهو (أهم أديب كتب بالعربية منذ عقدين) كما يشهد فيه محمود درويش، وأهم كردي بعد صلاح الدين كما يقول شيركو بيكس في شهادته فيه. من الجدير بالذكر أن المجلة اقتبست اسمها من شطر شعري لسليم بركات يقول فيه (حجل بداية الكلام، حجل كلامنا).

وضم العدد منتخبات من دواوينه الشعرية والسردية، وقصيدة محمود درويش الشهيرة "ليس للكردي إلا الريح"، وترجمات للطاهر بن جلون "أغنية الأطفال الغاضبين"، وشتيفان فايدنر: "نموذج الطفولة الكردية وايفا ماخوت" الحبكة الكردية في كتابات سليم بركات"، وتيتس رووكي "أرياش من السماء"، وبيني تودال "كائنات السنتور"، ودراسات لسامي داود "ألفة الشبه – الحيوان في أرواح هندسية" وهندرين "سليم بركات في اولمبياد اللغة" وبيان سلمان "سؤال اللغتين" وعماد فؤاد "سليم بركات الكردي الذي كشف عن سحر جديد في لغة العرب"، وطه خليل "لو قدر لي أن أعود ذات يوم إلى القامشلي"، ومي كريم "أبانا الكردي"، ومحمد بوعزة "دينامية المحكي في روايات سليم بركات"، وجوان فرسو "البرونز في رواية ثادريميس" ودراسات روائية لصباح زوين وعبد الوهاب أبو زيد ومحمد علي محمد.

معظم الشهادات معروفة ومنشورة وقريبة العهد مثل شهادة عباس بيضون "شيء عن سليم بركات" وقاسم حداد "سليم بركات أجنحته الكثيرة تجعله سربا. ويحتوي العدد على مساهمتين لكاتب واحد (مثلا إبراهيم اليوسف)، أو شهادات مثل شهادة لقمان ديريكي التي يعترف فيها بفضل سليم بركات عليه شعريا، لكنه يذهب إلى الاستعراض الثقافي بذكر علاقاته مع كبار المثقفين مثل محمود درويش وادونيس، بل وبذكر فضله في الترويج لسليم بركات الذي لولاه لربما مات من الوحشة الثقافية.