رؤية مغربية للمسألة الديمقراطية

محمد اليازغي يكتب عن تجربة التناوب

TT

صدر اخيرا عن دار النشر المغربية كتاب «البديل الديمقراطي، من المعارضة إلى التناوب» لمحمد اليازغي الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والوزير في الحكومة المغربية الحالية.

ويستعرض الكتاب، الذي يقع في 261 صفحة من الحجم المتوسط، أهم الأسس التي تقوم عليها رؤية الحزب للمسألة الديمقراطية ونظرته للمجتمع الحداثي وتصوراته الإصلاحية للمستقبل.

والكتاب عبارة عن مجموعة من النصوص تمثل سيرورة نضالية توثق لتطور الخيار الديمقراطي لدى الحزب طيلة أربعين سنة من الممارسة الديمقراطية، انتقل فيها من المعارضة إلى التناوب والمشاركة في تدبير الشأن السياسي داخل المغرب.

وبهذا الخصوص، يشير محمد الحبيب طالب، في تقديمه لهذا الإصدار، إلى أنه يمكن للقارئ من خلال هذه المجموعة من النصوص أن يأخذ «فكرة مركزة ودقيقة المبنى والمعنى عن تلاوين تطور الاختيار الديمقراطي لدى الاتحاد على امتداد الأربعين سنة المنصرمة».

واعتبر طالب، أن اليازغي لم يكتب هذه النصوص «استجابة لدافع في الكتابة بحد ذاتها، وإنما لدواع نضالية، لها أحكامها وأساليبها وقيمها الخاصة»، معتبرا أنها تعد «نتاجا لوعي جماعي، يمثله هنا، ما يمثله الاتحاد الاشتراكي من رصيد تاريخي نضالي ضخم».

وتتمحور هذه النصوص بحسب تسلسلها الزمني والمحطة النضالية التي أفرزتها حول ثلاث دوائر رئيسية تهم دائرة التوافق والتجربة الحكومية والبرنامج الإصلاحي، ودائرة البعد الحضاري والجيو سياسي، ودائرة قضايا البناء الحزبي وتحالفاته.

ففي حديثه عن الانتقال الديمقراطي وتجربة الحزب ضمن حكومة التناوب، اعتبر اليازغي أن حزبه تمكن من أن ينقل «ثقافة الديمقراطية من مجال المعارضة إلى مجال التدبير الحكومي». موضحا أن مهمة الحزب كانت «تغيير توجهات التسيير الحكومي، وإرساء قواعد جديدة لتأهيل الوطن والمواطن، حتى نتمكن من الشروع في الانتقال بخطوات ثابتة نحو المستقبل».

وأبرز أن الإصلاح والتحديث لم يكن مختزلا لدى الحزب في الإشكالية الدستورية وحدها «وإنما كان يوسع مجال الإصلاح ليشمل مختلف المجالات التشريعية والتنظيمية والآليات الإدارية والمؤسساتية التي تحكم تدبير الشأن العام في المغرب».

ويتضمن الكتاب أيضا تحديدا لمواقف الحزب من مجموعة من القضايا التي تشكل الراهن السياسي داخل البلاد، ومنها بالخصوص قضية الوحدة الترابية وموقف الحزب من مشروع الحكم الذاتي للصحراء المغربية. كما يحدد الكتاب موقف الحزب من المسألة الاجتماعية، انطلاقا من منهجية الاشتراكية الديمقراطية. وحاول اليازغي من خلال المحطات النضالية التي تمثلها نصوص الكتابة أن يقدم إجابة للإشكالات والإكراهات التي تعترض سبيل الحزب في ممارسته السياسية، سواء ضمن الفريق الحكومي أو كحزب يمتلك مرجعية نضالية تخول له الإسهام في تحريك الحقل السياسي الوطني.