رصاصات بيضاء للأيام السوداء

( مقاطع)

TT

ولد ممدوح عدوان في قرية قيرون (مصياف) عام 1941.

تلقى تعليمه في مصياف، وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة الانجليزية، عمل في الصحافة الأدبية، وبث له التلفزيون العربي السوري عدداً من المسلسلات والسهرات التلفزيونية.

من مؤلفاته: "المخاض" مسرحية شعرية- دمشق 1967 ، "الظل الأخضر" – شعر - دمشق 1967، "الأبتر" – قصة - دمشق 1970، "تلويحة الأيدي المتعبة" – شعر - دمشق 1970، "محاكمة الرجل الذي لم يحارب" – مسرحية - بغداد 1970، "الدماء تدق النوافذ" – شعر - بيروت 1974، "أقبل الزمن المستحيل" – شعر - 1974، "ليل العبيد"- مسرحية - دمشق 1977، "هملت يستيفظ متأخراً" – مسرحية - دمشق 1977، "زنوبيا تندحر عداً" - مسرحية، "لو كنت فلسطينياً - شعر، مذكرات كازنتزاكي - ترجمة - جزآن- بيروت 1980 - 1983، "حكي السرايا والقناع" – مسرحيتان - دمشق 1992 - اتحاد الكتاب العرب

حين أتاني النبأُ الدامي في عَجَلهْ

لم أسألْ نفسي: مَن قَتَله؟

فالأسئلة عن القاتل ماتتْ

منذ اختنق الإخوة تحت رداء من صمت في أيلولْ

وتعلّق عنقودُ نجومٍ بمشانق سوداء على النيلْ

منذ نضوب الماء من المُدُن العربيهْ

ورجال، كالأشجار، اقتُلعوا

وابتُلعوا في الرمل المتحرّكْ

غرقوا شبراً شبراً.. رجلاً رجلاً

ما مُدَّتْ لهمُ يدْ

لم يتحرك حولهمُ غير كلام كحبال يمتدْ

يتحول بعد الخنق رثاءً وأكاليلْ

وحصاراً من جوقات وطبولْ

وعلى مفترقات دروب الثورة

بين حقول الفلاحين

في الحارات المهجورة،

بين صفوف الشعب المعزولْ

يترصدنا القَتَلَهْ

ولذا لم أسأل نفسي يوماً

من منهم سيكون القاتل؟

بل كنت أقولْ

من منا سيكون المقتولْ؟

***

لم أبك عليه، بكيت الوطن المشلولْ

وهو يعد فجائعه في صمتٍ

ويحولها مسبحة بلهاء

كنت وحيداً أنصت للأرض الخرساء

والأرض تئن وترمقني وَجلهْ

وأنا أحسبها خجله

***

منذ أتانا بسلالات الحزن المكبوتْ

كنت أرى آثار خطاه دماءْ

كنت أرى دمه يتصببُ

من بحر الظلمات إلى بيروتْ

ومن البصرة حتى بيروتْ

والمُدُن العربية في الذل تموتْ

كنت أراه

يرفع رجلاً لا تبرح هذي الأرض الجرداء

محتقناً بالغضب الموقوت