كثيراً ما يحب اللبنانيون تشبيه بلدهم بسويسرا. وقيل كثيراً ان لبنان كان في يوم من الأيام "سويسرا الشرق" قبل ان تدمره الحروب، وتفرمل عجلة تطوره النزاعات. سويسرا اذن، تعتمد كمثال، ولكن غالباً مع جهل شديد بتاريخ سويسرا أو مقومات نظامها السياسي والاجتماعي. ويغيب عن اللبنانيين ان النظام السويسري، القائم حالياً، هو ثمرة سبعة قرون من النزاعات والأزمات والحوارات العميقة.
ولمعرفة هذا النموذج الأوروبي الذي يشبه اللبنانيون انفسهم به، تنظم الجمعية اللبنانية للعلوم السياسية، بالتعاون مع سفارة سويسرا في لبنان، سلسلة محاضرات خلال عامي 2007-2008. المحاضرة الأولى تبدأ اليوم الأربعاء من الساعة الواحدة وتستمر حتى الساعة الثالثة، في الجامعة الأميركية في بيروت تحت عنوان "التعرف إلى سويسرا: ممارسة الوحدة في التنوع".
يهدف البرنامج، الذي سيجوب عدة مؤسسات جامعية، ويقدمه مفكرون واساتذة جامعيون سويسريون، يعرفون جيداً تاريخ سويسرا ومؤسساتها من منظور وطني ومقارن، الى استكشاف بعض خصائص سويسرا: العيش المشترك بين المجموعات اللغوية والثقافية والدينية، المواطنية والتاريخ والذاكرة الجماعية، الادارة الديمقراطية للتنوع، الحياد والسياسة الدفاعية.....
ويشمل برنامج كل محاضر سويسري، لقاءات في لبنان مع احزاب وبرلمانيين، من خلال لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية السويسرية، وجامعيين واعلاميين.
أما المحاضرات المقبلة، فستكون في ديسمبر وفبراير وابريل، يفتح الباب بعد كل منها لحوار ونقاشات مع الحضور.
تصدر اعمال البرنامج اواخر سنة 2008 في منشورات الجمعية اللبنانية للعلوم السياسية وبرنامجها :"مرصد علم السياسة في لبنان من منظور مقارن". وسبق ان اصدرت الجمعية التي يعود انشاؤها الى 1958 "مرصد علم السياسة في لبنان" عن (المكتبة الشرقية) عام 2004 في 224 صفحة و"استعادة سلطة المعايير" عن (المكتبة الشرقية) عام 2007 في 268 صفحة.