عمل بسيط يمكن أن يغير العالم

بيل كلينتون يكتب فن العطاء

TT

يلقي كتاب «فن العطاء: كيف يمكننا تغيير العالم» للرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الضوء على كيفية تغيير العالم والواقع الذي نعيشه؛ فقد تنقذ مساعداتك أو خدماتك آلاف الأرواح وتسعد الملايين. ويعرض مؤلف الكتاب العديد من النماذج التي ساهمت في إسعاد الآخرين وتغيير حياتهم. ولا يوجه الكتاب رسالة إلى الأفراد فحسب، بل أيضًا إلى كافة المؤسسات والهيئات التي يمكنها من خلال أي عمل بسيط أن تغير حياة الكثير منا إلى الأفضل، ويمكن أن يغير العالم من حولنا.

وفي هذا الكتاب، يتعرف القراء على نماذج من الشخصيات المشهورة وعدد من المواطنين والمؤسسات الاجتماعية التي ساهمت بالفعل في الأعمال الخيرية. ويشير المؤلف إلى أن فن العطاء يأخذ صورًا عديدة، فقد يكون مجرد فكرة تحل مشكلة أو بسمة ترسمها على وجه الآخرين. فلا تقل أهمية التبرع بالوقت والأنشطة والعمل الخيري والأفكار الجليلة عن أهمية التبرع بالمال أو أي شكل من الإسهامات المادية.

ويحثنا الكتاب على دراسة ما يمكن أن نعطيه، بغض النظر عن دخلنا المادي أو أوقات فراغنا أو أعمارنا أو مهاراتنا، لمنح الآخرين فرصة لتحقيق أحلامهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يذكر «بيل كلينتون» في كتابه قصة الطفلة «ماكينزي ستينر» التي تبلغ من العمر ستة أعوام ونظمت حملة لتنظيف الشاطئ.

ومثال آخر هو الدكتور بول فارمر الذي أخذ على نفسه عهدًا لتكريس وقته لخدمة الفقراء من خلال توفير خدمات صحية عالية الجودة لهم وإنشاء وحدات عامة للرعاية الصحية في «هايتي» و«رواندا».

ولا يقف الكتاب عند ذلك، بل هناك أمثلة كثيرة على العطاء، ومنها الأسرة الصغيرة التي أنشأت مؤسسة خاصة بها لجمع وشحن الكتب والأدوات المدرسية لـ 35 مدرسة بعد زيارة قام بها الزوجان إلى عدة مدارس في زمبابوي، التي وجدوها خالية من الكتب الدراسية وغيرها من الأدوات اللازمة للطلاب.

وكذلك «أوسيولا ماكرتي» التي تبلغ من العمر 75 عامًا، وأمضت حياتها في صراع من أجل المعيشة وكانت تكدح في مجال غسيل وكي الملابس، والتي تبرعت بـ 150 ألف دولار لجامعة ميسيسيبي الجنوبية لإنشاء صندوق المنح الدراسية للطلاب الأميركيين من أصل افريقي.

ويأتي دور «آندري أجاسي» الذي أنشأ أكاديمية إعدادية في «لاس فيجاس» ـ المدينة المعروفة بأعلى نسبة من حوادث الأطفال ـ للمساعدة في إنقاذهم ورسم البسمة على وجوههم. ويقول في ذلك: «كان التنس وسيلة لنجاحي، ولكن ما تمنيت أن أفعله هو تغيير حياة الأطفال».

ويقول «بيل كلينتون» في كتابه «نحن جميعًا نملك القدرة على القيام بأعمال عظيمة، وأتمنى أن يكون الأشخاص المذكورون والأمثلة المطروحة في الكتاب عاملا مساعدا للرفع من أرواحنا المعنوية كما تؤكد لنا أن خدمة المواطن عاملاً قويًا ومؤثرًا في تغيير العالم من حولنا».

ولا يمكننا أن نغفل الأعمال الخيرية التي قام بها «بيل كلينتون» نفسه بعد انتهاء فترة الرئاسة وأثر هذه الأعمال على حياة الآلاف، من خلال مؤسسته الخيرية، وأعماله في أعقاب كارثة تسونامي وإعصار كاترينا.

ويهدي «كلينتون» هذا الكتاب لعدد من المؤسسات الخيرية وغير الربحية التي تأخذ على عاتقها مهمة تغيير العالم نحو حياة أفضل. ويتمنى المزيد من المحاولات التي تساهم في إسعاد الآخرين وتحقيق أحلامهم التي تولد وتنتهي دون أن ترى النور.