قصيدتان

دعد حداد

TT

نشرت الشاعرة السورية دعد حداد، التي رحلت عام 1991 ، مجموعتين شعريتين خلال حياتها القصيرة ، هما «تصحيح خطأ الموت» و«كسرة خبز تكفيني» بينما صدرت مجموعتها الثالثة بعد رحيلها بعنوان «الشجرة التي تميل نحو الأرض». لقد حولت دعد حداد الحياة نفسها إلى شعر، اإلى الدرجة التي تبكي فيها من شدة هذا الشعر. وقد أخلصت لهذا الشعر، وامتلكت شجاعة نادرة في البقاء حرة كما تشتهي، مع الشعر.

هنا قصيدتان من شعرها:

ترمي الساعاتُ عقاربها

ترمي الساعاتُ عقاربها

بعيداً.

وعلى تلك المرآة..

نمو الخريف في الصور

ثمة أيام غليظة الشفاه.

يتدافع الغناءُ من بين سككها

كالقطارات..

أو يتحطم كقطع الرخام.

لم يكن ذلك الحبّ قريباً

من الشامبانيا.

ليأخذ مقعدهُ تحت أكوام النجوم.

الأوطانُ العالية،

سرعان ما تنكمشُ منتحبّةً

في الكتبِ.

ذلك الآخر..

كم جمعنا له من المدافئ،

ليكون بيننا.

لكنه المصارعُ البرّي..

كم لا تليق به شيخوخة التربةِ.

ثمة حبرٌ..

سقط على الألواح مبكراً.

فصنعنا..

السفينةَ والطوفان.

وحيدة كحد الرمح

انا التي تحمل الزهور إلى قبرها

وتبكي

من شدّة الشعر.

من عيوني يهطل المطر... والعالم داري

أغمضوا أعينكم

سأمرّ وحيدةً كحدّ الرمحِ

حين هطول دموعكم..