الكلب واللاعبون

إبراهيم أحمد

TT

حلمت إني عدت لوطني، وإني أسرع الخطى لاهثاً في الطرقات، أحاول عبثاً الاهتداء لدارنا أو أي بيت يحميني ويؤويني، فثمة حيوانات كثيرة مفترسة تجد في اثري تريد التهامي، وأنفاسها تلسع رقبتي، فجأة ظهر من وراء جدار مشروخ كلب أسود صغير، كان بفروة ناعمة مجعدة كأنها لخروف صغير، وتلقاني باشاً قائلا:

ـ لا تخف، إلحقني، وحين وجدني متردداً قال:

ألم تعرفني؟ أنا روحك، وبينما أنت هائم بجسدك هناك في العالم أنا متقوقع وراء الجدران المتصدعة، أحرس البيت وانتظرك منذ ربع قرن.

استيقظت مذعوراً لاهثاً، ظهيرة اليوم التالي رويت ما شهدته في الكابوس الذي ظل جاثماً على صدري لزوجتي، فراحت تقرعني كعادتها:

لقد فسدت أحلامك لفساد الهواء في غرفتك الموصدة النوافذ دوماً. أضافت بنبرة حادة لا تخلو من حنان:

ـ أخرج لقد بدأ الربيع منذ شهر ونصف، وها أنت لا تريد أن تبرح البيت. قلت:

ـ ولكن الجليد لا يزال يملأ هذه الثلاجة الكبيرة التي يسمونها السويد.

قالت أنت وحدك يقول ذلك، لقد عدت لتوي من السوق، ورأيت الناس يملؤون الطرقات والساحات بالأغاني والضحكات.

عصر ذلك اليوم، وجدت في جسدي شيئاً من الطاقة تكفي للنهوض والوقوف ثم للتحرك نحو الباب وشق الطريق الباردة المعتمة بحثاً عن الربيع الذي تقول زوجتي المصرة بعناد عظيم على الحياة إنه قد حل في هذه البلاد، وهب الناس لاستقباله، لكني لم أصادف في طريقي زهرة تشع بألوانها، ولا قطة تموء باحثة عن حبيب شبق، ولا أغنية حزينة أو فرحة تحط على لساني المثقل بذهب الصمت منذ سنوات طويلة. في الطريق أحسست بالخجل من كثرة تذمري أمام زوجتي متسائلاً بلجاجة لماذا ألقتني أقدار الدنيا أو حظوظ بلادي المسكينة على حافة الدنيا، ولم يعد في متسعي سوى نافذة صغيرة أرقب منها ما تبقي لي من هذا العالم الذي يقولون إنه ما زال يتدفق بالكثير من المفاجآت والأفراح والطيبات. لا أدري كيف قادتني خطاي لهذه الساحة لأرى الكلب الأسود الذي رأيته في منامي قبالتي يلعب الكرة، تلك هي الحقيقة، أو هكذا بدا الأمر، خيل لي إنه ألقى عليَّ نظرة، حتى إني هممت أن أتوارى عنه، لكن الكرة أخذته عني فعاد يلعب بجنون كلبي كأنه لا يعرفني ولا أعرفه، وهذا ما أراحني حقاً، لقد كنت أريد أن أنسى المأساة كلها.

كان الكلب الصغير الأسود في ساحة كرة قدم يلعب مع فريقين مستغرقين في لعبة حامية، كانت الساحة وسط حي سكني وقد أقامتها شركة السكن لهواة اللعب في مضمار منافسة تجارية معروفة بين شركات السكن، تبينت إنه لم يكن طليقاً، كان مربوطاً إلى أحد أعمدة المصابيح الكهربائية المحيط بالملعب، كان العمود مقطوع الرأس، وليس عليه مصباح مشتعل أو مطفأ، لكن النهار رغم احتضاره وقرب الغروب يحسم الأمر عادة في هكذا أمر ملتبس لذيذ الغموض، من الواضح أن اللعبة ليست بمستوى متقدم أو جيد ولكنها، لعبة على أي حال، ولكل لعبة مهما صغرت جاذبيتها وجمهورها وحكامها ونتائجها. عادة لا يوجد هنا كلب سائب أو شارد حتى ولو من أسطورة أو حكاية أو تاريخ منهار أو حلم جميل أو كابوس مرعب كالذي كنت مستغرقاً فيه بمنامي. من أين أتى هذا الكلب الغريب الأطوار الذي قاده مزاجه للعب الكرة بعد أن كان يغوص معي بأوحال كابوس تعيس؟ لا شك أن له صاحبه وسجله في دائرة شؤون الكلاب، لكني قدرت أنه يمتلك روحاً مختلفة في كل مكان يحل بها في هذا العالم، وإنه يؤدي لعبة واحدة بتفاصيل مختلفة وإن صاحبه هنا أدخله معه إلى الساحة لا ليطمئن عليه وحسب (كان بإمكانه أن يتركه في البيت، في زاويته الباذخة المعطرة )، لكنه ربما أراد أن يعوضه باللعب عن نزهة العصر، مشدوداً بالحبل الذي يمتد وينسحب بحساب كسنارة صيد السمك، وكأن المتجول معه ينظر لرصيف الحياة نظرة الصياد لشاطئ البحر، وماذا يستطيع الكلب أن يصطاد من رصيف مدينة مكتظة بالناس والثلج ودخان المصانع الكبيرة؟ كان الكلب يلعب ضمن الفريقين، وقد بدا رغم ذكاء الكلاب المشهود له أن من المستحيل أو الصعب لعبه مع فريق دون غيره إذ الكرة تستلبه دون غيرها وإن خيل إليَّ (ربما بتأثير عذاب الحلم المنقضي وأملي بعدالة ما ) أنه ينتصر لاستقامة جوهرية وليس لإثارة كروية فهو على خلاف كل قوانين وأعراف كرة القدم يلعب بمرونة مطلقه وينتصر لأي فريق يظلم في الساحة، (فهو قد يلعب مع فريق، ثم لا يلبث في ذات اللحظة، أن يلعب ضده مع الفريق الآخر، إذا وجده يجور ويخرج على أصول اللعب) لكنه الآن يلعب باندفاع وجد، أو هكذا يبدو الأمر لي وربما لبعض من يراه.

ولكن هل كان الكلب يلعب حقاً؟ كانت اللعبة منطلقة حامية حتى ليخيل لمن يراها أنها قد اندمجت بالحياة نفسها وأخذت منها بدأها وأزليتها، شدتها ورخاءها، جدها وعبثها، جمالها وقبحها، سعتها وضيقها، والكلب يزداد استغراقاً بها وهوساً. إنه يدور مع الكرة، ينقض عليها يحاول أن يمسك بها نابحاً مزمجراً صاخباً، مثيراً التراب رغم رطوبته الثلجية حتى ليبدو كغبار جاف متطاير، مالئاً الساحة بصوته الحاد اللجوج دون جدوى إذ يرتد خائباً، فلقد كانت هناك مصيبة لا يدركها إلا من حطمت قلبه مصيبة مثلها في هذا الزمن التعيس المشؤوم، إذ الحبل المشدود إليه لا يتيح له أن يصل سوى لمسافة قصيرة في الساحة الواسعة فيرتد إلى الوراء حيث تسحبه آلة الحبل المبرمجة خطوات ثم تعود لتطلقه، كان ليس فقط عاجزاً عن الوصول للكرة التي تتقاذفها أقدام اللاعبين المفتولة العضل، بل لا يستطيع الخروج عن نصف الدائرة الصغيرة المنزوية في الساحة التي حشر فيها، ربما يخيل لمن يتأمله أنه لو أطلق سراحه فسيدخل الكرة في الهدف، لا فرق لدى الكلب الطيب بأي هدف ستدخل الكرة، أو ربما هو منحاز فيمسك بها بقائمتيه ويعطيها لصاحبه كما تعود في حياته الطليقة، لكنه الآن مهمل منسي، لا أحد يكترث له حتى صاحبه، يزيد نباحه وصخبه غارقاً في لجة منزوية سريعة بينما الساحة بحر هائج يعج بالكواسج والحيتان المتصارعة.

كان الكلب يسعى بشدة متفانياً مندفعاً وقد ملأت اللعبة كيانه الصغير، كان في نباحه ودورانه وتقلبه وانحنائه وتشنجه وتمدده ونهوضه وضربه وخمشه الأرض بمخالبه، وعضه الحجارة الصغيرة مقنعاً مخيلته أنه يمسك بالكرة المتداولة بين الأقدام القوية. وقد تغطى بالتراب وتناثرت أوراق الشجر الحمراء والصفراء والمتفسخة فوقه وكأنها قد استحالت إكليل عذاب له أو شهادة على بلائه في لعبة هو خارجها تماماً.

كانت أنظار الجمهور القليل المحيط بالساحة مستغرقة بالنظر إلى الفريقين المتباريين، غير شاعرة به وماذا يعني كلب أسود صغير حتى إذا كان داخل الملعب أمام لعبة كرة قدم تظل تمتلك قوامها الساحر الجذاب أينما كانت في هذا العالم. لا أحد يعرف ماذا تلوح الكرة في مخيلة الكلب، حيث الكلاب عادة زاهدة بأغراض الدنيا رغم انحدارها من سلالات ذئبية ولا تنعم إلا إذا جرها أصحابهما لنعمهما حلالاً أو حراماً، كما لا أحد أيضاً يستطيع أن يجزم ماذا تتشكل الكرة في مخيلة وأعماق اللاعبين. هل تبقى في ذروة الصراع جلداً منفوخاً مكوراً يركل بالقدمين أم تغدو هدفاً آخر، ربما يركل بالروح والعقل والضمير قبل القدمين ولكن هل الكرة فقاعة منطق هنا بينما هي رصاصة في مكان آخر؟ وطن يتدحرج من قمة تاريخ بعد أن امتص دم أهله؟ امرأة مغرية؟ مال كثير تنال معه النزوات والأمنيات وحتى الرغبات الدنيئة؟

كان اللاعبون سادرين في لعبهم لاهين غافلين عن الكلب وكل شيء يعتمل في أعماقهم، ويحرك عدوهم وقفزاتهم منطلقين وراء الكرة وهي تروغ أو تستسلم أو تغدو محل تنازع وجذب وعراك، يتداولونها بأقدامهم أو صدورهم أو بالحيل الأخرى، وكل أسماء اللعب التي لا اعرفها ولا افهمها بينما الكلب عاجز عن الوصول إليهم رغم قفزاته وهجماته واندفاعاته التي تملأ جوانحه غضباً ويأساً وعذاباً، وحين يركلون الكرة بالرأس كان الكلب يقفز معها ثم يهبط للأرض مثل كرة أخرى قذفها قدر أو قوة مجهولة لا يرى منها سوى ما تهصره يدها. كان الحبل الذي يشده لا يتجاوز الثلاثة أمتار مما يجعله يناوش طرفي الساحة دون أن يصل خطوطها النظامية ويتردد جهة طرفيها بمسافة متساوية تقريباً، وهيهات له أن يطال أي من الهدفين المشرعين للاعبين، بأي مأزق وضع هذا الكلب المسكين؟ إنه في الساحة ولكن هيهات له أن يصل قلبها وخطوطها الأساسية حيث الكرة عادة تجري وتحسم وجهة سيرها ومداها، فتتحقق الأهداف وتحسم النتائج، أهو قدر آخر، لقد وضع هذا الكائن الصغير الجميل في الساحة، وراحت الكرة تجري أمامه ثم لا مجال له سوى هذا المدى القصير فراح يستعين عبثاً بالنباح الذي كان يستحيل عويلاً حزيناً ذكرني بضياع وتشرد وجوع الكلاب في ليالي الشتاء الطويلة في دروبنا القديمة، كنت أقول في نفسي ليت اللاعبين وقد سببوا للكلب الصغير كل هذا العذاب يجيدون اللعب أو في الأقل يعرفون أصول الحركة والسكون، لا أدري كيف يلعبون فأنا لم أعد أرقبهم وحتى إذا راقبتهم فأنا لا أعرف اللعب، لقد أخذني الكلب إليه، ألم يدعى في الحلم أنه روحي؟ كان هذا الكلب الأسود الصغير الذي قابلني منقذاً في كابوسي يحاول بهوس مجنون أن يحرز في ساحة اللعب انتصاراً أو وجوداً لكنه يرتد خائباً حيث الحبل الذي في عنقه يجره لمصيره البائس التافه المرير، هل لو كان الحبل الذي في رقبته أطول لشارك في اللعب وكان له دور في الساحة؟ ولكن لماذا هناك طلقاء يلعبون، وآخرون يجب أن يكون طوق حول رقابهم يلجمهم؟ لماذا أنزلوا الكلب إلى الساحة ؟ومتى كانت الكلاب تلعب مع البشر كرة قدم أو كرة رأس أو كرة أحلام؟ لا بد أن هناك لذة خاصة يحسها اللاعب بشكل غامض حين يكون إلى جانبه وهو يلعب ثمة عاجز عن اللعب أو مقصر في شوطه ومقيد بشكل محكم؟ وهل كان هناك يوم زمن المبارازات الشريفة واللعب بعدالة ووضوح ومساواة؟ صرت أحس بقشعريرة كلما تذكرت أنه قال لي الليلة الفائتة «أنا روحك وتعال معي؟» لقد ذهلت عن لعبة الكبار تماماً، واستغرقت معه في رواحه ومجيئه الصاخب الحزين الخائب وأنا أتلمس رقبتي وأشعر أن الحبل الذي يشده ويمنعه عن الوصول إلى هدفه مشدود على رقبتي أيضاً ويربط روحي إلى وتد بعيداً عن قلب العالم (خيل إلى أن حبله بطول قدري تماماً، وكلما قصر الحبل أو القدر طالت مآسيه) قلت لم لا يلعب اللاعبون دون هذه الخدع البائسة ولماذا نرتضي لأنفسنا أن ننزل ساحة اللعب والحبل القصير في أعناقنا؟ لم أكن أتصور أن كل هذا الدفق من الحزن يمكن أن يأتي به كلب أسود صغير، بينما الكلاب عادة تجلب لي فرحاً وجمالاً حين أراها بأيدي أصحابها المتمكنين من رعايتها، ظل الكلب في نباحه وسعيه الخائب المحاصر ينكأ أشياء كثيرة في أعماقي مؤكداً لي أنه روحي الهائمة كما قال في الحلم قبل قليل وها هو يريني كيف تكون في اللعب تاريخي الصغير والكبير.

دهشت حين وجدت ابنتي الصغير بين المتفرجين، لم أكن أعلم أنها خرجت بعدي، كانت تشيح عن الكلب لا تريد أن تراه وهي المغرمة بالكلاب، وتلح علينا أن نقتني كلباً تريده أسود أيضاً بدت لي الآن مكتئبة لائذة في مكانها بذعر. أكانت هي أيضاً قد أدركت عذابه وألمه وهو يدور وينبح عبثاً فلا ينال كرة ولا دور لا لخطل في قواه أو تدبيره بل لأنهم شدوه لوتد في الملعب؟ لم يحتمل عقلها على صغره حال الكلب، حقاً إنه عذاب لا يحتمل أن تكون في الساحة بينما أنت خارج اللعبة، وهذا على ما يبدو صار يدركه الأطفال قبلنا، طمأنني أن لا تحس هذه الطفلة أن هذا الكائن المقهور ربما هو روح أخرى تلعب يائسة أو متشبثة بأمل واه وليس كلباً اسود كما يتراءى.

أفلتت الكرة من أحدهم ودخلت حيز الكلب فأمسك بها بمخالبه وأسنانه وكان على غير عادته يوشك أن يمزقها لهفة أو غضباً، تقدم من بين اللاعبين ما أعتقد أنه صاحبه فانحنى عليه وراح يربت على رأسه الصغير ويلاعبه وينتزع منه الكرة، دهشت أكثر حين وجدته لاجئاً مثلي وليس سويدياً كما كنت أتصور، ركل الكرة بقوة واختلط باللاعبين، ازددت انكماشاً بين المتفرجين، حتى متى تخدعين أيتها الروح؟ حتى متى يلعب الآخرون باسمك وأمامك وهم يتمتعون ويلتذون بعطالتك وعزلتك عن الملعب، وجدتني مشدوداً لهذا الكلب الصغير المستغرق بلعبته غافلاً عن حبله القصير فيها. كيف أتركه لمحنته وعذابه وأنكر أو أتجاهل قوله أنه روحي الهاجعة هناك والهائمة هنا؟ هل ينبغي له أن يأتيني بكتب تفسير الأحلام ونصعد معاً جبلاً عالياً لنقرأها على قمته ليثبت لي أنني مثله تماماً في الساحة مشدود لحبل قصير لا أكاد أصل به إلى غبار أقدام اللاعبين الكبار والصغار بينما هم يصولون ويجولون يتقاذفون ويركلون على هواهم حيث ليس في الساحة حكم ولا قانون، فينالون المواقع العليا ويحسمون ويقررون ويكافؤون ثم ليتهم أيضاً يعرفون أصول لعب أو سكون ثم هم في النهاية يباعون ويشترون. وكما يلعبون اليوم لهذه الجهة يلعبون ضدها في يوم آخر.

كان ثمة ضجيج مدوخ أسمعه في الريح الباردة يهتف للكلب الصغير:

ـ أسكت، وتوارى بعيداً، دع الكبار يلعبون، ما أنت سوى مخلوق صغير متطفل منبوذ مزعج، هذا ما كان يقال لي قديماً وحديثاً، ترى كيف أشك أو أتأخر باليقين أن هذا الكلب هو روحي القديمة حقاً وقد تبعتني حتى آخر العالم ؟ قلت في نفسي ولكني على كل حال لن أستطيع أن آخذ هذا الكلب إلى بيتي، أو أرافقه فهو له صاحبه، وإذا كان قد التقاني في حلمه أيضاً وكاد يتعرف عليّ قبل قليل فإنه لا يبدو في استغراقه بلعبته الخائبة ونباحه وهوسه سيتذكر شيئاً من أحلام الليل أو النهار، فتلك لوثة اللاعبين بالحبال القصيرة أيضاً والتي تضيع عليهم كل شيء. ومع ذلك وددت أن أبقى لأشهد نهاية اللعبة، وكأني ما زلت خاضعاً لوهم أن يكون له دور أو أثر فيها، رأيت ابنتي الصغيرة التي لا تتجاوز السابعة محمرة العينين، دموعها تسيل وتشكو من وجع في الرأس، هذا ما يحدث لها حين تتعرض للسعة برد، وهي تعاني من التهاب مزمن في الجيوب الأنفية. ينبغي أن أعود بها إلى البيت، ولا أتركها تذهب وحدها، سرت وأنا أتلفت. للحظة خشيت أن لا أرى الكلب الأسود الصغير بعد الآن أو لا أتعرف عليه بين الكلاب السوداء الصغيرة في هذا البلد الذي يغص باللاجئين. لكني رحت أقنع نفسي أن أحلامي أو كوابيسي هي مفتوحة للضواري دوماً ولا بد أن يهب لنجدتي هناك. كما أنني أينما حللت سأكون في ساحة اللعب.