حفيدة الأمير عبد القادر الجزائري ترد على محاولات تشويه صورته

TT

ضمن اطار زيارة الوفد الثقافي الجزائري اتهمت الاميرة بديعة الحسيني الجزائري، حفيدة الامير عبد القادر، الضابط البريطاني شارل هنري تشرشل بقلب الحقائق وتشويه الوقائع في كتابه «حياة عبد القادر» وقالت: «ان تشرشل انصف الامير الى حد ما في الفصول الاولى من كتابه ثم اخذ ينحت هذا المجاهد البطل كتمثال كما شاء له الهوى وقدمه في كتابه بشكل مناقض لما وصفه به في الفصل الاول، وكأنه يتكلم عن انسان آخر لا يمت للاول بصلة، فقد وضع في هذا الكتاب كل ما يملك من موهبة ادبية وفن الدعاية واتم مهمته كما رسمت له وملأ صفحاته بالاكاذيب والمغالطات لتشويه سيرة هذا البطل المجاهد وتاريخ الجزائر الثقافي والاجتماعي».

الخطير في هذا الكتاب انه اصبح مرجعا لكل من اراد الكتابة عن هذا المجاهد الكبير، فمنذ عام 1867 والاقلام العربية والاجنبية، تنقل المعلومات الكاذبة عنه، فهو يذكر ان الامير «استسلم»، وهذه مغالطة كاذبة يجدها الباحث في نصوص كاملة في الكتاب ذاته، فالامير لم يخرج من الجزائر مستسلما وانما خرج مستأمنا استئمانا زمنيا فغُدر به وخطف. وكان قد عقد اتفاق استئمان زمني، حقنا للدماء، خرج على اثره من الجزائر ولم يكن قد خسر الحرب نهائيا ولم يؤسر في معركة بينه وبين المحتلين، فالامير عبد القادر لم يدخل دمشق منفيا وانما دخلها مهاجرا وساهم بكل عمل وطني في هذه البلاد كأحد ابطالها.

وكان تشرشل اول من نسب وزعم دخول الامير في «الجمعية الماسونية» من دون تقديم اي دليل سوى رغبة المؤلف السياسية والدعائية خدمةلمحافل الجمعية في الجزائر. ولم تقتصر جهود هذه المحافل على قول تشرشل وانما عمدوا الى تزوير رسائل، ادعوا انها من الامير وبخط يده ولكن خبراء الخطوط اثبتوا بطرق علمية ان هذه الرسائل كتبت بخط غير خط الامير والاسلوب ليس اسلوبه. واكدت الاميرة بديعة ان الامير لم ينتسب في حياته الى اي جمعية سواء كانت خيرية او غير ذلك. وفي عصرنا، وهو عصر المعطيات العلمية، لن تتاح الفرصة أمام اي مستشرق لتشويه التاريخ كما كان يحدث في الماضي.