الجزائر ينزع عنها لقب «العاصمة الثقافية» وتتمسك به لسنة إضافية

رغم انتهاء دورها على لائحة جامعة الدول العربية

TT

احتفالية «الجزائر عاصمة للثقافة العربية»، لن تنتهي مع نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بل تستمر إلى ما بعد ذلك. فالاحتفالية التي افتتحت رسميا يوم 12 يناير (كانون الثاني) 2007 وهو اليوم الأول من السنة الامازيغية سوف تختتم رسمياً، في مثل ذلك اليوم من سنة 2008. وبين التاريخين شهدت الجزائر نشاطات ثقافية غير مسبوقة، وصلت إلى درجة «التخمة» في بعض المرات. وخاصة ان الجمهور غير متعود على نشاطات بتلك الكثافة، وبعض المشتركين في التظاهرة وحتى الجمهور اشتكوا من بُعد الفنادق الفخمة التي أقاموا فيها بعيداً عن المدينة، كما وبعد مكان الأنشطة عن المركز. فالاسابيع الثقافية العربية مثلا كانت تقام في المكان المسمى «هضبة العناصر» عند وزارة الثقافة. وهو المكان الذي لا يستطيع الذهاب إليه إلا من كان يمتلك سيارة خاصة. لكن رغم ذلك، فالسنة المنصرمة أنجزت فيها الكثير من الافلام السينمائية، ودشن خلالها «متحف الجزائر للفنون المعاصرة»، قرب ساحة الامير عبد القادر الجزائري. وهي البناية التي كانت في الأصل مساحة تجارية كبرى وتحولت إلى تحفة عمرانية. ويأمل المثقفون أن تكون قلعة للثقافة والفنون وليست مجرد بناية رسمية مثل كل البنايات الاخرى. كما شهدت السنة ملتقيات دولية كبرى «نظمتها المكتبة الوطنية الجزائرية» لعل أهمها «الملتقى الدولي للأدباء العرب» في المهجر الذي أتاه الأدباء العرب المهاجرون من مختلف قارات العالم. وثمة مشروع ضخم تم انجازه وهو «ألف كتاب وكتاب»، حيث صدرت الكثير من العناوين الجميلة، والترجمات المميزة بصناعة مطبعية راقية، لكن ما عابه الكثيرون على المشروع، ان كتبه العديدة التي طبعت قبل مدة وجيزة، أعيدت طباعتها بطريقة غير مبررة. كما أن بعض المؤلفات الأدبية التي تم اختيارها، اثير نقاش حول الأولوية التي أعطيت لها دون غيرها.

ورغم ان الاختتام الرسمي للتظاهرة سيتم عمليا في الشهر الأول من سنة 2008 فإن الاحتفالية سوف تستمر سنة أخرى على الأقل بطريقة غير رسمية. فمحمد سيدي موسى، مستشار وزيرة الثقافة خليدة تومي، يؤكد في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن «إقامات الإبداع» الفكرة التي تجسدت لأول مرة في الجزائر والعالم العربي في دورتين، سوف تستمر سنة 2008، وأن هناك دورة جديدة لمشروع «ألف كتاب وكتاب» ستكون في السنة المقبلة، مثلما كان الحال العام المنصرم. كما يستمر الدعم المادي لمشاريع الأفلام السينمائية، والمهرجانات الفنية الكبرى، مثل مهرجان «المسرح المحترف»، ومهرجان «موسيقى العيساوة» وغيرهما من المهرجانات، كلها سوف تستمر في السنة الجديدة بالامكانات المادية نفسها. والوزارة الوصية بعد التظاهرة العربية، بدأت من الآن التحضير لتظاهرة «تلمسان عاصمة للثقافة الاسلامية». فمدينة تلمسان الواقعة بأقصى الغرب الجزائري التي كانت عاصمة للدولة الزيانية أيام سقوط الاندلس في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، واشتهرت بإقامة المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون طويلا فيها، تستعد لأن تكون «عاصمة للثقافة الإسلامية» سنة 2011 وكان من المقرر أن تكون كذلك سنة 2014. قرار وزراء الثقافة للدول الإسلامية بتقديم الموعد، جعل التحضير لها يبدأ من الآن في نفس الجو الاحتفالي الحماسي الذي جرت فيه التظاهرة العربية.