احتفاليات لإحياء ذكرى 60 عاماً على النكبة و40 على احتلال القدس

الفلسطينيون ينشطون على ايقاع آلامهم

TT

وزارتان للثقافة الفلسطينية، أمر لا يحدث كثيراً في العالم، والنتيجة مزيد من التردي في الانتاج. لكن السنة المقبلة استثنائية بالنسبة للفلسطينيين، ولن تمضي كما سابقاتها. والجهد منصب لاحياء ذكرى مزدوجة أليمة ومفصلية، فقد مضت ستة عقود على نكبة الشعب الفلسطيني وأربعة عقود على انتزاع القدس من أيدي العرب، فما هي التحضيرات؟

مثل باقي المناحي الأخرى في الأراضي الفلسطينية، فان قطاع الثقافة يعاني من تقهقر متزايد، في ظل مجتمع تتعرض بناه إلى التدمير، ولا يغير شيئا وجود وزارتين للثقافة في حكومتي رام الله، وغزة، وكلتاهما تخضع لظروف اشتراطات الاحتلال القاهرة.

وفي هذه الأوضاع، تفتقر الأراضي المحتلة، إلى دور نشر، أو فرق فنية ومسرحية ومؤسسات ثقافية مستقلة، ومعظمها يعتمد على دعم جهات خارجية مانحة، مما يجعل الأسئلة مثارة دائما حول الاجندة التي تعمل من خلالها.

ولعل ما يميز السنة المقبلة، هو استعداد بعض المؤسسات، مثل «مؤسسة فلسطين للثقافة»، كما يقول مديرها، أسامة الأشقر لإطلاق مشروعات كبيرة خلال عام 2008 إضافة إلى مشروعاتها القائمة، لتواكب مرور ستين سنة على النكبة، اذ سيتم إطلاق سلسلة فعاليات ثقافية مع جبهة واسعة من المؤسسات والنقابات لمواكبة الحدث. هذا عدا مشروع آخر سيكون هدفه إحياء الذكرى الأربعين لاحتلال القدس. وسيتم إيضاً إطلاق مشروع المواسم الثقافية مثل: مؤتمر الاستيطان في فلسطين بين الصليبيين والصهاينة، ومؤتمر نقدي عن أدب العودة وأدب المقاومة، وتسجيل 30 حلقة ضمن مشروع الصالون الأدبي الفلسطيني المتلفز. كما سيتم العمل على إنشاء مكتبة للمخطوطات الفلسطينية المصورة لمساعدة الباحثين. إضافة إلى تنظيم مسابقة للقصة القصيرة وأخرى للرواية.

يقول الأشقر شارحاً المنهجية التي تعمل مؤسسته وفقها: «نحن نؤمن بالأعمال الجادة الحقيقية، لا الأعمال التي تحمل أغراضاً دعائية. كما أننا حريصون على وضوح رسالتنا. ونميل نحو الأعمال الكبيرة وتشغيل أكبر قدر من المثقفين الواعين والملتزمين بالوطن والتشبيك بين كافة المؤسسات الثقافية التي تشاركنا خطتنا العامة».

أسامة الأشقر مؤرخ جاد، يعد «لمشروع استكشاف الأدب الفلسطيني في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية الذي ظلمه النقاد بقسوة عندما زعموا أن المنطقة كانت تعيش انحطاطاً أدبياً ثم تجاهلوا الجغرافية الفلسطينية في عملية تأريخ الأدب العربي في تلك المنطقة وقصروه على مناطق في بلاد الشام ومصر والحجاز. وهو مشروع كبير أنجزنا مادته الخام وشرعنا في تأليفه».

واعلن المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين (بديل) عن اطلاق مسابقة جائزة العودة السنوية لعام 2008، التي ينظمها للعام الثالث على التوالي، وتكتسب أهمية استثنائية هذا العام، لأنها تترافق مع الذكرى الستين للنكبة.

والجائزة جزء من جهود مركز «بديل» الرامية إلى تعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة إلى ديارهم، واطلاق الطاقات الكامنة.

وتتوجه «بديل» للفلسطينيين في الوطن والشتات، للمشاركة في المسابقة الموزعة على ستة حقول هي: قصص الأطفال، افضل ملصق عن النكبة، الأوراق البحثية، التاريخ الشفوي، الأفلام الوثائقية، والقصص الصحفية المكتوبة.

ومن الأدباء الفلسطينيين الطموحين الذين يستعدون لإصدار أعمال لهم العام المقبل الناقد زياد الجيوسي، الذي يعمل على تجهيز كتابه الورقي الأول بعنوان «أطياف قزح». وبخلاف معظم الإصدارات الأدبية للكتاب الشبان التي تتراوح بين الشعر النثري والنثر القصصي، ذاتي الطابع، فان كتاب الجيوسي قراءة نقدية لنصوص أدبية ولأعمال سينمائية ومسرحية وفنية. والكتاب في المراحل الأخيرة من التدقيق والترتيب.

وبالنسبة للكاتب تحسين يقين، فان عام 2007 كان فأل خير عليه، إذ حاز في نهايته، على جائزة الرحلة الصحافية التي تمنحها مؤسسة السويدي الإماراتية عن كتابه «تفاحة واحدة لفلسطين» ويتحدث عن رحلاته في الأراضي الفلسطينية من أريحا إلى يافا.

ويشكل الشاعر والناقد، فاروق مواسي، رئيس دائرة اللغة العربية في أكاديمية القاسمي- باقة الغربية (منطقة حيفا)، نموذجا للعمل الدائب. وفي العام المقبل لدى مواسي اجندة طويلة، عليها: إصدار مجموعة شعرية هي الخامسة عشرة له بعنوان «ألق وعبق»، وهذا العنوان ليس نهائيا كما يقول. وسيصدر ترجمة مجموعته القصصية القصيرة جدًا بالعبرية «مرايا وحكايا» عن نقابة الكتاب العبريين، كما يصدر مجموعة مختارة «عشرون قصيدة» تضم القصيدة بالعربية ومقابلها الترجمة الإنجليزية، من ترجمة علي جبارين، كما يصدر مجموعة دراسات وأبحاث في الأدب العربي الحديث بعنوان «نبض المحار»، والطبعة الثانية من كتابه «هَدْيُ النجمة»، وهو دراسات وأبحاث في الأدب العربي- عن مركز النيل للنشر.

ويقول مواسي «تأسس في الوسط العربي مجمع اللغة العربية، وأمامي مسؤوليات جسيمة لإنجاح المشروع في كثير من الفعاليات والنشر (حتى اليوم أشغل منصب نائب رئيس المجمع، ولكن ستجري انتخابات جديدة في مطلع السنة)، ومع ذلك فستظل المسؤولية قائمة حتى لو عدت عضوًا، فاللجان والأقسام المختلفة تدعوني للعمل».