بشاير محمد: روايتي ليست قصة منفوخة ولم أتأثر بالمسلسلات المكسيكية!

صاحبة «ثمن الشوكولاته» ترد على نقادها

TT

رواية الشاعرة بشاير محمد، «ثمن الشوكولاته» التي صدرت عن دار «الفراديس» في البحرين، وتقع في 124 صفحة من القطع المتوسط، هي الأخرى (نفخت) في العنصر الجنسي بطريقة اعتبرها البعض (سمجة) والبعض، لم يحفل بالرواية أصلاً، ووجد أن بشاير محمد ضلت طريقها من الشعر نحو عالم الرواية. هنا لقاء معها ترد فيه على هذه الاتهامات التي ترى أنها ليست دقيقة:

* ما قصة التوظيف الجنسي في الأعمال الأدبية السعودية؟ وفي هذا العمل تحديداً؟

ـ في الكتابة الواقعية لا أعرف لماذا نطالب بما هو غير واقعي، بالرغم من أن التوظيف بشكل عام مطلوب إن احتاجته الرواية، إلا أن هناك فرقاً كبيراً بين التوظيف المبتذل والتوظيف الضروري الذي لا يسعى إلى الإثارة. ولا ننسى أن التوظيف الجنسي تصور نسبي بين رؤية الكاتب وذهن المتلقي. وفيما يخص «ثمن الشوكولاته»، فإن «الفوضى الجنسية العارمة» التي أشرت إليها في الرواية، هي جزء مهم من الكاريزما الخاصة ببطلتها (ملاك)، التي لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها، ولم تكتب لغرض زرع الإثارة، فهي لا تعنيني بالدرجة الأولى وليست ضرورية لإنجاح العمل، ثم انه أمر تطرقت اليه الكثير من الروايات التي تهدف إلى اللعب على أوتار الإثارة لغرض ترويجي، ولأن القارئ الفطن ليس بحاجة إلى (تفسير الماء بعد الجهد بالماء) لذلك جاءت (ثمن الشوكولاته) تعتمد بشكل كبير على الإيحاء والفلاشات الخاطفة لاستقراء واقع أكبر وأعم وأكثر شمولية.

* بالرغم من ان البعض وصفها بأنها تأتي ضمن الأدب الفضائحي، إلا أن قراءة اخرى تبدو فيها الرواية وكأنها تقف على منبر وعظي عبر «تبشيع» أنماط السلوك المنفلتة؟ هل مثلت البطلة ملاك دور «واعظ حقيقي» داخل السياق الروائي؟

ـ دعني أتوقف قليلا عند كلمة (فضائحي)، فأنا لا أؤمن بوجود هذا النوع من الأدب، فالفضائح لا تأتي إلا على مستوى الأفراد، أما على مستوى المجتمعات فلا تسمى فضائح، وإنما هي (تعرية أو كشف أو إزالة ستار) عن بعض الممارسات والسلوكيات، مع اختلاف الهدف والغرض من وراء هذه التعرية من شخص إلى آخر. أما إن كنت تقصد الأدب الإيروسي (الإباحي) فهذا موضوع آخر. رواية «ثمن الشوكولاته» ليست جزءا من هذا الأدب. وبالعودة الى ملاك فهي لا تمارس دورا وعظيا مطلقا في الرواية ولكنه البعد الميتافيزيقي للشخصية، فهي وفي كل مشهد من الأحداث تحمل هذا الهاجس المجهول السبب (الأوبة - الجنة – الهداية) ربما هو عدم رضاها عن واقعها، فهي لم تنغمس فيه بلا وعي، بل هي تدرك تماما أنها ليست في المسار الصحيح، وقد يكون لثقافتها ولعنصر القراءة لديها دور في كل هذا.

* كيف تردين على من يقول ان بشاير شاعرة جيدة دخلت عالم الرواية بالخطأ؟

ـ لم أتجه إلى الرواية بالخطأ فأنا لم ألج هذا العالم إلا وأنا على بصيرة من أمري، وفي يدي كل الأدوات التي تلزمني لرحلة واثقة.

* ألم تقدم الرواية صورة شبيهة بالمسلسلات المكسيكية حيث الخيانات الزوجية، والعلاقات المحرمة، ومدمنو الكحول؟

ـ لا أعلم لماذا استحضرت المسلسلات المكسيكية تحديداً، وهي جديدة علينا، لتشير الى وجود الخيانات والعلاقات وإدمان الكحول؟ لو تأملت قليلا في موروثنا الفني لوجدت الأفلام المصرية، والقديم منها تحديدا، يحفل بالكثير من هذا وغيره، وعلى كل فالتشابه إن كان موجودا حقا فلا ضير في الإشارة إليه إلا أن العبرة تكمن في الرسالة التي يحملها العمل وينوء بحملها حتى يوصلها إلى المتلقي.

* هل ساءك التعليقات التي وصفت (ثمن الشوكولاته) بأنها سطحية وفضائحية؟

ـ إن كانت ساءتني مثل هذه التعليقات التي تخلو من المنطقية أحيانا فقد أسعدتني الكثير من الشخصيات والآراء والتعليقات التي أشادت بالرواية وامتدحتها، ثم ان المدح والذم تحت مظلة النقد الهادف البناء سيان، كلاهما يصقل الموهبة ويرتقي بالعمل الإبداعي.

* هل توافقين أن قارئ الرواية يخرج بانطباع أنها مجرد (قصة طويلة)، أو كما يطلق أحد النقاد على هذه النوعية اسم (قصة منفوخة)؟.

ـ جملة (هذه النوعية) تحتاج إلى شرح وتوضيح، فأنا لا أعلم ما تعنيه تماما، على أية حال هناك فرق كبير وجوهري بين قصة طويلة وقصة منفوخة، وليس بين الجملتين ترادف، فليست كل قصة طويلة (منفوخة). على كل حال ليأت من قال عن «ثمن الشوكولاته» بأنها منفوخة ويناقشني في سبب إطلاق هذا الحكم ان كان يعنيه، وحتى ذلك الوقت فأنا لا أوافقه الرأي وإن كنت أحترمه. فمن يقرأ «ثمن الشوكولاته» بتمعن وحيادية سيدرك تماما أن فيها مواضع كثيرة قابلة للنفخ والتمدد، إلا أنني لم أحاول مجرد محاولة في أن أنفث فيها بعض الهباء أو الهواء لا فرق كما يفعل الكثير من الروائيين في مثل هذه المواضع فأنا في غنى عن مثل هذا.