يحيى الفخراني: الكتاب صديقي أشكو له همي ويخفف عني متاعب العمل

كوَّن مكتبته من مصروفه الخاص والكتب القديمة من هواياته المفضلة

TT

للمكتبة في حياة الفنان يحيى الفخراني مكانة خاصة، فهو يحرص على اقتناء الكتب والاحتفاظ بها مرتبة ومنظمة برفوف مكتبته الخاصة بمنزله بالعباسية، ويأخذه الحنين من وقت لآخر وفي الاجازات، ليستمتع بالقراءة والجلوس لفترات طويلة بجانب مكتبته العزيزة.

يقول الفخراني: القراءة وحب المعرفة من أساسيات حياتي ومن أولويات اهتماماتي منذ الطفولة وحتى الآن. فقد ساهمت بدور فعال وكبير في تشكيل شخصيتي الفنية والثقافية، وقد كنت احتفظ بمكتبة كبيرة بغرفتي في منزل العائلة. وكنت استقطع من مصروفي الخاص، وأحرم نفسي من شراء الحلويات أو الألعاب التي يلهو بها الاطفال من أجل اقتناء بعض الكتب، خاصة لكبار أدبائنا أمثال نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، والحكيم، والسباعي، وإحسان عبد القدوس وغيرهم. حيث كان يستهويني عالم الأدب، وكنت متابعا جيدا للأعمال التي جسدت بعض هذه الروايات، سواء على المسرح أو السينما، وأعقد مقارنة بينهما دائما. كان ذلك يثير فضولي، بخاصة في المرحلة الإعدادية. بالإضافة إلى انني كنت أتردد على سور الازبكية من وقت لآخر، لشراء أحدث الأعمال العربية والعالمية، والكتب القديمة أيضا، فهي من هواياتي المفضلة.

أذكر أن «الشوقيات» لأمير الشعراء أحمد شوقي جذبتني بشدة، وكانت بوابة أساسية للولوج إلى عالم الأدب. وبحكم شغفي بهذا العالم، نمت هذه الهواية في داخلي بقوة عندما نضجت والتحقت بكلية الطب. وزاد اهتمامي بالقراءة حين شاركت في النادي الثقافي وفى فريق التمثيل بالجامعة. فقد كنت أحرص على توسيع مداركي والتعمق في عالم القراءة لمعرفة المزيد، وزيادة حصيلتي من المعلومات في المجالات المختلفة، بخاصة الفن والأدب الذي ما زلت أعشقهما وأتشوق لمعرفة الكثير والجديد في دروبهما.

يتابع الفخراني: عندما تزوجت، وبدافع من حب القراءة حجزت مكانا خاصا بالمنزل أقمت مكتبة كبيرة الحجم به، وأنتهز الفرصة أيام الأجازة من التصوير والمسرح وأختلي بنفسي فيها، ويكون الكتاب هو جليسي وصديقي الذي اشكو له همومي. فالقراءة تخفف عني متاعب العمل ومشاكله وتعوضني عن أي إرهاق أو مجهود. لذا لا استطيع ان استغني عن القراءة أو أعيش بدون مكتبة.

وعن الكتب التي يعتز بها في مكتبته يقول الفخراني: أنا احتفظ بآلاف الكتب في مختلف المجالات خاصة الادب والتاريخ والفلسفة والفن، ومنها اعمال جبران خليل جبران الكاملة، والأعمال الكاملة أيضا لميخائيل رومان التي صدرت عن مكتبة الاسرة لعام 2002، وكتب «حول الادب والفلسفة»، وأخرى حول التدين والتطرف، وكل أعمال نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، ومؤلفات يسري الجندي، ومجموعة أعمال بهاء طاهر التي صدرت عن دار الهلال، ورواية عمارة يعقوبيان لعلاء الاسواني، وكتاب «ما هي الفلسفة»، وهو مرجع أساسي في هذا العلم الشائق، وكتاب «في النفس» لأرسطو، وكتاب «تاريخ الفكر المصري الحديث» للدكتور لويس عوض، وكتاب «عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم». ناهيك عن طه حسين والعقاد. وأعمال شكسبير، وبعض أعمال كافكا، وديستويفسكي، وفيكتور هوجو.. كما أتابع من حين لآخر الإبداعات الجديدة للكتاب الشباب في الرواية والقصة والشعر. وبمكتبتي أيضا عدد من الموسوعات والمراجع العالمية الهامة في شتى مناحي الفن والعلم.