القاسم: سنعمل على تعزيز الهوية الوطنية

TT

في رده على سؤال لـ «الشرق الأوسط» حول مدى نجاح دبي في بناء هوية ثقافية عالمية متعددة، قال الدكتور صلاح القاسم، مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون: إن دبي اختارت لنفسها صفة العالمية وحققت نجاحات كبيرة في الميادين الاقتصادية والمالية والتجارية وتراكمت لديها معايير ثقافة النجاح والتمييز وذلك بفضل الرؤية الثاقبة والشاملة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء.

وذكر القاسم أنه بالتوازي مع الانجازات التي شهد لها العالم والتي أصبحت مثالا يحتذى به في المنطقة والكثير من الدول، أنشئ الكثير من الأذرع الحكومية والخاصة التي تعنى بالثقافة المحلية وتطويرها والحفاظ على التراث والموروث الشعبي ونقله إلى الأجيال الشابة كي يبقى الإنسان الإماراتي متمسكاً بأصالته وأرضه وتاريخه، إضافة إلى انفتاحه على الثقافات الأخرى.

ورأى القاسم أن هذه المؤسسات حققت الكثير من أهدافها في اجتذاب المجتمع المحلي للاطلاع على مختلف الفنون والنشاطات الثقافية وتشجيعه على المشاركة بدعم الفعاليات الثقافية والتفاعل معها.

وقال إنه تم في بداية هذا العام إطلاق هيئة دبي للثقافة والفنون في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2015، التي تهدف إلى وضع دبي على الخارطة الثقافية والتراثية العالمية ودعم القطاع الثقافي الذي يمثل محوراً أساسياً في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى تعزيز قطاعات الفنون التاريخية والمعاصرة بأنواعها كافة مثل الفنون المسرحية والموسيقية والسينمائية والتشكيلية وغيرها.

وأضاف: إن الهيئة تسعى إلى تعزيز مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن العالمية تنوعاً على الصعيد الثقافي، كما تعمل على تشجيع سكان دبي الذين ينتمون لأكثر من 200 جنسية، على التفاعل والمساهمة في الحياة الثقافية والفنية. ان وجود أكثر من 200 جنسية في الدولة هو إثراء للساحة الإبداعية المحلية ولكننا سنعمل باتجاه تعزيز الهوية الوطنية عبر برامج وأنشـطة تصل إلى الجماهير كافة وتتلامس مع عاداتهم وتقاليدهم وارثهم في الفلكلور والأدب والتــراث.

لقد أعلن في دبي اخيرا عن إطلاق «مهرجان دبي الدولي للشعر» بهدف إحياء مكانة الشعر العربي والاحتفاء بواحد من أرفع الأجناس الأدبية مكانة في تاريخ الثقافة العربية وتأكيد مكانته كقناة فعالة لتعزيز التواصل الثقافي بين شتى الثقافات في شرق العالم وغربه.

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية العمل الثقافي في دبي وحرصها على إبراز أهم عناصر الثقافة العربية على المستوى الدولي لا سيما الشعر الذي يعد «ديوان العرب» لما يمثله من أهمية كإحدى الركائز الأساسية لتاريخ ومستقبل الثقافة العربية والسمة الغالبة على هويتها الفكرية.

وبالتوازي هناك الكثير من المهرجانات الشعرية والمسرحية والسينمائية والتشكيلية التي تحتفي بالمواهب المحلية وتفتح لها آفاقا واسعة لتقديم الفن والابداع الاماراتي على الساحتين المحلية والعالمية.

تعمل دبي على ثلاثة محاور في المجال الثقافي، أولا المحور المحلي وتحاول من خلاله حماية التراث وتطوير الثقافة المحلية وتعزيزها في نفوس وعقول الأجيال الحالية لتنقلها بدورها إلى الأجيال القادمة وهناك فعاليات وبرامج كثيرة أطلقت للمحافظة على الهوية الوطنية ثقافيا وتربويا.

ثانيا المحور الخليجي والعربي لتأكيد هوية الانتماء خليجيا وعربيا وهناك الكثير من المهرجانات نظمت وتنظم في كافة ميادين الثقافة لتقوية هذا الانتماء. ثالثا المحور العالمي وقد تم التركيز عليه في الآونة الأخيرة لتقديم وجه دبي المشرق على الساحة العالمية كمدينة متعددة الثقافات وكمدينة لثقافة التسامح والسلام والعطاء والخير للبشرية جمعاء.

بالعودة إلى السؤال، أعتقد أن دبـي نجحت في رسم السياســات الصحيحة في تقديم هويتها الثقافية كحاضنة للكثيــر من الثقافات العالمية مع إبراز تميزها في تطوير ثقافتها المحلية وحماية تراثهــا وخصوصيتها الثقافية.