مشروع سعودي لإحياء التراث الثقافي والإبداعي لسوق عكاظ التاريخي

مواسم ثقافية متواصلة على مدى العام

TT

منذ زهاء الألف وثلاثمائة عام، لم يتغير وجه عكاظ، سوق الشعر في الجزيرة العربية، ولم يمح من الذاكرة الأدبية.

ومع محاولات رسمية سعودية منذ عشرين عاماً، تقتفي أثر السوق كمعلم تاريخي، وتشكل بعثات تنقيب وفحص تاريخية لتوضيح حدود المكان، أصبح اليوم هذا السوق في سبيله لأن يصبح معلماً حضارياً جديداً للثقافة والتراث في السعودية.

يقول الدكتور جريدي المنصوري، الأمين العام لسوق عكاظ:«إن تظاهرة واحتفالية سوق عكاظ لن تكون أياماً معدودات، بل سيتم احياء مناشطه على مدار العام وبشكلٍ مستمر، بفعاليات تستطيع أن تدير مواردها بنفسها. وحسب التخطيط الذي وضع لهذا السوق، الذي تمر صياغته في مراحل متقدمة، ستعطى إدارة السوق لمستثمرين طوال العام يقومون باستثمارها وإحيائها، وستكون تظاهرة كبيرة تشمل المتاحف، وقاعات المؤتمرات، ومراكز حضارية، ومراكز للفنون وأسواق تجارية».

وأشار الدكتور جريدي المنصوري الى أن المنطقة التي تشهد إحياء سوق عكاظ تقع بجوار المطار الدولي للطائف، والمدينة الصناعية في الشمال. وكل هذه المشروعات الكبرى من شأنها أن تجعل سوق عكاظ جزءاً من المنظومة الحضارية والسياحية لمحافظة الطائف.

وبين وقت وآخر، يقوم أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بزيارة للمنطقة التاريخية لسوق عكاظ، لدفع عملية الإحياء الثقافي لعكاظ للأمام. وكان مشروع رعاه وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز يفضي بتشكيل لجنة عليا من وزارات الداخلية، والعدل، والمعارف (التربية والتعليم)، والزراعة، والشؤون البلدية والقروية، لتحديد سوق عكاظ قديماً وحديثاً، وبالفعل سنت الخرائط التوضيحية وتم الاتفاق على مكانٍ جغرافيٍ محدد يقع شمال شرق الطائف (45 كلم) وتم وضع المعالم على حدوده من الجهات الأربع فأصبحت تفاصيل حدوده خمسين في ثلاثمائة متر باتجاه شرق غرب مجموعة من التلال الحجرية، وشرقاً بمسافة 45 كيلو مترا من الطائف، وعلى يمين الطريق المعبد بمسافة 12 كيلو مترا إلى الجنوب الغربي من مطار الحوية، ويحد السوق من الجنوب وادي شرب ووادي الأخيضر والعبلاء، ومن الغرب جبال الصالح ومدسوس والحرة متخذةً شكلاً مستطيلاً طوله من الجنوب للشمال أربعة كيلومترات ومن الغرب للشرق 2 كيلو.

ويرى حماد السالمي نائب رئيس نادي الطائف الأدبي أن فكرة إحياء سوق عكاظ هي فكرة عمرها 35 عاما، إذ ان أهمية سوق عكاظ تتعدى حدوده المحلية إلى الإقليمية والعربية والدولية حيث كان، كما معروف، تجمعاً لرجالات الادب والثقافة وكذلك لأصحاب التجارة. ولهذا ينبغي أن يستعيد عكاظ المعاصر دوره الكبير الذي يعكس ثقافة العرب وأدبهم وتاريخهم.

ويضيف السالمي:«إن الحضور العربي في سوق عكاظ يمثل رمزيةً خاصة لما سوف يكون عليه السوق في الأعوام المقبلة، والطموح الذي يسكن مخيلة القائمين على السوق في أن يصبح سوق عكاظ فعاليةً ثقافية سنوية، عندما تكتمل بناه التحتية ويتحول إلى قريةٍ ثقافية جاذبة لكافة الآداب والفنون».