ناجي الحرز: قصائدي الضاحكة صدى لمواقف باكية

شاعر سعودي هزلي يحب قصائد الرثاء

ناجي الحرز («الشرق الاوسط»)
TT

يعرف الشاعر السعودي، ناجي داود الحرز، باتجاهه نحو الشعر الهزلي، وهو واحد من مجموعة قليلة من الشعراء السعوديين الذين يعبرون شعراً عن المواقف الساخرة والطريفة. ولعل أبرز رواد هذا الفن من الشعراء في السعودية، هم الشعراء، أحمد سالم باعطب، وحسن السبع، والدكتور الشاعر عبد العزيز الزهراني. فإلى حوارنا معه في الدمام:

* عرفت بغزارة الانتاج في الشعر الهزلي.. كيف تولد هذا التوجه المبكر لديك؟

- ربما يعود ذلك لتأثري بأول ديوان شعر قرأته في حياتي وهو ديوان الشاعر العربي الكبير (أبو نواس)، وكما هو معلوم فإن ديوان هذا الشاعر يعج بالقصائد الهزلية الطريفة التي حاول من خلال أغلبها التنبيه إلى بعض السلبيات في مجتمعه بأسلوب مرح وساخر ومشوق، وهو ما أثر في بداياتي في كتابة هذا النوع من الشعر.

 * هل يمكن القول إن القصيدة الهزلية تعكس روح الدعابة عند الشاعر؟

- أؤكد لك أن الكثير من القصائد الهزلية الضاحكة صدى لمواقف باكية ومبكية لذلك يجب أن نقرأها قراءتين واحدة للضحك وواحدة للبكاء، كما قال الشاعر عادل الرمل في المقدمة التي كتبها لديواني (قصائد ضاحكة).

 * على طريقة «يرقص مذبوحاً من الألم..»

ـ بكل تأكيد، لأن هذا النوع من الشعر يمتص الكثير من الغضب المخزون داخل الإنسان، لذلك فقد حفظ الناس أغلب ما في هذا الديوان من قصائد، وقد أدهشني ذلك وبشكل كبير.

* وكيف أثر فيك تفاعل الجمهور مع قصائدك؟

- كان لاستقبال الناس الحسن لديواني (قصائد ضاحكة) وتفاعلهم الإيجابي معه أثر كبير في نفسي فقد تيقّنتُ من أهمية هذا النوع من الشعر فأصبحت أتعامل معه بجدية واهتمام أكبر ليكون أكثر فائدة وأكثر إمتاعا وأكثر إيلاما في نفس الوقت.

* لا شك أن هناك مواقف طريفة واجهتك في كتابتك هذا النوع من الشعر؟.

- لعل من أبرز ما يمكن أن يقال عن المواقف التي واجهتني من خلال تعاملي مع الشعر الهزلي هو مبالغة البعض في تأويل بعض القصائد وبعض الأبيات إلى درجة مضحكة أحيانا، ومخيفة وخطيرة أحيانا أخرى، فترى بعضهم يذهب إلى تأويلات لم تخطر على بال الشاعر أصلا، وربما يمكننا اعتبار هذه المسألة مع ما قد يكون فيها من خطورة إيجابية من إيجابيات الشعر الهزلي حيث انه يؤدي إلى توسيع مدارك الناس ويحثهم على الاستمتاع بأحلام سعيدة!

 * هل تأثرت سلباً تجربتك الشعرية بالشعر الهزلي؟ بمعنى إلى أي حد كان تصنيفك كشاعر هزلي ضاراً بتجربتك الشعرية؟

- مع الأسف، فقد أطرَّ البعض تجربتي كلها بهذا الإطار رغم أنها لا تمثل إلا جزءا يسيرا من كامل تجربتي الشعرية.

 ومن المفارقات التي يجب الإشارة إليها هنا أن أحَبّ الأغراض الشعرية إلى نفسي وأوسعها مجالا لإبراز قدراتي الإبداعية هو شعر الرثاء كما أشار بعض النقاد!، ولدي عدد كبير من قصائد الرثاء ربما أجمعها في ديوان مستقل.

 * ما هو تقييمك لتجربة الشعر الهزلي في السعودية، ومَن هم أبرز رواد هذا النوع من الشعر في رأيك؟

- التجربة السعودية في الشعر الهزلي تجربة مميزة وثرية ولافتة، ولعل أبرز رواد هذه التجربة الشاعر أحمد سالم باعطب والشاعر الكاتب حسن السبع والدكتور الشاعر عبد العزيز الزهراني.

 * ما هو سبب قلة شعراء القصيدة الهزلية بالنسبة لعدد الشعراء الذين يكتبون القصائد العمودية والتفعيلة؟

- أعتقد أن كتابة القصيدة الهزلية الناجحة من أصعب الأغراض الشعرية، وتحتاج إلى وجود استعدادات خاصة في نفس الشاعر من ذكاء حاد وألمعية مفرطة وقدرة خاصة في التعامل مع اللغة التي يتفاعل ويتأثر بها المتلقي.

 

مقتطفات من شعر الحرز

* تزوجتُ اثنتين بأمر ربي

ـ لنفسي حافظا عن كل شينِ

* كذلك قال أهل العلم قولا

ـ به يمتاز أهلُ القبلتينِ

* إذا لم يقتنع رجلٌ عفيفٌ

ـ بواحدة لديه فباثنتينِ

* فلما أن قضى الرحمن أمرًا

ـ وأنفذ حكمَه بمشيئتين ِ

* وصرنَ الاثنتان إليّ مُلْكا

ـ وصرتُ إليهما، (طلعْنَ عيني) 

* تعبتُ من الطعان وكلّ رمحي

ـ من الغارات بين الجحفلين ِ

* إذا أمسيتُ نُودي: أين حقي؟

ـ أمُدّخرٌ لبنت الفاعلين؟؟

* وإنْ أصبحتُ عاجلني المنادي:

ـ حذار تجيئُنا خالي اليدين

* لهذي (لستةٌ) ولتلك أخرى

ـ فلا أخلو من إحدى (اللستتين)

* (فنسبلتُ) الرصيد وما تبقى

ـ من الآلاف غير (طويلتين ِ)

* أطرنَ النوم من عينيّ ليلا ً

ـ كمن قد دُكّ بين الدكتين

* وللتجار كل طلوع شمسٍ

ـ يُضِفْنَ عليّ دَينا فوق دَيني

* ولم يحمدنني إلا (بصجٍّ)

ـ ولج دائم ٍ في الليلتين

* فبيّضنَ البقيةَ من سواد ٍ

ـ بشعر الرأس حتى الشاربينِ

* إلهي.. نقمة ٌمنهنّ تكفي

ـ أرحني من حلول النقمتين

* لنارهما مشيت أنا برجلي

ـ ففرّق أنت بينهما وبيني