«الحفيدة الأميركية» لإنعام كجه جي

TT

عن «دار الجديد» في بيروت، 2008، صدرت للزميلة إنعام كجه جي رواية بعنوان «الحفيدة الأميركية». والحفيد هذه هي زينة بهنام التي هاجرت من العراق وهي مراهقة وعادت اليه وهي في الثلاثين، مترجمة مع الجيش الأميركي. عودتها باللباس الخاكي المموه والسترة المضادة للرصاص كانت صدمة لجدتها العجوز رحمة، أرملة العقيد العراقي التي ظلت تلمع أزرار بزته العسكرية بعد وفاته، مثلما كان يفعل في السادس من كانون الثاني، كل عام، تاريخ عيد الجيش.

زينة تعتقد أنها تقوم بعمل عظيم. ورحمة مصرّة على أن أميركا أفسدت حفيدتها ولا بد من تصويب تربيتها لكي تكون جديرة بالتاريخ الوطني للعائلة الكلدانية التي تعتبر أن العراق موطن عظام الأجداد.

تنام زينة في مطبخ قصر صدام في تكريت. تترجم وثيقة زواجه وهوية زوجته ساجدة. تشارك في المداهمات الليلية لبيوت العراقيين. تشهد وقائع الإذلال والموت اليومي لرفاقها. تربط شريطاً أصفر على نخلة في المنطقة الخضراء، وتنتهز الفرص للذهاب الى البيت القديم والاستماع الى حكايات الجدّة التي تدير حكومة من القديسين والقديسات الذين لا يعصون أوامرها.

لكن رواية إنعام كجه جي ليست صراعاً بين شخصيتين فحسب، بل هناك «طاووس»، المرأة الشيعية التي رافقت العائلة على مدى سنوات وصارت فرداً منها. وهي كانت قد أرضعت زينة في طفولتها، وبهذا صارت زينة أُختاً بالرضاعة لمهيمن، ابن طاووس، حسب الشريعة الاسلامية.

والمشكلة ليست في أن قلب زينة يخفق لمهيمن، بل في أن هذا الأسير السابق في حرب إيران هو اليوم مقاتل في جيش المهدي. ما رأي النقيب دونوفان حين يعلم أن لمترجمته أخاً في «المقاومة»؟

إنها رواية الحلم الديمقراطي الذي انقلب كابوساً، ترويها امرأة ولدت في بغداد وكبرت في ديترويت، بلغة شديدة التركيز مثل اليوميات السريعة للجنود الذين لا يعرفون هل تطلع عليهم شمس اليوم التالي.