أديغا.. روائي الجوانب المظلمة في حياة الهند المعاصرة

جائزة «بوكر مان» البريطانية لكاتب هندي

أرافيند اديغا مع روايته الفائزة (أ.ب)
TT

فاجأت لجنة تحكيم «جائزة بوكر مان البريطانية للرواية» الوسط الثقافي البريطاني باختيارها رواية «النمر الأبيض» للكاتب الهندي أرافيند اديغا للفوز بجائزتها لهذه الدورة، البالغة خمسون ألف جنيه استرليني. وهي الرواية الاولى لهذا الكتاب البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً. وبذلك يكون أديغا الروائي الرابع في تاريخ هذه الجائزة العريقة، الذي يفوز عن رواية أولى. والثلاثة الآخرون هم كيري هولم، 1985، وأرونداتي روي، الهندية أيضاً، عام 1997، و دي بي سي بيير، 2003.

وذكر رئيس اللجنة التحكيمية مايكل بورتللو، وزير الدفاع البريطاني السابق، أن المنافسة كانت حامية، خاصة أن القائمة القصيرة السداسية ضمت كتاباً معروفين بانجازهم الروائي، ومنهم سباستيان باري وأميتا غوش.

وتتناول رواية «النمر الأبيض» الجانب المظلم من الحياة الهندية المعاصرة في ظل «المعجزة الاقتصادية الهندية»، المتمثل في الانقسام المتزايد بين الفقراء والأغنياء. فبطلها بالرام هالواي، ينحدر ، كأغلب الهنود، من فئة تزداد انسحاقاً في المجتمع، وإقصاء إلى الجوانب المظلمة منه من قبل الأغنياء الذين يعيشون دائماً في النور. ولكنه لا يستسلم لقدره، وتأتيه الفرصة المناسبة حينما يلتقي بأحد الأغنياء المنحدرين من قريته، فيعمل عنده كسائق. وهنا يستغل كل «مواهبه» الكامنة في استغلال مهنته، والصعود شيئاً فشيئاً في السلم الاجتماعي.

بالرام هالواي، كما تقول جريدة «الغارديان» البريطانية، هو صوت الهند الجديدة، المتغيرة، التي تسحقها التناقضات الطبقية الحادة. ومن هنا يذكرنا الكاتب، وخاصة في تلك الفصول التي تتناول قرية الشخصية الرئيسية حيث الظلم الصارخ الذي يمارسه الأغنياء على الفقراء، بأعمال تشارلس ديكنز، حسب الجريدة نفسها. بينما شبهها بورتيللو بمسرحية «ماكبث» لوليم شكسبير «حيث يتحقق الطموح من خلال الجريمة».

وجاء تكنيك الرواية على شكل رسائل يوجهها السارد، وهو بارام، إلى رئيس الوزراء الصيني أثناء زيارته الرسمية إلى الهند، يتحدث فيها عن وقائع لاذعة في حياة الهند المعاصرة من خلال رسم صور لشخصيات تتراوح بين الغنى الفاحش، حيث يقبع الأغنياء في منازلهم الكبيرة البهية المزودة بمكيفات الهواء، وبين الفقر المدقع، حيث الفقراء الذين يسحقهم العوز على بعد أمتار منهم.

وهكذا يعود أديغا إلى الموضوع الذي هجره البعض في الكتابات الأدبية المعاصرة في زمن العولمة: التفاوت الطبقي الصارخ، والظلم الذي يمارسه الإنسان على أخيه الإنسان. غير إن الأهمية تكمن، كما في أي عمل أدبي ناجح، ليس في الموضوع بحد ذاته، ولكن في كيفية تناوله فنياً. وهو ما نجح فيه أرافند أديغا، حسب تقرير لجنة جائزة بوكر مان.

ولد أرافيند اديغا في الهند عام 1973، ونشأ في استراليا لبعض من الوقت، قبل أن يستقر في بومباي، الهند. درس في جامعتي اوكسفورد وكولومبيا، وهو الآن يعمل صحافياً، إذ يكتب لمجلة «تايم» وصحف بريطانية اخرى.