مشروع لتحويل زائر المكتبة من «قارئ» إلى «كاتب»

«واحة المعرفة» ترى النور وتركز على المؤلفات الجماعية

TT

في خطوة تعد الأولى من نوعها في السعودية، تبنت المكتبة العامة في الدمام فكرة إطلاق مشروع ثقافي يسعى لتحويل زوار المكتبة من قراء يبحثون عن الكتب إلى مؤلفين وكُتاب.

المشروع الذي يحمل اسم «واحة المعرفة» من المنتظر أن يمثل مركز إنتاج فكري يتولى القطاع الخاص تشغيله بالكامل.

وكشف سعد العريفي الحارثي، مدير المكتبة العامة بالدمام، لـ «الشرق الأوسط»، أنه يجري التنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام لإكمال المشروع، ومن ثم التنسيق مع المعنيين من القطاع الخاص، وأفاد بأن مشروع «واحة المعرفة» يعد فكرة حديثة وغير مسبوقة ثقافياً على مستوى السعودية، مؤكداً أنه سيرى النور خلال العام الحالي 2009.

وأوضح الحارثي أن المشروع سيركز على دعم إصدار الكتب الثقافية التي يقوم بتأليفها وإعدادها أفراد ومؤسسات المجتمع، وأن دور المكتبة هنا سيكون بمثابة المركز المعني بتوفير المصادر والمراجع والصور والرسومات ذات العلاقة بموضوع الكتاب، أو الكتيب، على أن يتولى القطاع الخاص مسؤولية طباعة ونشر وتوزيع الإصدارات.

وبسؤال الحارثي عن مدى تفاعل رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص مع المشاريع الثقافية، قال «إن الفكرة الجيدة عندما تطرح بشكل مناسب على الشركات الكبرى غالباً ما يكون هناك تفاعل واضح ومساهمة إيجابية في إنجازها»، وهو ما يجعل الحارثي متفائلا بأن تحظى «واحة المعرفة» بالدعم المطلوب.

ووفقاً لتصور المشروع الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن نماذج منتجاته الافتراضية اقترحت تقديم كتيب بعنوان «التعليم بالترفيه» من تأليف معلمي ومعلمات مدارس الدمام، وكتيب «المدارس عام 2020» من تأليف طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، وكتيب «بيتي ومطبخي» من تأليف ربات المنازل بالدمام، إلى جانب كتيبات من تأليف موظفي إحدى الشركات.

وتتضمن الأهداف العامة لـ «واحة المعرفة»، إشراك أفراد ومؤسسات المجتمع في الحراك الثقافي المرغوب، وخلق الوعي بأهمية الثقافة، وتحويل المجتمع المحلي من مستهلك إلى منتج للمعرفة، واستغلال طاقة الشباب والموارد الاقتصادية بما يعود بالنفع العام على المجتمع.

وعن الدافع وراء تبني المكتبة هذا المشروع، أوضح الحارثي أن ذلك ينسجم مع دور الوزارة في تطوير المكتبات العامة وجعلها مراكز ثقافية تستقطب جميع فئات المجتمع، «والفكرة الرئيسية هي تشجيع الناس على القراءة والبحث وارتياد المكتبة بشكل دائم، ونحن نسعى لأن تكون المكتبة خلية نحل ثقافية مليئة دائماً بالرواد والزوار».

وأضاف «المشروع لا يقتصر على فئة أو شريحة مستهدفة، وجميع الأفراد مرشحون لخوض غمار الكتابة والتأليف، فهناك ندرة شديدة في المؤلفات الجماعية ذات الثراء المعرفي، مما سيجعل المشروع يركز على دعم هذا النوع من الإصدارات». من جهة أخرى، تعتزم المكتبة قريباً إطلاق المسابقة الثقافية للكبار، وتُعنَى بالمعلومات العامة، لـ «تحفيز أفراد المجتمع على ارتياد المكتبة والبحث عن الأسئلة والأجوبة، وستكون هناك جوائز قيمة. والمسابقة متاحة لجميع أهالي المنطقة الشرقية» كما قال الحارثي.