الطيب صالح.. مزج الشرق والغرب روائيا وأعاد رسم خارطة الرواية العربية

رحيل الروائي السوداني والعربي الكبير

الروائي الراحل الطيب صالح
TT

رحل فجر أمس فبي العاصمة البريطانية الكاتب والروائي السوداني والعربي الكبير الطيب صالح عن ثمانين عاماً بعد تدهورت صحته في الأيام الأخيرة.

وقال حسن تاج السر، أحد الأصدقاء المقربين للأديب الراحل الطيب صالح، لـ«الشرق الأوسط» إن الطيب صالح أصيب في الفترة الأخيرة بفشل كلوي اضطره إلى إجراء عمليات غسيل كلى ثلاث مرات في الأسبوع، مما استدعى أصدقاءه للبحث عن متبرع لإجراء عملية زراعة كلى. وبالفعل تبرع شاب سوداني بكليته للطيب، وبدأت الاستعدادات لإجراء العملية الجراحية لزراعة الكلى في أحد مستشفيات دبي، ولكن حدثت تعقيدات في حالته المرضية أدت إلى تأجيل العملية، إذ اكتشف الأطباء عند الإعداد لتلك العملية أنه يعاني من ضيق في الشرايين ويحتاج إلى دعامة، وبالفعل أجريت له عملية الدعامة، التي لم تسمح بإجراء عملية زراعة الكلى.

وأضاف تاج السر أن حالة الطيب صالح الصحية تردت بصورة سريعة، إذ أصيب قبل بضعة أشهر بجلطة في القلب ثم انتقلت إلى المخ، مما جعله يمكث لفترة طويلة في العناية المكثفة بمستشفى برومتون في وسط لندن، ثم نقل إلى مستشفى في ويمبلدون بالقرب من منزله بجنوب غرب لندن إلى أن توفاه الله فجر أمس.

وقال محمد حسين زروق نائب رئيس البعثة السودانية في لندن لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه وكبار المسؤولين في الدولة والسفارة السودانية في لندن كانوا يتابعون إجراءات علاج الأديب السوداني الراحل، ويستفسرون عن حالته الصحية للاطمئنان عليه طوال فترة علاجه في المستشفى.

وأوضح زروق أن السفارة السودانية في لندن فور سماعها خبر وفاة الطيب صالح، وبعد التشاور مع أهل الفقيد، تكفلت بكل إجراءات نقل الجثمان من لندن إلى الخرطوم، إذ قررت الأسرة دفنه في مقابر البكري بأم درمان، ومن المتوقع وصول الجثمان إلى الخرطوم فجر الجمعة، حيث يتقبل العزاء فيه بمنزل شقيقه بشير صالح في مدينة النيل بأم درمان. وقررت السفارة السودانية في لندن عقد مجلس عزاء وفتح سجل للتعازي، حيث تقبل العزاء في الفقيد عمر صديق السفير السوداني وبشير صالح شقيق الراحل، الذي جاء قادماً من البحرين لمرافقة الجثمان إلى السودان وأسرة الفقيد وصديق الفقيد محمود عثمان صالح مساء أمس في مقر السفارة السودانية في لندن.

ولد «الطيب محمد صالح» ، وهذا هو اسم بالكامل عام 1929، في بلدة « كرمكول» على ضفاف نهر النيل تتبع لمنطقة «الدبة» في شمال السودان ، عند منحني نهر النيل، في ما يعرف بديار«الكابية». في طفولته درس بالخلوة لحفظ القرآن الكريم ، وحين بلغ الثامنة انتظم في المدرسة الأولية، درس المدرسة الابتدائية بمدينة بور تسودان الميناء البحري السوداني على البحر الأحمر شرق البلاد. درس صالح الثانوية بمدرسة وادي سيدنا الثانوية في مدينة أم درمان . قبل بكلية الخرطوم الجامعية ابا الاستعمار الانجليزي، الذي تحول فيما بعد إلى «جامعة الخرطوم» ، وبالرغم من تميزه في العلوم إلا أن ميوله الأدبية كانت تدفعه لكلية الآداب. ولم يجد استجابة لنقله لكلية الآداب، ترك الدراسة الجامعية إلي مهنة التدريس.ع مل الرائي السوداني الراحل مدرساً بالمدرسة الأهلية الوسطي بمدينة رفاعة.أغترب إلي لندن في عام 1952 حيث عمل بالقسم العربي في الإذاعة البريطانية وترقي في فترات وجيزة حتى تسنم وظيفة رئيس قسم الدراما.

ثم عمل صالح خبيراً بالإذاعة السودانية 1967. وعمل مستشاراً بهيئة اليونسكو بباريس، ثم مقيماً لليونسكو بالدوحة وعمان لمنطقة الخليج، ثم عمل وكيلاً لوزارة الإعلام، لدولة قطر في السبعينات من القرن الماضي.