فلسطين وحوار الثقافات يشغلان أمسيات «الجنادرية 24»

الفعاليات الثقافية تنطلق اليوم

لقطة من فعاليات مهرجان الجنادرية (أرشيف «الشرق الأوسط»)
TT

يتواصل الزخم الثقافي الخليجي، من الرياض التي تحتفل اليوم بانطلاق فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته الـ24، والتي يصاحبها انطلاق فعاليات معرض الكتاب الدولي في الرياض، إلى البحرين التي تحتضن مهرجان ربيع الثقافة، الذي يشتمل على 34 فعالية تركز على الموسيقى والغناء والعروض المسرحية والفنون البصرية والاستعراضية العالمية، بالإضافة إلى الشعر والأدب والندوات النقاشية والمحاضرات. وفي دبي بدأ منذ أمس الاحتفال بمهرجان دبي الدولي للشعر.

ويمثل مهرجان الجنادرية، الحدث الأبرز خليجياً على الصعيد الثقافي منذ ربع قرن، وملتقى أساسياً للحوار والإبداع. وفي هذا العام تعود فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) لأخذ زمام المبادرة في إثراء الحوار الحضاري كمقدمة للتفاهم بين الحضارات والثقافات. ويحمل المحور الفكري هذا العام عنواناً مهماً هو (الإسلام وحوار الثقافات).

وإلى جانب الحوار الفكري، تحتل القضية الفلسطينية المكان الأبرز في النشاطات المنبرية، حيث تقام ثلاث ندوات تحت عنوان (فلسطين بؤر التوتر وعوائق السلام)، بالإضافة لندوة بعنوان (حوار الثقافات بين الإسلام والغرب)، وندوة أخرى بعنوان (الإسلام وحوار الحضارات تأصيل شرعي).

وتعقد الفعاليات الثقافية هذا العام في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ومن أبرز المشاركين في الندوة الأولى عن (فلسطين بؤر التوتر وعوائق السلام) الدكتور مصطفى البرغوثي، السيد ياسين، الدكتور صدقة فاضل، والدكتور محمد أكرم العدلوني.

وتقام اليوم ندوة تكريم الشخصية الثقافية السعودية، وهو الدكتور عبد العزيز الخويطر، ويشارك فيها الدكتور ناصر الحجيلان، والدكتور عبد العزيز الثنيان، والدكتور أحمد الزيعلي.

ويشارك في ندوة (حوار الثقافات بين الإسلام والغرب) وموعدها يوم غد الجمعة، كل من الدكتور عبد الله بن بيه، والشيخ محمد علي تسخيري، والشيخ صالح بن عبد الله بن حميد، وفلاديمير ياكونين، ويديرها الدكتور علي بن إبراهيم النملة.

ويوم السبت تقام الندوة الثانية عن (فلسطين بؤر التوتر وعوائق السلام - فلسطين وجهة نظر غربية)، ويشارك فيها كل من رالف سالمي، سيغيو برجنسكي، ستيفن والت، والدكتور جون دي مير شايمر.

كما تقام يوم السبت محاضرة بعنوان (الإسلام وحوار الحضارات تأصيل شرعي) يلقيها الدكتور عصام البشير.

وتقام في اليوم نفسه ندوة بعنوان (الهوية الدينية والوطنية - الثقافات المشتركة)، يشارك فيها الدكتور حاتم الشريف، وعلي الأمين، والدكتور محمد جابر الأنصاري، ومايكل هملتون مورجين، والدكتور إسماعيل الشطي.

وتقام مساء الأحد محاضرة بعنوان (رؤية المملكة في الحوار والعلاقة مع الآخر) يحاضر فيها جميل الحجيلان.

وتقام أمسية شعرية للشعراء محمد إبراهيم يعقوب، وعباس الجنابي، وأحمد فضل شبلول، وسيدي محمد ولي بمبا.

وأوضح الدكتور عبد الرحمن بن سبيت السبيت وكيل الحرس الوطني ورئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان الجنادرية أن المهرجان سيطرح هذا العام على منبره واحدة من أهم القضايا التي تشغل العالم بقياداته وحكوماته ومفكريه ومثقفيه هي قضية الإسلام وحوار الثقافات، كما أوضح أن (روسيا الاتحادية ستشارك في جنادرية 24 ضيف شرف هذا العام لإتاحة الفرصة للتعرف على ثقافة هذه الدولة الصديقة).

وكانت الجنادرية قد دخلت عام 1995 مرحلة جديدة بعد أن تحولت إلى حدث ثقافي عابر للحدود والثقافات، وكان محور تلك الدورة (الإسلام والغرب) التي حضرها المفكر الأميركي الراحل صامويل هنتنجتون، الذي أصبحت نظريته (صدام الحضارات) إحدى أبرز المفارقات الفكرية بين الشرق والغرب. واستمع الجمهور السعودي ومعه المثقفون والعلماء إلى صامويل هنتنجتون وهو يشرح الأبعاد الفكرية لنظريته محاولا إحداث شكل من التوازن بين ما تتضمنه تلك النظرية والأصداء التي أحدثتها في الخارج. وحضر المهرجان في تلك الدورة مجموعة كبيرة من المفكرين المعروفين عالمياً مثل، جيمس زغبي، ومراد هوفمان، ومايكل وولف، وخالد بلانكنشيب، وجون اسبزيتو، وانجمر كارلسون وغيرهم، بالإضافة إلى طائفة كبيرة من المفكرين المسلمين.

وفي دوراته التالية اهتم المهرجان بالخروج عن نمطية التصورات المشتركة بين المسلمين والغربيين، فجاءت محاوره لتستكمل ما بدأته في الدورة الحادية عشرة، فقد ناقشت قضايا مثل: (نهاية التاريخ: ومراجعة ونظرة إلى المستقبل) و(مستقبل الإنسانية) و(الأسس المعرفية والفلسفية للرؤيتين الإسلامية والليبرالية) و(صورة الإنسان المسلم في الغرب وصورة الإنسان الغربي في العالم الإسلامي) و(الاستراتيجيات الاقتصادية الغربية وعلاقاتها بالعالم الإسلامي) و(الإسلام والديمقراطية). بعد ذلك استجاب المهرجان للتحديات العالمية، كالحداثة والديمقراطية، والسلم العالمي، والتحديات الحضارية كالحوار بين الشعوب، ولكنه وجد نفسه مدفوعاً بقوة لكي يتوقف أمام حدث عالمي كانت له انعكاسات فكرية وثقافية، وهي قضية الإرهاب.

في المحاور التي جاءت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) هيمنت قضايا الإرهاب والعنف والسلم الأهلي وموقف الإسلام من جماعات العنف السياسي، ودور الجمعيات الخيرية، لتسخن الجدل بين المثقفين، بعد أن ألفوا مناقشة قضايا الحداثة والأصالة والرواية والقصة والشعر قديمه وحديثه.

ومثّل مهرجان الجنادرية ملتقى للمثقفين العرب الذين وجدوا فيه مكاناً مناسباً يلتقون فيه كل عام للتحاور حول القضايا التي تشغل اهتمام المثقف والجمهور العربي، كما وفر المهرجان مكاناً لالتقاء المثقفين السعوديين بنظرائهم العرب والعديد من المثقفين العالميين لتجسير التواصل بينهم وخلق فضاءات مشتركة، والاطلاع على المنجز المحلي، وإتاحة الفرصة أمام المثقفين الشباب للتعرف على رموز الثقافة العربية ومناقشة طروحاتهم الفكرية والأدبية.