ربيع الثقافة في البحرين.. فعاليات متنوعة غاب عنها المشاهير

المهرجان مرّ بهدوء.. بالرغم من لقطات «جريئة»

فرقة الغناء العالمية (دان زينز والأصدقاء) تشارك الأطفال المعاقين في البحرين بعد أن شاركت في مهرجان ربيع الثقافة
TT

بهدوء مرّ الشهر الأول من مهرجان ربيع الثقافة 2009 في البحرين، الذي بدأ فعاليات دورته الرابعة في الأول من مارس (آذار) الماضي ويستمر حتى 17 أبريل (نيسان). وكما كان متوقعاً، لم يشهد المهرجان سجالا، بالرغم من أن بعض فقراته سجلت جرأة في الأداء الاستعراضي، كما لم يتوقف الكثير من النقاد عند فعالياته الكثيرة بالرغم من التغطية الإعلامية والإعلانية، في حين قال مثقفون إن الأزمة الاقتصادية العالمية ضربت المهرجان في الصميم، حيث دفعت القائمين للاستعانة بفرق وأسماء غير مكلفة.

وينظم المهرجان مجلس التنمية الاقتصادية بالاشتراك مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث وقطاع الثقافة والتراث الوطني، بالإضافة إلى صالة الرواق للفنون ومركز لافونتين للفن المعاصر، وصالة دار البارح، وجمعية البحرين للفنون التشكيلية.

وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الإعلام والثقافة أن مهرجان ربيع الثقافة، في دورته الرابعة يؤكد «أنه استطاع وبجدارة احتلال موقع متميز على أجندة المهرجانات الثقافية العربية والعالمية على حد سواء».

واشتمل المهرجان على 34 فعالية، ركز في دورته لهذا العام على الموسيقى والغناء بالإضافة إلى تقديمه عروض المسرح والفنون البصرية والاستعراضية العالمية والإقليمية والمحلية، بالإضافة إلى الشعر والأدب وندوات الحوار والمحاضرات وورش العمل والصحافة ومعارض الفنون التشكيلية والنحت. ويعبر المهرجان عن تنوعه الثقافي من خلال مجموعة من الحفلات الغنائية العالمية مثل «آنجيليك كيدجو» من بينين الفائزة بجائزة غرامي، ومطربة كوبا (أومارا بورتوندو) التي تحتفل بستين عاماً من الموسيقى، وتعتبر أهم سفيرة لهذه الموسيقى من كوبا، والتونسية (غالية بن علي) الفائزة بجائزة الموسيقى العالمية 2008. وبالرغم من الحضور الجماهيري الذي اكتظت به مواقع الفعاليات، وأبرزها مسرح قلعة عراد، فإن المهرجان سجل مروراً هادئاً حتى الآن لدى المثقفين البحرينيين، وكذلك عند التيارات الفكرية والثقافية التي دأبت على تسجيل ملاحظات على أداء الفرق الأجنبية في المهرجان. وإثارة النقاش بشأن ما تعتبره خروجاً على المسلمات الدينية والثقافية، بالرغم من أن المهرجان شهد أداءً جريئاً من قبل بعض الفرق الاستعراضية خاصة في حفلتي أنجليك كيدجو وغالية بن علي.

ويقول مثقفون بحرينيون إن مهرجان ربيع الثقافة استفاد من أجواء الهدوء بين المثقفين وإدارة المهرجان، وكذلك بينهم وبين وزارة الثقافة والإعلام، لكنهم لاحظوا أن المهرجان هذا العام خلا من الأسماء الكبيرة كأسماء المشاهير التي حازت على بطولة دوراته السابقة، حيث سجل المهرجان في الدورات الثلاث الماضية حضور الفنان اللبناني مارسيل خليفة، والمفكر الجزائري محمد أركون، والفنانة اللبنانية فيروز، أما هذا العام فلم يحظَ المهرجان بأسماء لامعة خاصة على الصعيد العربي، وربما لهذا السبب جرى إضافة حفلة اللبنانية ماجدة الرومي التي تحيي حفلة غنائية يوم غد الجمعة في قلعة عراد.

وتم تسجيل نقطة إيجابية لصالح اللجنة المنظمة، سواء في التواصل مع الإعلام أو عبر مراكز بيع التذاكر التي لم تشهد «فوضى» كالتي حدثت في تذاكر الفنانة فيروز العام الماضي.

المهرجان بدأ فعاليات قلعة عراد بالاحتفال بمدينة القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، في حفل موسيقي أقامه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى من فلسطين، لتتبعه حفلات لمجموعة من كبار القامات الغنائية العالمية مثل (أنجليك كيدجو) من بينين و(أومارا بورتوندو) مطربة كوبا العريقة.

وضمن الفعاليات التي سجلت حضوراً جماهيرياً كانت مسرحية لنضال الأشقر في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، والمسرحية تحمل اسم (قدام باب السفارة).

كذلك نالت (مغناة جدارية محمود درويش)، التي جسدها الفنان بشار زرقان اهتماماً ملحوظاً، والجدارية التي عمل عليها زرقان ما يقارب العام وغناها للمرة الأولى في العام 2002، وهي من أهم الأعمال الشعرية، تستحضر مفاهيم الموت والحياة، قدمها غنائياً الفنان بشار زرقان مستخدماً الآلات الشرقية القديمة مثل آلة الكولا والعود القديم إضافة إلى الآلات الموسيقية أخرى.

كذلك سجل استعراض فرقة مطبخ «نانتا» الكوري في قلعة عراد دهشة وهي مسرحية خيالية فنية قائمة على إيقاع أدوات الطبخ وضجيجه يصدر من الطباخين أثناء عملهم في المطبخ. وبرع العارضون في تحويل أدوات المطبخ إلى وسائل تنتج العديد من الإيقاعات والمؤثرات الصوتية، كما برع الكوريون في فنون استعراضية مستوحاة من الفنون القتالية في إلهام الجمهور بروح الثقافة الكورية.

ويعتبر مطبخ (نانتا) من أكثر العروض شعبية في كوريا منذ إطلاقها في أكتوبر (تشرين الأول) من العام 1997، وحققت الفرقة شهرتها العالمية لأول مرة في العام 1999 أثناء مشاركتها في مهرجان أدنبرة الدولي حيث حصلت على جائزة أفضل أداء. ومنذ ذلك الحين عرضت هذه المسرحية على مسارح برودواي، وديزني لاند والكثير من كبرى المسارح العالمية.

وضمن العروض المتميزة في مهرجان ربيع الثقافة، قدمت فرقة أوركسترا البربر الوطنية الفرنسية عرضاً بالصالة الثقافية متميزاً في كلماته وألحانه وإيقاعاته ويعكس العرض التراث الموسيقى لعدد من الدول العربية والأجنبية مثل الجزائر والمغرب ومالي والسنغال وفرنسا. وتعرف أوركسترا البربر الوطنية الفرنسية بـ (ONB) وتجمع في سماتها بين العربية والأجنبية، ويمثل أعضاء الفرقة بيئات موسيقية وثقافية متعددة أهمها بلدان المغرب العربي.

كما يشهد مهرجان ربيع الثقافة برامج عائلية متعددة من أهمها عرض الدمى الشهير (صوت الموسيقى) الذي يقدمه ابتداء من اليوم حتى بعد غد مسرح سالزبورغ للدمى، وسيقابل الأطفال المغني (دان زينز) في عرض بقلعة عراد.

ومن الفعاليات التي سيحفل بها شهر أبريل (نيسان) الجاري عرض (صوت الموسيقى 2ـ4 أبريل) و(معرض تحول الذاكرة 5 أبريل)، و(فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية 6ـ7 أبريل)، و(علاقات ثنائية 15ـ25 أبريل).