«الجمعية السعودية للقراءة» تجهل موعد «يوم الكتاب العالمي»

رغم مرور 17 عاما على تأسيسها

معدل قراءة الفرد الواحد في العالم العربي لا يتجاوز 4 صفحات سنويا («الشرق الأوسط»)
TT

بينما تحتفل المراكز والجمعيات التي تسعى لنشر ثقافة القراءة في أنحاء العالم بـ«اليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر والتأليف»، الذي يصادف سنويا الـ23 من شهر أبريل (نيسان)، كشفت الجمعية السعودية للقراءة عن عدم المعرفة بموعد هذا اليوم، على الرغم من كونها الجمعية الوحيدة المتخصصة في نشر ثقافة القراءة في السعودية، إذ أجابت الدكتورة ازدهار الحريري، رئيسة الجمعية، عن سؤال «الشرق الأوسط» حول الفعاليات التي ستنظمها الجمعية في يوم الكتاب، بقولها «لا نعلم متى سيكون؟!».

وأبدت الحريري أسفها عندما علمت أن هذا العرس الثقافي العالمي يصادف اليوم الخميس، مما يعني عدم وجود الوقت الكافي للاحتفال به. وحول غياب الجمعية عن التفاعل مع المناسبات السنوية التي تـعنى بجذب أفراد المجتمع للقراءة، أرجعت ذلك لانشغالها بالعمل الأكاديمي إلى جانب كون الجمعية لا تزال تقوم على جهود فردية، قائلة «نحن جهة تطوعية غير ربحية»، وأضافت أن ضمن خطة الجمعية تنظيم ملتقيين سنويا.

وبينت الحريري أن الجمعية التي تأسست منذ نحو 17 عاما كجزء من «جمعية القراءة العربية»، تضم 20 عضوا عاملة ونحو 30 عضوا تشارك بالفعاليات، إلى جانب حوالي 35 متطوعة ما بين قارئات ومشاركات بأعمال الجمعية، وأوضحت أن حجم الحضور النسائي لأنشطة الجمعية يصل عادة لحدود 170 سيدة، بينما يصل عدد الأطفال المشاركين ما بين 250 إلى 300 طفل، مفصحة عن توجه الجمعية لتأسيس «ناد للكتاب» من المنتظر أن تطلقه قريبا.

واستكمالا لدائرة الأسباب التي تعيق التفاعل مع المناسبات الثقافية، فلا تزال الجمعية السعودية للقراءة تعاني من إشكالية توفير المقر الدائم منذ تأسيسها. وذكرت الحريري أنه لم يستجد شيء بهذا الخصوص، فيما خاطبت الجمعية إمارة المنطقة الشرقية قبل حوالي 4 سنوات بطلب توفير مقر للجمعية، وتم تحويل الطلب إلى مكتب الإشراف والتوجيه التربوي بالدمام، ومن ثم أجيزت نشاطات الجمعية، لكن أنشطتها لا تزال تقام بالتعاون مع بعض المدارس، بالإضافة إلى برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، ومركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية (سايتك).

إلا أن الجهود التطوعية لم تقف وحدها حائلا دون الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في السعودية، حيث ساهم تزامنه هذا العام مع إجازة نهاية الأسبوع، ممثلة في يوم الخميس، في عدم إمكانية الاحتفاء بهذه المناسبة، كما أوضح عادل القاسم، من إدارة العلاقات الثقافية في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، مفيدا أنه من الصعوبة إقامة الأنشطة ودعوة الناس في يوم الخميس، ذاكرا أن ذلك دفع المكتبة للاحتفال بهذه المناسبة قبلها وبعدها بأيام قليلة عبر مجموعة من الفعاليات الثقافية.

وأفصح القاسم عن أن هذه الفعاليات شملت إقامة ملتقى «تجاربهم مع القراءة» الذي سبق اليوم العالمي للكتاب بيومين، لتسليط الضوء على دور الكتاب والمثقفين في تنشيط الحركة الثقافية في السعودية وتشجيع الناس على القراءة الحرة، وأضاف أن المكتبة ستنظم أيضا أسبوعا للقراءة ينطلق الأحد المقبل ويستمر حتى يوم الأربعاء، بالإضافة لمهرجان القراءة الذي سيكون يوم السبت المقبل، مشيرا إلى أن جميع هذه الأنشطة الثقافية تأتي تزامنا مع اليوم العالمي للكتاب.

ولا يشكل غياب معظم المراكز الثقافية في السعودية عن الاحتفال باليوم العالمي للكتاب علامة التعجب الوحيدة، حيث تشارك بذلك أيضا الكثير من الجامعات والمدارس والمراكز التعليمية التي لا تزال تهمش هذا اليوم، فيما تقوم بعض المدارس الخاصة بجهود ذاتية عبر إعداد برامج للطلبة تحفزهم على القراءة وتذكرهم بيوم الكتاب لمشاركة نظرائهم حول العالم متعة الاحتفال به.

يأتي ذلك في حين تكشف أحدث الدراسات أن متوسط ما يقرأه الفرد العربي سنويا لا يتجاوز حدود 4 صفحات فقط، في حين أن المواطن الأميركي يقرأ نحو 11 كتابا، والأوروبي يقرأ أكثر من 30 كتابا في العام الواحد، وهو الأمر الذي يضيف لأهمية اليوم العالمي للكتاب، حيث يحمل هذا اليوم دعوة لكل فرد عربي (خصوصا الأطفال والشباب والفتيات) لتخصيص ثلاث ساعات أو أكثر أسبوعيا للقراءة من أجل المتعة والفائدة.