زار الأدباء والنقاد المشاركون في ندوة «حوار الرواية العربية» التي نظمت في اطار موسم اصيلة الثقافي الثالث والعشرين، اول من امس ورش بناء مكتبة الامير بندر بن سلطان في مدينة اصيلة المغربية.
واطلع الأدباء والنقاد على المراحل التي قطعها بناء المكتبة التي تشيد بأريحية من الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير السعودية لدى واشنطن. ومن المنتظر ان تكون المكتبة، التي قام بتصميمها المهندس المغربي رشيد الاندلسي، جاهزة صيف العام المقبل.
وقال بيان صادر عن مؤسسة منتدى اصيلة ان الثقافة، اي الحضارة، في اوجهها الفكرية والفنية، تكتسب اليوم طابعا اساسيا وحاسما من حيث انها تتوجه نحو جوهر الوجود والذات الانسانية.
واضاف البيان انه ثمة حقيقة مؤكدة في المغرب اليوم، هي هذا الاهتمام المثير بالثقافة التي تعتبر معينا لا ينضب من الالهام لجمهور همه البحث الدائم عن الجديد والطلب المستمر للمعلومات.
واوضح البيان ان هذه المكتبة كما ارادها متبني المشروع الامير بندر بن سلطان بالتعاون مع «مؤسسة منتدى اصيلة»، تتميز بوجود قسم فعال للخدمات المسموعة والمرئية يسمح باجراء البحوث والتبادل مع اكبر وأهم مراكز البحوث في العالم عبر الاقمار الصناعية، كما ان هذا القسم مزود بتجهيزات في غاية التطور جاعلة بذلك من هذا الصرح مثالا مجسدا للحداثة.
وذكر البيان انه بناء على رغبة الامير بندر بن سلطان، فقد تم تصميم مبنى المكتبة على الطراز الحديث بيد انه يحترم خصوصية الطراز المعماري لمدينة اصيلة.
وبملاءمته للشكل المعماري مع البعد الوظيفي، نجح المهندس المعماري رشيد الاندلسي في التوفيق بين ضرورات جمالية المبنى وتناسقه، الشيء الذي مكنه من ان ينصهر في محيطه المباشر.
ويتميز بناء المكتبة بوجود علاقة ما بين الداخل ـ الخارج مبنية على مسار يعبر المبنى ويتصل بمنفذيه الرئيسيين. وتجد هذه العلاقة امتدادها حتى خارج البناء.
في الطابق الاعلى ترتبط العناصر المختلفة المشكلة للمشروع بعبارات تسمح، عدا مهمتها الوظيفية، برؤية المساحة الخلفية للمبنى محققة بذلك تواصلا مستمرا بينه وبين محيطه المباشر.
وستجهز المكتبة بقسم ضخم للوثائق (كتب، رسومات، محفوظات، مخطوطات..) يمكن الاطلاع عليها على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي باستخدام الوسائل الاكثر تطورا وتحديثا.
وخلال زيارة وفد الأدباء والنقاد لورش البناء، اعلن محمد بن عيسى امين عام مؤسسة منتدى اصيلة عن تخصيص جناح في المكتبة للكاتب المغربي محمد شكري الذي اعلن بدوره بأنه سيمنح جميع كتبه ومقتنياته الشخصية لمكتبة الامير بندر.
وتشيد المكتبة على مساحة نصف هكتار. وبلغ حجم تكاليف بنائها حوالي 4 ملايين دولار. وينقسم المشروع الى ثلاثة اجنحة. الاول، يتعلق بفضاء الاستقبالات والتنشيط، ويضم بهو الاستقبالات والمعارض ومقصفاً و3 قاعات للندوات وقاعة للمحاضرات وقاعات للترجمة الفورية وقاعات العرض المرئي.
اما الجناح الثاني فيضم الخدمات الخارجية ويشمل جناح الاطفال الذي يضم قاعة القراءة والحكي، وجناح الكبار ويشتمل على قاعة مخصصة لقراءة الصحف والمجلات وقاعة للقراءة وقاعة للوثائق المسموعة والمرئية وقاعة الفيديو (مع امكانية الاستعمال الشخصي)، وقاعة الاسطوانات الموسيقية وقاعة اللوحات التشكيلية وقاعة بنك المعطيات وقاعة الاعلاميات.
ويتعلق الجناح الثالث بالخدمات الداخلية، حيث سيشمل الادارة ومشاغل فنية مثل مشغل الوثائق الصوتية ومشغل الصحف والكتب ومشاغل الوثائق المصورة، بالاضافة الى قاعة استعمال الوثائق الثمينة ومخزن التجهيزات وقاعة الخدمات المعلوماتية والشؤون التقنية.
يذكر انه سبق للامير بندر ان اعلن عن رغبته في اقامة جناح خاص للشعر العربي سيطلق عليه اسم «بيت الشعر العربي».
وسيتم في هذا البيت تجميع الشعر العربي منذ العصر الجاهلي الى اليوم، وذلك وفق الوسائل المعلوماتية الحديثة.