تحولات المجتمع السعودي في رواية «الكليجا» للكاتب القحيص

TT

صدر مؤخرا للإعلامي السعودي علي القحيص، المدير الإقليمي لجريدة «الرياض» في دبي، رواية «الكليجا»، عن مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع في البحرين. جاءت الرواية في 160 صفحة من القطع المتوسط، وهي ترصد التحولات الطارئة في المجتمع السعودي منذ تسعينات القرن الفائت وإلى اليوم، حيث تتناول معاناة الشباب السعودي في ظل بروز ظواهر اجتماعية جديدة، بالإضافة إلى الغزو الأميركي للعراق، وما نتج عنه من تداعيات.

كما تطرق المؤلف في روايته إلى مرحلة مهمة من التاريخ السعودي منذ بداية فرض التعليم الإلزامي والمواقف التي عبر عنها المجتمع إزاء هذه الخطوة.

اسم الرواية «الكليجا» يرمز إلى أكلة تراثية أو حلوى بسيطة، تتكون من مزيج من كاسات الطحين (الأبيض والبر)، ممزوجة بالسمن النباتي، والسكر الناعم، وبودرة الحليب، مضاف إليها الماء الدافئ، والقليل من الملح والبايكنغ باودر.

ويمكن أن يكون المؤلف قد اختار هذا الاسم «الكليجا» لارتباطه بالمجتمع السعودي التقليدي، حيث الأصالة والتمسك بالثوابت، أو أنه يريد الإشارة إلى الانفتاح الذي شهده المجتمع السعودي المعاصر وما يصطرع فيه من رؤى وأفكار اجتماعية.

تمزج الرواية في أحد مستوياتها بين البحث الاجتماعي في سرد يغلب عليه الطابع السياسي تغوص في صلب المجتمع السعودي من خلال تعدد الشخصيات، وتطرح إشكاليات كثيرة تسلط الضوء على هذا المجتمع الذي يمزج بين الأصالة والدخول إلى عصر جديد لاهث ومتسارع.

ولا تقتصر الرواية على تناول القضايا السعودية فقط، بل تغوص في كثير من المدن العربية وتتطرق إلى الكثير من الحقائق التاريخية والسياسية كالغزو الأميركي للعراق، كما ابتعدت عن التقريرية الفجة لتفصح عما بداخل الشخصيات من هواجس، لا سيما على لسان بطلها الذي يبرز كراوٍ أساسي في نقل أحداث حصلت على أرض الواقع، عبر فصولها التسعة عشر بأسلوب سرد تقليدي بما يرافقه من وصف وإسهاب، وربما دفعه إلى ذلك تركيزه على نقاش الأفكار وموازنتها في بيئات متعددة.