كتاب ومثقفون: الخطاب الثقافي السعودي في حاجة إلى تعزيز وتجديد

مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يستعد لمناقشته بالأحساء مطلع الشهر المقبل

جانب من اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

يستعد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لعقد لقاء فكري بعنوان «واقع الخطاب الثقافي السعودي وآفاقه المستقبلية» وذلك بمحافظة الأحساء في الخامس من الشهر المقبل لمدة يومين، وبمشاركة أكثر من 100 مثقف ومثقفة. وقد أكدت مجموعة من الباحثين السعوديين أن الخطاب الثقافي السعودي مقارنة بمكانة المملكة في العالم الإسلامي أصبح يمر بحالة من الضعف وأكدوا على أهمية تعزيز الخطاب السعودي الموجه للآخر عبر الترجمة والقنوات.

يقول د. محمد المشوح: «الخطاب الثقافي السعودي يتوافق ويتماشى مع مكانة المملكة وإن كان هناك ضعف في الخطاب الثقافي الإسلامي السعودي، وهو ما يجب مناقشته من قبل مركز الحوار الوطني».

ويضيف: «أتمنى أن تكون هناك إعادة للأمر عبر وضع خطة للنشر والتوزيع لإيصال خطاب المثقف السعودي للعالم الإسلامي بشكل أكبر وأرى أن ما يقدمه المثقف في البلدان الإسلامية الأخرى للمثقف السعودي أقوى مما يوجهه المثقف السعودي للعالم الإسلامي فهناك تراجع في خطاب المثقف السعودي يعزى لعدة أسباب منها أحداث 11 سبتمبر (أيلول) والتغيرات العالمية المختلفة».

لكن الشيخ حسن بوخمسين له رأي آخر، إذ يرى أن «المملكة تبنت خطابا ثقافيا يتجاوز حدود المتلقي الداخلي ليصل للمتلقي العربي ويخاطب المسلم في جميع أنحاء العالم الإسلامي».

ويضيف: «حينما تخاطب المملكة الشعوب العالمية والعربية والإسلامية فإن هذا من منطلق المكانة الكبرى التي تحظى بها في نفوس شعوب العالم الإسلامي وللدور الديني المهم الذي تمارسه في وقتنا هذا بخدمة ورعاية الحرمين الشريفين ولما تحظى به من دور وثقل سياسي كبيرين في الساحتين الإقليمية والعربية أوجدهما البعد الاقتصادي والتاريخي والسياسي للمملكة».

ويتابع «لكن ذلك لا يمنع من القول إن الخطاب الثقافي السعودي أصبح اليوم بحاجة إلى تعزيز وإلى تجديد وتحديث وسائل وآليات عرضه من أجل مواكبة التطورات الثقافية المعاصرة التي أوجدت بدورها مفردات عصرية تحدث تأثيرا في قلوب الآخرين، كمسألة حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والتقدم في التنمية. نحتاج في خطابنا السعودي المعاصر الموجه لأفراد تلك المجتمعات إلى أن نكشف مدى التقدم الذي أنجزته بلادنا في كل المجالات جنبا إلى جنب في خطابنا».

ويؤكد حسين العلي أن «ثمة غيابا ثقافيا لا يليق بمكانة المملكة في حضورها الإسلامي. وبالتالي أرى أنه من اللازم أن يكون للثقافة حضورها في المحافل الدولية على كافة الأصعدة، فالمملكة ليست فقط بئر نفط ولا هي فقط الحرمان الشريفان بكل قدسيتهما في القلوب». ويشير العلي إلى أن المثقف وصوته هو من يحمل تقاسيم ونبض المجتمع/ الوطن بكل أطيافه وجغرافيته النوعية، وهو من يمكنه أن ينير من خلال حضور عطائه على كافة الصعد دروب المعرفة للآخر. وهذه مسؤولية لا أعتقد أنها غائبة عن ذهنية المثقف لكنها لم ترتفع إلى مستواها المناسب حتى الآن».

وتقول زكية مانع أبو ساق «يعيش العالم الإسلامي والعالم بصفة عامة حراكا ثقافيا وتطورات سريعة ونموا فكريا هائلا وانفتاحا بفضل التقنية الحديثة، وإن كان منها السلبي المتطرف في أسلوبه وصياغته ومنها الإيجابي الذي يهدف إلى نمو وتطور فكر المواطن، وهذا هو الفكر الذي نحتاجه في عصرنا الراهن، وكل ما أستطيع قوله إننا بفضل الله ثم بفضل المخلصين العقلاء من أبناء الوطن، وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز، نسير على طريق التجديد الصحيح للخطاب الثقافي، منسجمين مع التغيرات السياسية والاجتماعية التي تولد الفكر الثقافي بما يتناسب مع تعاليم الشريعة الإسلامية، وهذا يعكس جدية التفاعل الحضاري مع واقع العصر الذي نعيشه ومع واقع المعطيات الفكرية والحضارية».