«فكر 8» اختتم مؤتمره في الكويت: التكامل العربي لتدعيم الثقافة والفكر

TT

ناقش مؤتمر الفكر العربي (فكر 8) في دورته الأخيرة في الكويت التي أقيمت خلال يومي 9 و10ديسمبر (كانون الأول) في الكويت، أبرز التحولات المؤثرة على ثقافة التنمية في العالم العربي، وأقيم المؤتمر تحت عنوان (التكامل العربي: شركاء من أجل الرخاء).

وحضر المؤتمر الذي افتتحه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بحضور الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، وتنظمه مؤسسة الفكر العربي، نخبة من المفكرين العرب في المجالات الثقافية والتكنولوجية والإعلامية والتنموية، يمثلون جهات حكومية ومستقلة، بالإضافة لمثقفين من خارج الدول العربية.

وتزامن المؤتمر مع إطلاق التقرير السنوي الثاني لمؤسسة الفكر العربي حول التنمية الثقافية في العالم العربي، وهو أول تقرير عربي سنوي يغطي واقع التنمية الثقافية في نحو 20 دولة عربية.

وكان الأمير خالد الفيصل قد ذكر أن المعلومات التي يحتويها التقرير الثاني ستفيد صاحب القرار والمبدع والمثقف والرجل العادي. معتبرا في حفل إطلاق التقرير أن مؤسسة الفكر العربي كانت من أوائل الجهات التي طالبت بتطوير مناهج وأساليب التعليم وأداء المعلم في العالم العربي، وأقامت العديد من المؤتمرات شملت التعليم الجامعي والمتوسط وحتى تعليم وثقافة الأطفال، مؤكدا أن جميع القضايا التي طرحت كان لها صدى رائع لدى الحكومات العربية خاصة الحكومات الخليجية.

وشمل التقرير خمسة ملفات رئيسية عن المعلوماتية والتعليم والإعلام والإبداع بجانب رصد ومتابعة الحراك الفكري في العالم العربي، حيث يعالج ملف التعليم في تقرير هذا العام قضية التمويل واستقلالية الإدارة في التعليم العالي، كما يتناول الملف الثاني المعلوماتية كرافعة للتنمية الثقافية، أما الملف الثالث فقد خُصّص لمعالجة الخطاب الثقافي في وسائل الإعلام، فيما شمل ملف الإبداع مختلف عناصره (الإبداع الأدبي ـ الإبداع السينمائي والدرامي ـ الإبداع المسرحي)، وخصّص التقرير ملفا ثابتا بعنوان «الحصاد الفكري السنوي» لرصد أهم القضايا والظواهر التي انشغل بها العقل العربي في العام الماضي سواء من خلال متابعة حركة المؤتمرات والملتقيات والندوات العربية، أو من خلال رصد ما أثارته الدوريات الثقافية والفكرية العربية.

وتم في مؤتمر «فكر 8» تعيين أسماء سفراء الفكر العربي من الشباب الذين تم اختيارهم ليكونوا سفراء مؤسسة فكر في دولهم، كما تم توزيع جوائز الإبداع العربي في اليوم الثاني للمؤتمر في سبعة مجالات مختلفة شملت جائزة الإبداع العلمي والتي كانت من نصيب مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (الكويت)، وجائزة الإبداع التقني التي كانت من نصيب البروفسور إلياس الزرهوني (السعودية)، وجائزة الإبداع الاقتصادي والتي كانت من نصيب مصرف لبنان (رياض سلامة رئيس المصرف بلبنان)، وجائزة الإبداع المجتمعي من نصيب قرية بلعين في فلسطين، وجائزة الإبداع الإعلامي والتي كانت من نصيب الكاتب الصحافي سلامة أحمد سلامة (مصر)، وجائزة الإبداع الأدبي والتي كانت من نصيب زهرة المنصوري من المغرب عن رواية «من يُبكي النوارس»، وأخيرا جائزة الإبداع الفني والتي كانت من نصيب ساقية عبد المنعم الصاوي (مصر).

يشار إلى أن قيمة الجائزة الماليّة الواحدة تقدّر بخمسين ألف دولار أميركي بجانب شهادة ووسام الجائزة.

وقال الدكتور سليمان عبد المنعم الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي بهذه المناسبة «إن جوائز هذا العام تعكس حرص المؤسسة منذ انطلاقها على تحفيز مناخ الإبداعات في العالم العربي والاهتمام الخاص من قبل صاحب السمو رئيس المؤسسة على الاحتفاء بالمبدعين وتكريمهم، مؤكدا أن الجائزة تهدف كذلك إلى تفعيل التواصل بين العقول المبدعة والمؤسسات العربية، للاستفادة من هذه الإبداعات واستثمارها، بهدف الحد من هجرة الأدمغة، والتنسيق والتواصل مع الأفراد والهيئات المعنية لتبني واستثمار و«الاستغلال» الأمثل لهذه الإبداعات العربية»، والمساهمة بها في نهضة الأمة.

وعلى صعيد متصل قال حمد بن عبد الله العماري، والذي تقلد منصب الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي أخيرا والمدير التنفيذي لمؤتمرات فكر، إن مؤسسة الفكر العربي «أطلقت جائزة الإبداع العربي، بهدف الإسهام بشكل فعاّل في دعم الإبداع العربي ونشره وإبرازه، فضلا عن تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأمّة العربية لدى الآخرين، وإعلاء شأنها بما تتمتّع به من طاقات بشرية غير مستثمرة».