ملتقى النقد الأدبي في السعودية: تصحيح المسارات النقدية

TT

لقيت فعاليات «ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية» الذي نظمه نادي الرياض الأدبي في دورته الثالثة تحت عنوان «الشعر السعودي في رؤى النقاد: مقاربات ومراجعات»، الأسبوع الماضي - صدى واسعا في الأوساط الأدبية السعودية.

وشارك في الملتقى عدد كبير من الباحثين والباحثات، السعوديين والعرب، وتحدث عدد من المشاركين في الملتقى لـ«الشرق الأوسط» عن تقييمهم لما طرح من قضايا، كامتداد للحراك الثقافي والأدبي الذي تشهده الساحة الثقافية السعودية.

الناقد السعودي الدكتور محمد الصفراني الذي قدم ورقة بعنوان «سمات النقد الانطباعي في نقد الشعر السعودي»، قال إن الشعر السعودي أبرز مجموعة كبيرة من الدراسات النقدية يمكن تصنيفها في إطارين رئيسيين هما: إطار النقد الموضوعي المنهجي، وإطار النقد الانطباعي.

وتابع الصفراني: «إن من أهم النتائج التي توصل إليها في دراسته تتمثل في أن أبرز سمات النقد الانطباعي في نقد الشعر السعودي هي استغلال الفضاء الموازي، والتحيز الذاتي، وغياب المنهج وخلل المصطلحات والمفاهيم، وضعف التحليل، وغياب التوثيق واضطراب الاقتباسات»، موضحا أنه «تبدت كل سمة من سمات النقد الانطباعي في نقد الشعر السعودي في مظاهر متعددة بينتها في مواضعها». وخلص الصفراني في دراسته، إلى أن هذه السمات تنزع عن النقد الانطباعي في نقد الشعر السعودي صفات النقد الأدبي الموضوعي والمنهجي من خلال معطيات النقد الانطباعي نفسه لكنها لا تسلبه حقه في الوجود، ولا أهميته في سياق الحراك النقدي السعودي بوصفه مكونا نقديا إعلاميا يلعب دورا مهما في تسويق الأدب السعودي وتقريبه من القراء، لا سيما أن معظم الدراسات الانطباعية في نقد الشعر السعودي كانت في الأصل مقالات صحافية احتفائية (انطباعية)، جمعها كتابها في كتب على هيئة دراسات نقدية موضوعية ومنهجية.

الدكتور الشاعر حسن محمد حسن الزهراني، رئيس نادي الباحة الأدبي، رأى أن الملتقى حقق نجاحا، سواء كان ذلك على مستوى الباحثين أو الحضور، مشيدا بمشاركة عبد العزيز البابطين، ومداخلات الدكتور معجب الزهراني والدكتور سلطان القحطاني والدكتور عبد المحسن القحطاني والدكتور حافظ المغربي.

ورأى الزهراني أن النقد في السعودية ما زال غائبا عن الإبداع بشقيه الشعري والسردي، مشيرا إلى أن نسبة ما يقدم من نقد إلى الإبداع المنشور لا تتجاوز 3 في المائة من المطلوب بالفعل لمواكبة الحراك الأدبي في الساحة الأدبية السعودية.

ودعا الزهراني إلى أهمية توثيق البحوث والأوراق المقدمة للاستفادة منها مستقبلا، داعيا إلى تخصيص ملتقى لكل جنس من الأدب، بحيث يكون هناك عام للشعر وعام للسرد وعام للقصة وعام للرواية.

من ناحيته، قال الناقد الدكتور محمد رشيد ثابت، إن هذا الملتقى قدم رؤية جديدة في النقد السعودي وهي «نقد النقد»، حيث تمت دراسة الشعر السعودي بشكل أكثر عمقا.

وأشار ثابت إلى أنه تناول كتاب الدكتور عبد الله الفيفي «حداثة النص الشعري في المملكة العربية السعودية»، من زاوية المصطلحات الحديثة التي احتواها هذا الكتاب، مؤكدا أن هناك عدم وضوح في تحديد مفهوم مصطلحي الحداثة والتجريب بناء على دراسات سابقة قام بها.

وقال ثابت إن مصطلحي الحداثة والتجريب كانا الانطلاقة الأساسية له في نقده لهذا الكتاب ومناقشة مفهوم هذين المصطلحين عند الفيفي، حيث يرى ثابت أن الفيفي نظر إليهما (أي المصطلحين) وكأنهما منفصلان عن بعضهما من ناحية، ومنفصلان عن المسارات السابقة من ناحية أخرى.

وفي هذا السياق، يعتقد ثابت أن ثنائي المصطلحين، الحداثة والتجريب، لا ينفكان بالضرورة عن بعضهما، مشيرا إلى أنه لا حداثة من دون تجريب، كما أنه لا تجريب من دون حداثة، مؤكدا أن الحديث حوليهما وصل إلى تجاوز كبير إلى حد الإدراك لما هو مألوف ومعروف عن عمق وفهم هذين المصطلحين.

وكان «ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية» الذي أقيم في نادي الرياض الأدبي في دورته الثالثة تحت عنوان «الشعر السعودي في رؤى النقاد: مقاربات ومراجعات»، أقيم خلال الفترة من 12 - 14 أبريل (نيسان) الجاري، بمشاركة نحو 30 باحثا من السعوديين والعرب، ومن مختلف الجامعات السعودية بأوراق تتناول الكتب النقدية التي درست الشعر السعودي.

وتم تكريم الدكتور سعد بن عبد الرحمن البازعي في جلسته الافتتاحية، وشمل الملتقى في دورته الحالية ثمانية محاور نقدية هي: النقاد السعوديون.. دراسات تحليلية لإنتاجهم النقدي. أثر المناهج النقدية الحديثة في نقد الشعر السعودي. أثر المدارس الأدبية في نقد الشعر السعودي. مفهوم الشعر ووظيفته في رؤى نقاد الشعر السعودي. الشعر السعودي في رؤى النقاد العرب. نقد الشعر في إنتاج الرواد. نقد الشعر السعودي في الرسائل الجامعية. المعارك والسجالات النقدية حول الشعر.