السجاد الشرقي.. تاريخا وفنا وعلما

انطلاقته وتطوره في البلدان العربية والاسلامية

TT

عن دار «الساقي»، بالاشتراك مع «إيلاف»، صدر كتاب «السجاد الشرقي.. دراسة تاريخية وفنية وعلمية» للزميل إياد أبو شقرا وحنان أبو شقرا، في 358 صفحة من القطع الكبير. والكتاب، النادر في نوعه باللغة العربية، يتناول انطلاقة هذا الفن ومراحل تطوره في عدد من البلدان, مرورا بلوازمه وتقنياته، وانتهاء بالتصاميم الفنية التي تشمل الزخارف والنقوش.

في بداية الكتاب، يقدم المؤلفان عرضا وافيا لنشأة هذا الفن تاريخيا في البلدان الإسلامية، وحول أصل تسمية السجاد باللغة العربية، ثم يشرحان أساليب النسج وأسس صناعة السجاد، وتقنياتها، وتطور النقوش والتصاميم الفنية، والأشكال الهندسية، ارتباطا بالجغرافيا والتاريخ والثقافة.

ويعير المؤلفان أبو شقرا اهتماما خاصا بالسجاد الإيراني، المعروف بتميزه عالميا بنوعيته وجودته. ثم يكشفان أن تركيا هي صاحبة الفضل في وصول فن السجاد إلى أوروبا. وبعد ذلك، يعرضان تطور هذا الفن وتاريخه في القوقاز ومناطق الأكراد والبلوش والتركمان، وفي أفغانستان وتركستان وشبه القارة الهندية والصين.

أما في العالم العربي، فيتناول الباحثان تطور هذه الصناعة (السجاد)، وأنواعه في مختلف البلدان العربية كالعراق وفلسطين، وسورية ولبنان، والأردن وشبه الجزيرة العربية، وتونس والجزائر والمغرب، ويذكران أن أهم أنواع السجاد في العراق فيها هو السجاد الوبري المعقود، ومصدره الشمال. وفي سورية، أصاب «سجاد دمشق»، الذي يعود للعصريين المملوكي والعثماني، شهرة عالمية.

هذا الكتاب هو الأول من نوعه باللغة العربية. لم يترك مؤلفاه إياد وحنان أبو شقرا أمرا ذا صلة بالسجاد الشرقي إلا ألقيا الضوء عليه، بدءا بانطلاقة هذا الفن ومراحل تطوره في عدد من البلدان, مرورا بلوازمه وتقنياته, وانتهاء بالتصاميم الفنية التي تشمل الزخارف والنقوش.

يطلع القارئ على أنواع السجاد ومزايا كل منها, وعلى طريقة تميز النوع الجيد من الرديء، والممتاز من المصنف بابا أولا, ويتضمن نصائح تطيل عمر السجاد, مبينة طرق صيانته وتنظيفه.

كتاب مفيد، ليس لمقتني السجاد الذين يجدون فيه معلومات جيدة, وأخرى غابت عنهم فقط، إنما كذلك للذين يلمون إلماما محدودا بعالم السجاد، إذ يزودهم بإرشادات وافرة، لا بد من معرفتها عند اقتناء السجاد لتلافي الغش والتزوير.

إياد أبو شقرا صحافي لبناني مقيم في لندن, حائز على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت, وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.

حنان أبو غانم أبو شقرا اختصاصية في العلوم الطبية والمخبرية، وحائزة على دكتوراه في بيولوجية الجزيئات الوراثية من معهد رين الطبي في جامعة لندن. في فلسطين المحتلة، اشتهرت بسط بلدة المجدل والبسط الغزاوية والبسط الخليلية. وفي شبه الجزيرة العربية يوضح الكاتبان أن هذه الصناعة تعد من الحرف المحلية المهمة، متجسدة خاصة في حرفة السدو (نسج البسط البدوية الفطرية)، التي تنسج على النول البدوي.

وحول واقع وتاريخ فن هذه الصناعة في دول شمال أفريقيا، يركز الكاتبان على ميزات ورفعة أنواع سجاد شهير، هو سجاد القيروان بتونس الذي يمتاز بأرفع الألوان والجماليات البديعة التي أكسبته شهرة واسعة، في حين يصفان صناعة السجاد في الجزائر بالعريق، مبينين أنها تركزت في مدينة تبسة وسطيف وتلمسان، التي عرفت بسجادها المتميز.. ويختم الباحثان أبو شقرا فصول كتابهما بمبحث خاص يتضمن إرشادات ونصائح لمشتري السجاد، تتعلق بتنظيفه وصيانته، والأدوات والتقنيات التي يجب استخدامها، وكذلك يتطرقان إلى معالجة مشكلات السجاد وطرق إزالة البقع وأشكال لفه وتخزينه.