«الجاز يحيا في سورية» بكل الجنسيات للسنة السادسة على التوالي

من «قلعة دمشق» إلى المحافظات.. مساحة مفتوحة للإبداع الشبابي

TT

للسنة السادسة على التوالي، تحتضن «قلعة دمشق» مهرجان «الجاز يحيا في سورية» من 8 إلى 14 يوليو (تموز)، بمشاركة نحو 14 فرقة محلية وعالمية، بالإضافة إلى حفلات منفردة في كل من مدينتي حلب وجبلة. وتأتي أهمية هذا المهرجان الذي تقوم به جهات أهلية مستقلة تحت رعاية «وزارة الثقافة» بالتعاون مع «محافظة دمشق»، من كونه «مساحة مفتوحة لاحتضان الفرق السورية»، بحسب تصريحات مدير المهرجان، هانيبال سعد، في مؤتمر صحافي عقد قبيل انطلاق هذا الحدث الخميس الماضي. فإلى جانب الفرق الموسيقية العالمية هناك مشاركة واسعة للفرق الشبابية السورية، في مقدمتها أوركسترا الجاز السورية التي ولدت مع بداية المهرجان، والتي تعد الأوركسترا الأولى من نوعها في العالم العربي، وتضم نحو 20 عازفا ومؤديا، وتعمل على تجديد برنامجها بصورة مستمرة. وهناك فرق عرفها الجمهور السوري في المهرجان وبات ينتظر جديدها كل عام، مثل فرقة «لينا شمميان» صاحبة الصوت العذب التي اشتهرت محليا وبالأخص بين جماهير الشباب بصوتها المميز ومشروعها الموسيقي القائم على مزج التراث الموسيقي السوري مع موسيقى الجاز. وفي أول أيام المهرجان، قدمت فرقة «شمميان» مقطوعاتها بشكل مستقل، ثم شاركت فرقة «كارلا بيلو جاز إسباني»، في فقرات موسيقية مزجت الغناء والموسيقى العربيين مع الغناء والموسيقى الإسبانيين.

ومن فرق الجاز السورية التي كرسها المهرجان وحظيت بإقبال الجمهور فرقة «نوطة»، وفرقة «شيلي باند»، وفرقة «طنجرة ضغط»، وفرقة «عمرو حمور»، بالإضافة إلى المغني السوري إبراهيم كيفو مع فرقة «فتت لعبت» الذي سيقدم حفلة على مدرج مدينة جبلة الأثري في 18 يوليو كتجربة إبداعية، مغامرة وشائقة، تسعى إلى مزاوجة الجاز مع الموسيقى التراثية للجزيرة السورية، وتمد الحياة الموسيقية السورية بدفق من الشباب والتألق. وقد اعتبر مدير المهرجان هانيبال سعد أن «هذا النشاط بات جزءا من الخريطة الثقافية لمدينة دمشق، التي يرسمها بالتعاون والشراكة مع مهرجانات وفعاليات ثقافية مستقلة أخرى». ويأمل القائمون عليه أن يشكل نشاطهم «تيارا ثقافيا مؤثرا» يبنى على «مراكمة تجارب متنوعة وثرية»، ولا سيما أنه ما زال قادرا على الاستمرار بعد ست سنوات حقق خلالها تفاعلا جيدا مع الجمهور حتى إنه تحول إلى موعد سنوي ثابت ينتظره الشباب السوري من عشاق «الجاز». وبحسب رأي هانيبال سعد فقد تمكن مهرجان الجاز من «خلق ألفة مع هذا النوع الموسيقي، وساهم في تحقيق تشبيك على مستوى واسع على الصعيد المحلي والعالمي، عبر تعاون مع الفرق الزائرة والمهرجانات الشريكة، ومن خلال ورشات عمل غنية تقام على مدار العام، ليكون المهرجان في القلعة بمثابة تتويج لجهود عام كامل». تشارك في المهرجان فرق متنوعة من مختلف أنحاء العالم كل منها يحمل تجربة خاصة في موسيقى الجاز، لتجتمع كلها عند محاولة «صياغة تيار جديد في (الجاز) المعاصر القائم على المزج بين قوالب الجاز التقليدية أو الحديثة والموسيقى التراثية لكل بلد». فمن هولندا هناك فرقة «بارانا» التي قدمت الخميس الماضي حفلة مزجت فيها بين الموسيقى التركية والجاز الحديث، ومن ألمانيا فرقة «إم إس إف بريخت»، وأعمال يشكل الارتجال والتنوع سمتها الأساسية، إضافة إلى فرقة «إيفيد أريست» النرويجية. ومن إسبانيا تحل ضيفة على المهرجان فرقة «لارا بيلو»، وفرقة «مارك بيرينو» السويسرية، المعروفتان بموسيقاهما المميزة في الجاز المعاصر، إضافة إلى فرقة «أندرس باندكيه» الدنماركية.

والمهرجان يولي أهمية خاصة لاستقطاب فرق أجنبية بهدف خلق مساحة للقاء وتوفير فرصة لتبادل الخبرات والتدريب، لتكون هذه الحفلات بمثابة «ورشات عمل مثمرة». ولا يغفل هذا النشاط الثقافي الهدف التنموي والهم الثقافي والاجتماعي العام وحتى السياسي. وهذا العام سيعلن عن «تأسيس فرقة الأطفال الفلسطينيين والعراقيين والسوريين، تعمل على استلهام التراث الموسيقي العراقي والفلسطيني والسوري». ويقول المسؤول الإعلامي للمهرجان زاهر عمرين، إن المهرجان منذ دورته الأولى وحتى اليوم يهدف إلى الإسهام في التنمية، ويتجلى ذلك في «ورشات العمل التي تجمع بين فرق سورية وأجنبية، وعبر فرق الأطفال».

وكان مشروع «روافد» الثقافي لدى الأمانة السورية للتنمية احتضن المهرجان لست سنوات وقام هذا العام بتسليم إدارته مع مهرجان «مساحات شرقية» إلى مديرهما الفني هانيبال سعد بعد أن انتهت مدة الحضانة ليقوم بإدارتهما والإشراف عليهما.

ويشار إلى أن المهرجان الذي يسعى إلى توسيع نشاطه نحو المدن والمحافظات السورية لا يقتصر نشاطه الرئيسي على أسبوع حفلات يقام في «قلعة دمشق»، بل هناك الكثير من الحفلات وورشات العمل تقام خلال العام ضمن البرنامج السنوي.