حوار عن الأخطاء بين كاتب ورئيس تحرير «الشرق الأوسط»

TT

> يلفت الكاتب سعيد حمدان إلى حوار شهدت وقائعه صحيفة «الشرق الأوسط»؛ حيث بدأه الكاتب أنيس منصور في زاويته اليومية بصحيفة «العرب» الدولية بنشره مقالا عنوانه «الناطقون بالغين والناطقون بالجيم»، وهو موجه إلى رئيس التحرير. كتب فيه: «عزيزي رئيس التحرير.. أشكو إليك، وبعد، فقد كثرت الأخطاء المطبعية والإملائية والنحوية وأبيات الشعر تكسرت. والملوم أنا، فالقارئ، أي الزبون، على حق دائما. ومن ضمن حقوق القارئ اتهام الكاتب وليس المطبعة ولا الإنترنت. ولا أعرف ماذا أقول»، ويستمر منصور بالشكوى لرئيس التحرير حتى يصل إلى قوله: «بقيت قصة صغيرة. فأنا أكتب الأسماء بالجيم وأجدها بالغين مثل هيجو تكون هيغو.. وهيدجر يكون هيدغر.. فلماذا أنا على خطأ وغيري صواب؟!».

وقبل أن ينتهي الكاتب أنيس منصور من شكواه يكتب «ملحوظة أخرى: إن موقع «الشرق الأوسط» على الإنترنت لم يعد سهلا ويسيرا كما كان قبل ذلك، فأنا أجد صعوبة في طبع المقالات والأخبار التي أريد أن أقرأها.. مع محبتي وامتناني».

ويرد رئيس تحرير «الشرق الأوسط» طارق الحميد على أنيس منصور، بتاريخ 4 يوليو (تموز) 2005، كاتبا: «عزيزي الأستاذ أنيس منصور.. طالعت مقالك الذي تناولت فيه الأخطاء الإملائية والمطبعية والنحوية في الصحيفة، وشكوت من زيادتها. وردي على ذلك مستلهم من مقولة بليغة لأحد الفلاسفة قرأتها في كتاب لكم يوم كنت أنا طالبا في الثانوية العامة؛ حيث يقول الفيلسوف: (أعطني سطرا لأشد الناس حرصا وسأجد فيه ما يستحق الشنق عليه)، وبدوري أقول: أعطني صحيفة في العالم لا توجد بها أخطاء نحوية وإملائية ومطبعية. بل وفي المعلومات أيضا، ولن أشنق أحدا بالطبع، لكني سأكتب لك معتذرا! فصحيفة (النيويورك تايمز) وحدها، وبكل إمكاناتها، يا سيدي، نشرت عام 2004 ثلاثة آلاف ومائتي تصويب! وفي العالم العربي، نحن الصحيفة الوحيدة التي تنشر تصويبات يومية، نصوب بها أخطاءنا، وليس في المناسبات وحسب، ولدينا رقيب صحافي، استجاب الله لدعائي عليه هذا الأسبوع فمرض»، وقبل أن يختم رئيس التحرير رده على أنيس منصور، يقول: «أما ملحوظتكم الأخيرة، يا كاتبي العزيز، حول موقع الإنترنت، فردي، يرعاكم الله، أن اشتر راحة بالك واحصل على النسخة الورقية. أسلم لك، وأغنم لنا!».