رؤية الملك خالد للدولة والمجتمع والتنمية

منهاجه ارتبط بمنهاج والده الملك عبد العزيز

غلاف الكتاب
TT

للكاتب السعودي بدر بن أحمد كريم، صدر كتاب «قراءة في فكر الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود - نماذج منظورة» في 153 صفحة. وضم الكتاب اثني عشر مبحثا. في المبحث الأول «العلاقة بين فكر الملك خالد وفكر أبيه»، تحدث الكاتب عن إدارة شؤون المجتمع، من خلال الحكم الصالح، وهي تتضمن ثلاثة أبعاد مترابطة: «البعد السياسي، المتعلق بطبيعة السلطة السياسية، وشرعية تمثيلها، والبعد التقني، المتعلق بعمل الإدارة العامة، وكفاءتها وفاعليتها، والبعد الاقتصادي - الاجتماعي، المتعلق بطبيعة بنية المجتمع المدني، ومدى حيويته واستقلاله عن الدولة من جهة، وطبيعة السياسات العامة في المجالين: الاقتصادي والاجتماعي، وتأثيرها في المواطنين من حيث نوعية الحياة، وكذلك علاقتها مع الاقتصاديات الخارجية، والمجتمعات الأخرى من ناحية ثانية».

انطلاقا من هذه الرؤية، يقول المؤلف إن منهاج الملك خالد ارتبط بمنهاج والده الملك عبد العزيز، صانع أول وحدة في التاريخين: العربي والإسلامي. وقد أراد الملك خالد، كما يضيف المؤلف، أن «يلفت إلى أن تأسيس المملكة العربية السعودية، أبدع للعرب والمسلمين قوة دولية، لها وزنها الإيجابي في العالم».

وفي مبحث «الإنسان في فكر الملك خالد»، تحدث المؤلف عن رؤية الملك خالد للإنسان، وضرورة الاهتمام بمطالبه الدينية والمادية، باعتباره روحا ومادة، و«ضرورة التوظيف الكفء له في جميع مجالات النشاط الإنساني، بغية زيادة الإنتاج، وفعالية المجتمع الأهلي، وسياسته في اكتساب القدرات البشرية، وتوظيفها على المستوى الفردي، والجماعي»، مذكرا في هذا الصدد بدعوة الملك خالد للحكومة إلى أن «تضع كل ما تملك من موارد وإمكانيات في خدمة المواطن، والحفاظ على قيمه الدينية والخلقية، التي من دونها لا تقوم لنا كلمة، ونحرص على تعميقها، حتى تظل المشعل الذي ينير لنا الدروب في الدنيا والآخرة». وأراد الملك خالد، كما يضيف الكاتب، أن «يزاوج بين الإنسان، والبيئة الحاضنة له، بما لا يوجد التنافر الذي يسكن هذا الإنسان، معبرا عن انحيازه لقدراته في الإنتاج، والعطاء، وقبل ذلك وبعده في الإيمان بالله ومدى حيوية الإنسان واستقلاله، ومدى تأثيره من حيث الفقر، ونوعية الحياة التي يعيشها». ومن هنا، رأى الملك خالد أن الجميع «مدعوون للرجوع إلى عقيدتنا السمحة، لالتهام مبادئها التي تأبى التفرقة العنصرية، ولا ترضى بالتعصب الديني».

ومن المباحث الأخرى، التي ضمها الكتاب، مبحث «التربية في فكر الملك خالد». وفيه يطرح المؤلف بدر بن أحمد كريم مفهوم الملك خالد للتربية، وضرورة أن يتطور إلى تربية مستدامة، لتشكل عملية مترابطة، لكل مستويات النشاط الاجتماعي، والتربوي، والثقافي، بالإضافة إلى ضرورة استناده إلى منهاج تكاملي، يقوم على العدالة في التوزيع، ويعتمد المشاركة. إن من يقرأ خطب الملك خالد وكلماته في مجال التربية، كما يضيف المؤلف، يستنتج أنها «عملية تحول اجتماعي وثقافي، في مجتمع سعودي ذي ثقافة خاصة موحدة، توضع لها السياسات العامة، وتطبق في المجالات التربوية، والاجتماعية، والسياسية، والتعليمية». ولم يفهم الملك خالد التربية على أنها «إرعاب أو تخويف، أو سيطرة، أو إقصاء، لكنه رأى أنها حق من حقوق الإنسان، وشرط من شروط الانتماء الوطني».

وارتباطا مع ذلك، بحث المؤلف بدر بن أحمد كريم في موضوع بناء المملكة في فكر الملك خالد، الذي اعتمد في عهده على مجموعة من الأسس والمعايير، فتم اعتماد منهج الإدارة المتكاملة للموارد المالية، والاستفادة منها لبناء المملكة ومواطنها، وزاد إسهام القطاع الخاص في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. فقد أيقن الملك خالد، كما يضيف المؤلف، أن نجاح الدولة يكمن في توفير المناخ الملائم لزيادة الإنتاج، والاستثمار، والتوظيف، فعمل على زيادة المرافق الصحية، والتعليمية، والإسكانية، ووسع نطاق الحماية الاجتماعية، ووفر الأراضي للمستثمرين.

أما في مبحث «التعليم في فكر الملك خالد»، فتطرق المؤلف إلى تطور النهضة التعليمية التي شهدتها المملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد. وتجسد هذا التطور في تحقيق إنجازات مهمة منها: إنشاء وزارة التعليم العالي، والإشراف على الجامعات، والتخطيط للتعليم، وإرسال البعثات التعليمية للخارج، وإنشاء جامعة الملك فيصل، وإنشاء المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وإنشاء جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وغير ذلك. وتطرق الكاتب في مبحث «التنمية في فكر الملك خالد» إلى المراحل التي مرت بها عملية التنمية في المملكة العربية السعودية. وشهدت السنوات السبع من حكم الملك خالد تنفيذ خطة التنمية الثانية، وبداية خطة التنمية الثالثة. وقد استخدمت هذه الخطة «المنهج العقلاني والمتواصل لمؤسسات الإنتاجية، فضلا عن الإنسان السعودي، الذي استخدم تقنيات العمل المكثف، وأسس محورا أساسيا في استراتيجيات التنمية السعودية»، كما يضيف المؤلف.

ومن المباحث الأخرى التي ضمها الكتاب «الشباب في فكر الملك خالد» و«العروبة والإسلام في فكر الملك خالد» و«الأسرة في فكر الملك خالد»، و«العقيدة في فكر الملك خالد»، و«القرآن الكريم في فكر الملك خالد».