ـ إلى حورية وهمية تغني على ضفاف البحر الأحمر الحقيقي ـ
* .. وعندما طَلعتِ يا نسيمْ
* في عالمي المملوء بالخريفِ والشواظِ.. والحَميمْ
* عاد شبابي فجأةً
* عاد إليَّ لحظةً..
* وفرّ مذعوراً.. كما
* يختبئ الطفُل اليتيمْ
* أوّاهِ.. يا نسيمْ
* هل تَعرفين ما يعاني المرءُ في السِتينْ؟
* هل تعرفين كيف ترجفُ الدمَاء في العروق؟
* وكيف يصبح الشروقْ
* كطعنة السِكين؟
* هل تعرفين غُربة الشاعر في الكهولةْ؟
* وحرقة القصائد العجفاءْ؟
* أتعرفين معنى أن تمرَ امرأة جميلةْ
* ونظرة كحيلةْ
* وبسمة أحلى من الطفولةْ
* فلا تثير عنده
* سوى الخَوْاء؟
* هل تعرفين معنى أن يخافَ شاعر
* من النساء؟
* وانت يا نسيمْ
* بوجهك الوسيمْ
* وصوتك الرخيمْ
* وقدّك المصنوع من كلّ اشتهاءْ
* ما تفعلين ها هنا؟
* من جاء بالنعيم في مجاهل الجَحيمْ؟
* وانت يا نسيمُ في العشرينْ
* لا تغضبي!
* لا تغضبي!
* أضيفُ عامين إذا أردتِ..
* لا تزالين على أذرعةِ العشرينْ
* ما تفعل العشرون بالستينِ..
* والستونَ بالعشرينْ؟
* لا شيء يا نسيمْ
* يوجع مثل ان تقول امرأةٌ
* لشاعر:
* «أحب شِعركَ الجميلْ»!
* وفِكُرها..
* يحوم حول رجل سواهْ
* تعشقهُ.. تهواه
* تنشدهُ قصائد الحنينْ
* من نَظْمِ هذا الشاعرِ المسكينْ
* لا تنكأي الجراح.. يا نسيمْ
* لا توقظي الرميمْ
* لا تُطْمِعي
* أهل الجحيم في النعيمْ
* القمرُ الفضيُّ يملأ السماءْ
* والبحُر يحضنُ المساءْ
* وصوتك الرخيمْ
* يستنزل البدر من النجومْ
* ويرفع البحر إلى الغُيوم
* غنّي! فداك هذا الكوكبُ المجنونْ!
* غنّي! فدِاك هذا العالم المحزونْ!
* نسيُم يا مُعجَبةً..
* تهيم بالقصيدْ
* أنا هنا..
* اسمعُ من بعيدْ
* أبكي على شبابي النبيل!
* أبكي على زماني الجميل!
* لندن ـ اكتوبر/2001