نسيم

غازي القصيبي

TT

ـ إلى حورية وهمية تغني على ضفاف البحر الأحمر الحقيقي ـ

* .. وعندما طَلعتِ يا نسيمْ

* في عالمي المملوء بالخريفِ والشواظِ.. والحَميمْ

* عاد شبابي فجأةً

* عاد إليَّ لحظةً..

* وفرّ مذعوراً.. كما

* يختبئ الطفُل اليتيمْ

* أوّاهِ.. يا نسيمْ

* هل تَعرفين ما يعاني المرءُ في السِتينْ؟

* هل تعرفين كيف ترجفُ الدمَاء في العروق؟

* وكيف يصبح الشروقْ

* كطعنة السِكين؟

* هل تعرفين غُربة الشاعر في الكهولةْ؟

* وحرقة القصائد العجفاءْ؟

* أتعرفين معنى أن تمرَ امرأة جميلةْ

* ونظرة كحيلةْ

* وبسمة أحلى من الطفولةْ

* فلا تثير عنده

* سوى الخَوْاء؟

* هل تعرفين معنى أن يخافَ شاعر

* من النساء؟

* وانت يا نسيمْ

* بوجهك الوسيمْ

* وصوتك الرخيمْ

* وقدّك المصنوع من كلّ اشتهاءْ

* ما تفعلين ها هنا؟

* من جاء بالنعيم في مجاهل الجَحيمْ؟

* وانت يا نسيمُ في العشرينْ

* لا تغضبي!

* لا تغضبي!

* أضيفُ عامين إذا أردتِ..

* لا تزالين على أذرعةِ العشرينْ

* ما تفعل العشرون بالستينِ..

* والستونَ بالعشرينْ؟

* لا شيء يا نسيمْ

* يوجع مثل ان تقول امرأةٌ

* لشاعر:

* «أحب شِعركَ الجميلْ»!

* وفِكُرها..

* يحوم حول رجل سواهْ

* تعشقهُ.. تهواه

* تنشدهُ قصائد الحنينْ

* من نَظْمِ هذا الشاعرِ المسكينْ

* لا تنكأي الجراح.. يا نسيمْ

* لا توقظي الرميمْ

* لا تُطْمِعي

* أهل الجحيم في النعيمْ

* القمرُ الفضيُّ يملأ السماءْ

* والبحُر يحضنُ المساءْ

* وصوتك الرخيمْ

* يستنزل البدر من النجومْ

* ويرفع البحر إلى الغُيوم

* غنّي! فداك هذا الكوكبُ المجنونْ!

* غنّي! فدِاك هذا العالم المحزونْ!

* نسيُم يا مُعجَبةً..

* تهيم بالقصيدْ

* أنا هنا..

* اسمعُ من بعيدْ

* أبكي على شبابي النبيل!

* أبكي على زماني الجميل!

* لندن ـ اكتوبر/2001