عودة فيليب سولير.. وهمنغواي يثير فضيحة في فرنسا

الدخول الأدبي الفرنسي لشتاء 2011

إرنست همنغواي
TT

بعد الدخول الأدبي لخريف 2010 الحافل بكتبه التي قاربت الـ700، وبنجمه ميشال ويلبيك، الذي عادت إليه جائزة غونكور، منقادة، بعد أن أفلتت منه في السابق، ها هو الدخول الأدبي لشتاء 2011، بغلاله التي تقارب الـ491 عنوانا، والتي تركت حصصا كبيرة، لمن لا تستهويه جوائز الخريف الكبرى أو لمن يتصور لنفسه حظوظا أوفر في واجهات ورفوف المكتبات، وفي الصفحات الثقافية للصحف والمجلات، وفي البرامج التلفزيونية الثقافية. ومن بين هؤلاء الكتاب الذين انتظروا فترة الشتاء لنشر نصوصهم في الخريف نجد كريستين أنجوت، التي تنشر كعادتها فصولا من حياتها المعيشة، كما فعلت في السابق، وألكسندر غاردين، الذي يصفي حسابه مع جده «العميل» للاحتلال النازي، وأيضا فيليب سولير في روايته «Tresor d amour»، وهي استعادة متخيلة لفترة شبه مجهولة من حياة الروائي الفرنسي الكبير ستندال (عاشق النساء والموسيقى والفن، كما سولير)، بكل ما تحمله نصوص سولير كالعادة، من احتفال بالفن وبإيطاليا (وبمدينة البندقية، بشكل خاص، التي ترد في كل كتبه، إلى درجة الهوس: «اللانهائي في اللحظة!»). وكثيرا ما تتسبب نصوص سولير في إثارة الجدل، إن بسبب مواضيعها أو بسبب الثقل الذي يمثله في الساحة الثقافية الباريسية. كما يحضر في هذا الدخول جان ماري روارد وأندريه ماكين، وأيضا ماثيو لندن، الذي يطالعنا بكتاب يستعيد فيه حياة الفيلسوف ميشال فوكو وصداقته مع والده، مؤسس دار النشر الفرنسية «مينوي». ولا تقتصر النصوص على الرواية، بالتأكيد، بل تتعداها إلى أجناس كتابية أخرى، كما أن القسم الأجنبي حاضر بقوة، وخصوصا الجانب الأنجلو - ساكسوني، وهكذا يصدر الجزء الخامس من الأعمال الكاملة للقاص الأميركي، ريموند كارفر، وهو حدث في حد ذاته، باعتبار ريموند كارفر أثّر في الكثير من الكتاب الفرنسيين وغيرهم. كما أنه ظهرت ترجمة جديدة لـ«جاتسبي العظيم» رائعة ف. سكوت فيتزجيرالد. وكثيرا ما تظهر في الساحة الفرنسية ترجمات كثيرة للكتب، وهو ما يعتبر علامة صحية.

كما أن هذا الدخول الأدبي حمل نصيبه من الفضائح، فقد كشفت مجلة «ليكسبرس» سطوا هائلا من النجم التلفزيوني الفرنسي، باتريك بوافر دارفور على بيوغرافيا سابقة للروائي الأميركي، إرنست همنغواي، في بيوغرافيا جديدة عن الكاتب الأميركي تصدر قريبا. وقد أجلت دار «فلاماريون» إصدار الكتاب، حتى نهاية الشهر، لتدارك الفضيحة (البلاجيا)، وللإيعاز لكتاب الظل بإنهاء العمل، الذي سيحمل توقيع هذا النجم الفرنسي، الذي يعرف باسم PPDA، ويباع بـ«19.90 يورو»، ويضمن التسويق والرواج، الذي ينتظر مثل هذه الكتب التي تحمل هذه التواقيع.

الجدير بالذكر أن دارفور، ليس في أول فضائحه، فقد اختلق حوارا سياسيا مع الزعيم الكوبي كاسترو، من دون أن يلتقي به، كما أن بعض من عمل معه في قسم الأخبار بالقناة الأولى، اعترف بأنه غالبا ما كان يصل في وقت متأخر إلى التلفزيون، وهو ما يدحض حقيقة إعداده للنشرة بنفسه.

الفضائح، هنا، جزء من المشهد الثقافي، وتساعد على الترويج.