الروائي الكويتي طالب الرفاعي: الكتابة عن المسكوت عنه مادة الإبداع الحقيقي

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الهمّ الاجتماعي هو التيمة الأكثر تناولا في الأعمال الروائية الكويتية

الروائي الكويتي طالب الرفاعي («الشرق الاوسط»)
TT

يرى الروائي الكويتي طالب الرفاعي أن الواقع الاجتماعي في الكويت، وعلاقة المرأة بالرجل، إضافة إلى الانشغال بحقوق العمالة الوافدة هناك، تشكل أهم منطلقات أعماله الروائية.

وعلى الرغم من استخدامه لاسمه الصريح وتفاصيل من سيرته الذاتية في روايات كتبها مثل «الثوب»، و«سمر كلمات»، و«ظل الشمس»، متبعا أسلوب «التخييل الذاتي»، فإن الرفاعي يرى عدم جواز محاكمة أي كاتب بناء على أفكار ومواقف شخصيات عمله الروائي، معتبرا أن في ذلك خلطا كبيرا بين واقع الحياة وواقع الفن.

ويشير الرفاعي في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن الروائي في لحظة بوحه يفضح ويكشف عوالم وبواطن مجتمع بأكمله. في ما يلي نص الحوار:

* كيف تنظر إلى واقع الرواية والقصة في الكويت من حيث الكم والكيف؟

- واقع الرواية في الكويت مشابه لواقع الرواية في أي قطر عربي، فهناك أسماء روائية لها حضورها الكبير في ساحة الرواية العربية، كالروائي إسماعيل فهد إسماعيل، والروائية ليلى العثمان، ووليد الرجيب، وفوزية الشويش، وحمد الحمد. وهناك أسماء شابة أثبتت موهبة روائية جيدة وواعدة، كالروائية ميس العثمان، وبثينة العيسى، وهناك أسماء أكثر شبابا في مرحلة التجريب والبحث عن فرصة لإثبات الذات كالروائي سعود السنعوسي وسارة الراشد وخالد النصر الله.

بينما هناك أسماء كان لها حضورها المعروف كقصاصين أمثال الدكتور سليمان الشطي، والقاص سليمان الخليفي، وتحولت هذه الأسماء إلى جنس الرواية، ولكل منهم رواية واحدة.

وجدير بالقول هنا أن الهمّ الاجتماعي هو التيمة الأكثر تناولا في الأعمال الروائية الكويتية، وأن الشكل يتراوح بين الرواية التقليدية بحضور وهيمنة الراوي العليم، ورواية أخرى أكثر حداثة بتنوع أصوات أبطالها، واعتمادها على الحوار/ الديالوج والمنولوج الداخلي، وتنقلها بين زمن القص ومختلف أزمان الرواية.

* وماذا بشأن القصة؟

- على مستوى القصة القصيرة، كان واضحا على الساحة الكويتية كما هو في الساحة العربية انصراف فئات كبيرة من جمهور القراء حول العالم عنها، واتجاههم إلى الرواية. فخلال عقد السبعينات والثمانينات كانت هناك موجة كبيرة من الأسماء التي اشتغلت بالهم القصصي، أمثال سليمان الشطي وسليمان الخليفي وليلى العثمان ووليد الرجيب وفاطمة يوسف العلي وليلى محمد صالح ومنى الشافعي وحمد الحمد وثريا البقصمي، ولكن معظم هؤلاء اختار الانحياز إلى عالم الرواية.

ومع ذلك توجد أسماء موهوبة ومبدعة في القصة القصيرة أمثال باسمة العنزي وسعداء الدعاس، ومجموعة أخرى من الأسماء الشابة التي تحاول جاهدة العثور على صوتها الخاص في ساحة هذا الفن الصعب.

* لكل كاتب عالم يستمد منه شخوصه ولغته ويتبادل معه انفعالاته، ما أبرز عناصر وأدوات كتاباتك؟

- الواقع والصراع الاجتماعي في الكويت، وعلاقة المرأة بالرجل، هذا هو المنطلق الأهم لأعمالي، إضافة إلى انشغالي بالهم الإنساني المتمثل في وجود وحياة وحقوق العمالة العربية والأجنبية الوافدة في الكويت.

ولقد كان واضحا منذ روايتي الأولى «ظل الشمس» الصادرة عام 1998، اعتمادي على التوثيق عبر السيرة الذاتية الحقيقية لي وللمكان، وبالتالي اشتغالي برواية «التخييل الذاتي»، ولقد تجلى ذلك في روايتين لاحقتين هما: «سمر كلمات»، و«الثوب». ويشغل الحوار/ الديالوج حيزا كبيرا من مساحة أعمالي الروائية، وذلك يأتي على حساب الوصف، ومردّ ذلك قناعتي بالإيقاع الراكض للحظة الزمنية الراهنة، الذي يجعل من الإسهاب والإغراق في الوصف سياقا خارج اهتمامي، كما أنني أبتعد عن صيغة السرد بلسان وعين ومشاعر الراوي العليم، مستخدما ضمير المتكلم، ومتنقلا بين عوالم أبطال العمل، مع اهتمامي الكبير والدائم بعنصر الزمن، وعلاقة زمن القصة بأزمان التذكر. أما المكان فإن طرق ومناطق وأحياء الكويت هي أحد العناصر الرئيسية في أعمالي الروائية.

* نشرت حديثا بمجموعة قصصية جديدة عنوانها «سرقات صغيرة»، مع أنك انتقلت من مرحلة كتابة القصة القصيرة التي بدأت بها مشوارك الإبداعي في منتصف السبعينات إلى الرواية، ما السرّ في ذلك؟

- أنا عاشق مولع بفن القصة القصيرة الساحر، الذي أعدّه أحد أجمل وأصعب الأجناس الإبداعية، ولدي شعور بأنني أنتمي إلى عالم القصة قدر انتمائي إلى عالم الرواية. وأجدني ضعيفا جدا لحظة تنبثق في ذهني فكرة قصة قصيرة جديدة تومئ لي، فأسير خلفها، أتابع خطوها وأعيش كتابتها لحظة بلحظة ومشهدا بمشهد، ودائما يعقب ذلك متعة خاصة قلّما أستشعرها أثناء كتابة الرواية.

بدأت الكتابة القصصية قبل ما يزيد على ثلاثين سنة. وقتها، كنتُ على علاقة بالقراءة والكتابة ووعي يختلف عما عليه أنا الآن.

والعالم المادي يتغير في كل لحظة، وفرق شاسع بين عالم أمس وعالم القرية الكونية وثورة المعلومات الراهن. لذا أكتب القصة القصيرة اليوم بصيغة وشكل ووعي وفهم مختلف، وبما يتناسب ونبض اللحظة الإنسانية الحاضرة.

* كثيرا ما تتقاطع في كتاباتك عناصر اجتماعية وثقافية وسياسية تحكي عن تفاعلات واقع المجتمع الكويتي، إلى أي مدى استطعت دمج هذه العناصر في أعمالك؟

- الكتابة بالنسبة لي واقع فني مجاور لواقع الحياة، لكنه واقع زاه، واقع مغامر، واقع يستطيع التجاوز والقفز فوق قوانين الحياة القاسية. وهذا ما يجعل الإنسان يتعلق به. فالفن يقدم للإنسان عزاء وملاذا يعجز أو يجبن أو يترفع الواقع الحياتي المعيشي من تقديمه له. وأنا في كل ما كتبت كنت أنطلق من قناعة واضحة بوظيفة الفن الاجتماعية، وصلته بوعي وذائقة القارئ، وقدرته على أن يكون ذاكرة أي مجتمع.

لقد حاولت، ما أمكنني، محاكاة اللحظة الواقعية الاجتماعية فنيا، على أمل تجاوزها إلى حياة فنية متخيلة، تكون أكثر حرية وديمقراطية وحبا وسلاما وعدلا وانفتاحا على الآخر. وكنت في كل ما أكتب مخلصا لقناعتي بقضايا وحقوق الإنسان العادلة، مؤمنا بأن ثمة مشتركا إنسانيا باقيا بين بني البشر، أيا كانت الفروقات المادية والجغرافية والدينية بينهم.

* كثيرا ما تذكر اسمك الحقيقي في تفاصيل بعض رواياتك مثل «الثوب» الصادرة عام 2009، و«سمر كلمات» الصادرة عام 2006، و«ظل الشمس» الصادرة عام 1998، وإن اختفى اسمك الصريح في رواية «رائحة البحر» الصادرة عام 2002، الحائزة على جائزة الدولة، فهل تمارس كتابة سيرتك الذاتية من خلال مراحل روائية مختلفة؟

- أنا مهندس مدني، تخرجت من كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت عام 1982، ولقد بدأت الكتابة الروائية برواية «ظل الشمس»، وفيها تعرضت لتوثيق جزء من سيرتي الذاتية باسمي الصريح، عبر تجربة عملي كمهندس إنشائي في مواقع العمل، مستحضرا الواقع القاسي والمؤلم لحياة العمالة الوافدة العربية والأجنبية.

وفي رواية «سمر كلمات» كنت موجودا من خلال علاقتي بأحد أبطال الرواية، وأخيرا في رواية «الثوب» كنت موجودا بجزء من سيرتي الذاتية مع أفراد أسرتي وبعض أصدقائي، وبالنسبة لي فإن حضوري بسيرتي الذاتية في الروايات الثلاث يأتي من باب رواية «التخييل الذاتي». أضع بين يدي القارئ جزءا من سيرتي الذاتية الحقيقي، كنوع من التوثيق، مرتبطا بوضعي الوظيفي وانتمائي الاجتماعي، وهذا يأتي متداخلا بحكاية الرواية، رواية أقرب ما تكون إلى رواية «التخييل الذاتي»، ولكن مع وضع اعتبارات أسرية واجتماعية، تفرض علي قدرا من البوح لا يمكنني تجاوزه.

* تعجّ رواية «الثوب» بتفاصيل تفاعلاتك مع أفراد عائلتك وبعلاقاتك بأصدقائك وبيئة عملك، حيث يتقاطع جزء من سيرتك الذاتية مع جزء آخر من الرواية، هل تتقبل أن تحاكم على مواقفك السياسية والاجتماعية من خلال الرواية باعتبار أنها تعبّر عن آرائك الشخصية الحقيقية؟

- لا يجب أن تكون الرواية منشورا سياسيا، لذا لا أظن أن «الثوب» تخوض أو تقول مواقفي السياسية، بقدر ما تظهر جزءا من سيرة حياتي وأسرتي ككاتب بانتمائي ووضعي الاجتماعي. وهذا يأتي متداخلا ومندمجا بحكاية الرواية من جهة، وبارتباطي بأصدقائي كالروائي إسماعيل فهد إسماعيل والكاتب المحامي محمد مساعد الصالح من جهة ثانية.

«الثوب» تطرح علاقة الكاتب بإغراءات المادة في المجتمعات الاستهلاكية، في وقت صار تسليع الثقافة أمرا مطروحا، وتضع على المشرحة توزع الكاتب الروائي، حيثما كان، بين قناعاته الإبداعية من جهة ومتطلبات حياته الأسرية والاجتماعية من جهة ثانية. وأنا مقتنع ببطلان وعدم جواز محاكمة أي كاتب بناء على أفكار ومواقف شخصيات عمله الروائي، وأن في ذلك خلطا كبيرا وظالما بين واقع الحياة وواقع الفن.

* في رواية «الثوب»، هل تعني أن المؤلف يمكن أن يصنع عملا أدبيا باسم الغير بمقابل مادي؟ وإلى أي حد لامست مثل هذا السلوك في مجتمع الأثرياء والأدباء الخليجي والكويتي تحديدا؟ وما أثر ذلك على المنجز الأدبي العربي وقيمته مستقبلا؟

- بداية، أنا في أعمال قصصية وروائية كثيرة حاولت جاهدا كسر ودحض مقولة مجتمع الأثرياء، فهناك، في طول وعرض العالم العربي، من يعتقد بأن كل شعوب الخليج العربي تعيش بحبوحة من العيش، وهي مرفهة وسعيدة، وهذه فكرة خاطئة مائة في المائة. فالمجتمعات الخليجية مثلها مثل أي مجمعات أخرى، تعيش وقع حياتها العادي والمعقد والصعب. صحيح أن هناك فئة أو فئات تعيش حياة مرفهة، لكن يوجد إلى جانبها وعلى مقربة منها فئات كثيرة تجاهد لكي تعيش يومها بكرامة واستقرار. ولأن مقارنة خادعة وبليدة تنعقد بين وضع الشخص المالي ومكانته وحضوره الاجتماعي، فإن سباقا استهلاكيا محموما يفرض وجوده بين عموم فئات الشعوب الخليجية، مما يجعلها تعيش في مظهر خارجي مفارق، في أحيان كثيرة، لحقيقة واقعها المادي والاجتماعي.

أما على مستوى تعرض الروائي أو الأديب لإغراءات مالية مقابل تسخير قلمه لكتابة ما، فأظن أن هذا أمر عادي ومعروف في كل العصور وفي كل المجتمعات. وهل شِعر المتنبي العظيم إلا سعي وراء جاه ومال؟ وهل كتب التاريخ شيئا سوى كتابة من منظور شخصي، مدونة بأقلام مؤرخين وكتبة؟ لذا أن يكون في المجتمع الخليجي أو أي مجتمع آخر من يحاول شراء قلم لكتابة سيرته الذاتية، فهذا أمر عادي وفي صلب شأن الحياة، وهذا هو مأزق الكاتب المبدع، وهذا هو أحد مآزق الحياة في تسخير الإنسان مجبرا للقيام بعمل لا يؤمن به.

* تتبع رواية «التخييل الذاتي» التي اقترح مصطلحها الروائي والناقد الفرنسي دوبروفسكي عام 1977، فإلى أي مدى يمكن إشاعة مثل هذا الأدب بيننا في المنطقة العربية؟ ألا ترى في ذلك تقاطعات مع المجتمع العربي المحافظ، أم أننا في عصر انفتاحي لا غنى عن التفاعل معه؟

- كما هو معلوم فإن أكثر المجتمعات انفتاحا وتحررا في العالم، وفي مختلف مراحل التاريخ، كانت تخشى الكشف الفاضح، وتهاب البوح الحقيقي العاري، وتتخوف من قول الحقيقية دون رتوش، والسبب في ذلك يكمن في أن الكاتب أو الروائي في لحظة بوحه عن تفاصيل حياته إنما يشمل بذلك دائرة صلاته الأقرب، ويلقي بظلال على دائرة الوضع الاجتماعي في بلده، وفي ذلك فضح وإدانة لسلوكيات وبواطن وعوالم مجتمع بأكمله، وهذا مخرز ينغرس في عين فئات كثيرة في أي مجتمع. لذا فإن كتابة سيرة ذاتية صادمة بدرجة جراءتها وصدقها، على غرار كتابات جان جينه أو مشيما وحتى هنري ميلر، هذا شأن صعب ونادر في أي مجتمع من المجتمعات، حتى في عصرنا الراهن، عصر ثورة المعلومات والاتصال، وعصر المدونات.

بدأت الكتابة الروائية، وكنت موجودا باسمي الصريح في رواية «ظل الشمس» عام 1998، وكنت مندفعا بهاجس التوثيق لجزء من سيرتي الذاتية وانعكاس ذلك على الوضع الاجتماعي. لكنني حين تعمقت أكثر في هذا الاتجاه، حتى وصلت رواية «الثوب» 2009، فإنني بقيت محاذرا وحذرا من التعريج على خصوصيات تفاصيل تمس أفراد أسرتي وبعض أصدقائي، وكنت صادقا في نقل واقعي الاجتماعي والعملي. ولقد لاقى ذلك صدى وقبولا واسعا لدى شرائح من القراء، وصدى وقبولا أكبر لدى مجموعة من الشباب الذين يرون في الأدب، والرواية تحديدا، متنفسا لمكبوتهم الشخصي. وهذا في مجمله يشجعني على المضي قدما في دروب وعرة، ولكن قوانين الحياة تقول بأن المتع الأجمل لا تأتي إلا بدفع فاتورتها الباهظة.

* في حين ما زالت ثقافة المسكوت عنه تسود المجتمعات المحافظة، فإن كتّاب وكاتبات برزوا في منطقة الخليج بمنتج أدبي مثير من حيث المضمون. ما تقييمك لمثل هذا المنهج في حياة الأدب الخليجي وآثاره وأبعاده؟

- الأدب، والرواية تحديدا، سيرة توثق بشكل إبداعي ساحر لحراك أي مجتمع، وهي سيرة باقية. نجيب محفوظ خلّد القاهرة في «ثلاثيته»، وعبد الرحمن منيف في «مدنه المالحة»، وحنا مينا في «مصابيحه الزرق»، وإميل حبيبي في «متشائله»، وفؤاد التكرلي في «رجعه البعيد» وإسماعيل فهد إسماعيل في «إحداثيات زمن عزلته»، والطاهر وطار في «زمنه الحراشي»، وغالب هلسا والطيب صالح وإبراهيم الكوني ونبيل سليمان وعالية ممدوح وهدى ونجوى بركات وسلوى بكر وليلى العثمان وإبراهيم نصر الله وتركي الحمد وعبده خال، وغيرهم كثير. كل هؤلاء كتبوا عن المسكوت عنه، في مجتمعات تربت وتواطأت على ثقافة المسكوت عنه، وكل إبداعهم سيبقى وسيكون دالا على فترات اجتماعية بعينها، لذا فإن الكتابة عن المسكوت عنه، سواء في منطقة الخليج، أو أي منطقة أخرى في العالم، كانت على الدوام هي مادة الكتابة الإبداعية الحقيقية، التي تفتح عين الإنسان على رؤية ما يهاب النظر إليه، وبالتالي تأخذه إلى مغامرة دونما مخاطرة.

* كنت عام 2009 رئيسا للجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية العربية، فكيف تقيّم هذه التجربة؟

- أجمل ما في هذه التجربة هو كونها أتاحت لي وزملائي في لجنة التحكيم فرصة قراءة المشهد الروائي العربي في ذلك العام، من خلال الأعمال المشاركة، التي قاربت 115 عملا. ولكن في جانب آخر منها كشفت وعرت لي أمورا لم تكن تخطر لي على بال، وهي في القلب من المشهد النقدي والثقافي العربي. وفي كلتا الحالتين كنت كاسبا، فقراءة روايات عربية متنوعة مكسب، والتعرف على حقيقة البعض مكسب مهم لا يقل عنه.

* تحتل المرأة مكانة ومكانا بارزين في جميع كتابات طالب الرفاعي القصصية والروائية، فما السبب وراء ذلك؟

- أكثر من سبب يكمن وراء ذلك، فعلاقتي بوالدتي شكّلت الكثير من قناعاتي بالحياة، وطبعت سلوكي وتعاملي مع المرأة بطابع من المحبة والإخلاص والوصل والاحترام، كما أنني على قناعة بمقدار الظلم والحيف الكبيرين اللذين يقعان على المرأة، ويصاحبانها في مراحل حياتها، فهي في معظم الأحيان مستهدفة لكونها أنثى. ويتضح ذلك من خلال القوانين المعمول بها في أغلب الدول العربية، والتي تُغلّب مصلحة الرجل على حساب حقوق المرأة.

* معروف عنك ولعك بالفن التشكيلي واللوحة التشكيلية تحديدا، فأي علاقة بين الرواية والقصة واللوحة التشكيلية؟

- المقولة المعروفة: «الموسيقى غذاء الروح»، تضاهي بالنسبة لي: اللوحة التشكيلية غذاء البصر والروح الأجمل. اللوحة المبدعة، المتجاوزة لجمود لحظة الحياة، قادرة على مخاطبة اللحظة الإنسانية المتجددة، وقادرة من جهة أخرى على كشف جمالها وبؤسها وقسوتها، وربما سقوطها.

الفنون الإبداعية متصلة في ما بينها، ولا غنى للكاتب الروائي عن القصيدة والمسرحية والأغنية والفيلم والصورة وبالتأكيد اللوحة التشكيلية. كما أن علاقة وطيدة تربطني بأصدقاء كثر من ساحة الفن التشكيلي العربي، وكم أعتز بصداقاتهم الجميلة، وتقودني لوحاتهم في أحيان كثيرة إلى أفكار أضمنها رواياتي وقصصي. وأكثر ما يسعدني في أي سفرة أن أعود إلى بيتي حاملا لوحة جديدة، أضيفها إلى كثير من اللوحات التي تزين قلبي وبيتي.

* طالب الرفاعي: سيرة ذاتية

- مواليد: 10 مايو 1958.

- حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة الكويت، كلية الهندسة والبترول 1981 - 1982.

- بدأ بالكتابة الأدبية أثناء الدراسة الجامعية في منتصف السبعينات.

* صدر له:

- «أبو عجاج طال عمرك» - دار الآداب - بيروت 1992.

- «أغمض روحي عليك» - دار الآداب - بيروت، 1995.

- «مرآة الغبش» - دار المدى - دمشق، 1997.

- «ظل الشمس» - دار شرقيات - القاهرة، 1998.

- «حكايا رملية» - دار المدى - دمشق 1999.

- دراسة: «البصير والتنوير» - دار قرطاس - الكويت، 2000.

- مسرحية: «عرس النار» - دار المدى - دمشق، 2001.

- «رائحة البحر» - دار المدى - دمشق، 2002، وحازت على جائزة الدولة في الآداب.

- دراسة: «المسرح في الكويت.. رؤية تاريخية» - الكويت، 2002.

- رواية: «الثوب».