«آراء في الحداثة والصحوة وفي الليبرالية واليسار» لعلي العميم

ياض: «الشرق الأوسط»

TT

صدر عن دار «جداول» ببيروت كتاب جديد بعنوان «شيء من النقد شيء من التاريخ: آراء في الحداثة والصحوة وفي الليبرالية واليسار) للصحافي والباحث علي العميم.

ويقع الكتاب في (700) صفحة وهو مقسم إلى ثمانية فصول.

في تصديره للكتاب، يقول الناشر: «إن الصحافي علي العميم عايش طفرات حركات ثلاث في السعودية، هي: حركة الحداثة، وحركة الصحوة، والحركة الليبرالية الحالية. وفي كتابه هذا يقدم شذرات من تاريخ حركتي الحداثة والصحوة وإشارات عن ماضي الليبرالية، الواهن والضعيف، الملبس والغامض، إلى العقد ما قبل الأخير من القرن الماضي».

وفي خضم هذا السعي، يقدم في كتابه هذا لمحات من تاريخ السعودية الثقافي والآيديولوجي، وومضات من تاريخ الصحوة والحداثة والليبرالية محليا وإقليميا، واليسار في بعده العربي. وهذا هو موضوع الكتاب الرئيسي الذي ضم أيضا مواضيع مختلفة، تقرب من هذا الموضوع وتبعد عنه قليلا.

وقد تناول مواضيعه في مواطن كثيرة بشيء من الصرامة والحزم، إلى حد القسوة والعنف، وفي مواطن قليلة بشيء من الرفق واللين، إلى حد الوداعة والتساهل، معالجا إياها بأساليب تتراوح ما بين البحث والتدقيق والنبش والسجال والمطارحة والتهكم والسخرية.

مما يشد الانتباه إلى أن المؤلف راجع أكثر من فكرة كان يؤمن بها. وبما أن المؤلف معني بالتحولات في دراسة خصصها لهذه القضية وفي أكثر من مقالة، يطرح تساؤل هنا: هل تراجعه ومراجعته تنم عن تحول أم تطور في أفكاره؟

في الفصل الأول، الذي حمل اسم «سيرة مضادة» يستعرض العميم سيرة عبد الله النفيسي: الرجل، الفكرة، التقلبات: سيرة غير تبجيلية. أما في الفصل الثاني، المسمى «مفاهيم»، فيستعرض العميم مفاهيم مثل: الإسلام السياسي، لماذا جماعة وليس حزبا؟ فتش عن الغرب، الأدب الإسلامي، ويل للسعودية حينما يكتب رجال الحسبة تاريخها.

وفي الفصل الثالث، المعنون بـ«صحوة وإخوان وسلفيون»، مجموعة من العناوين من قبيل: أوراق أسقطها «الإخوان» من تاريخ سيد قطب، مشايخنا ومشايخ الصحوة.. نظرات في الإسلام السعودي الحركي، كتب بذيئة وسجال سلفي سفيه، كل الطرق التكنولوجية تؤدي بالإسلاميين إلى روما التطرف، من المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر (أيلول)؟ رواية بعض ما جرى، عن تأخون السعوديين وتسلف المصريين، دعاة أم مؤرخون؟ القرضاوي وعقدة النضال السياسي، ما الذي تغير في كشك الخليج؟ ماركس العرب ولينين، مالك بن نبي أو فانون المؤسلم، أقسمت أن أروي، منع لعلة مودودية، كتب «الإخوان» ممنوعة في السعودية! الإخوان المسلمون وشبهة التحليل! فشل في الوصول إلى السلطة ونجاح في التربية، دعاة وحكواتية، استكتاب هتلر في مجلة سعودية! ناصر القصبي.. إذا جاء التكفير من غير أهله.

أما الفصل الرابع، فحمل اسم «حداثة وليبرالية»، وتناول فيه جملة من المقالات من بينها: حسين بافقيه وحداثة الوعظ، هل جنى عوض القرني على سعيد الغامدي؟ جاذبية الليبرالية، الليبراليون السعوديون وقناصة الصحوة، أحمد الشيباني والمثقفون السعوديون، عن الحداثة والليبرالية والحركة العرائضية، العلمانية في السعودية ومفارقاتها، تفتيش بوليسي، قصتي مع الثورة، منمنمات سعودية، عنصرية العربي إزاء عربي آخر.

وحمل الفصل الخامس عنوان «سياسة»، وفيه جملة من الأبحاث من بينها: الدولة تتقدم على الدعوة.. هكذا فكر الملك عبد العزيز، بيان الكمونة! بيان مناضلي الضفة الشرقية للبحر الأحمر! شكليات ليبرالية في مضامين أصولية، لماذا كان الملك فيصل معاديا للشيوعية؟

أما الفصل السادس، وعنوانه «ثقافة»، فتضمن: صادق جلال العظم وبدرية البشر وذهنية التحريم، إحسان عباس.. ذكريات وتعقيبات واستدراكات، هل أهمل عبد الرحمن بدوي لعلة آيديولوجية أم لعلة في شخصه؟ سحر أدونيس، «سفود» الرافعي والقول ما قال شاكر! المنقذ من الحداثة.. سيرة شبه ذاتية، لماذا نجح السعوديون إعلاميا وأخفقوا ثقافيا؟ هل السعوديون فاشيون؟ ما الفرق بين المؤرخ التقليدي والمؤرخ الأكاديمي في السعودية؟ في نقد المثقف السعودي، إلهام منصور: أكتبت رواية أم مبحثا؟! مضمون بيزنطي وطموح وثاب، الأكاديميون السعوديون وضمور عضلات البحث العلمي!

ومن عناوين الفصل السابع، الذي جاء تحت اسم «أسماء ونقاشات»: ذكريات ثقيلة.. ديدات اسم حاولت أن أنساه، هكذا علمه وردزورث، مثقف محمد العلي وخليجيه، تنوير معجب! سعد البازعي وسيد قطب، دفاع عن تركي الحمد، عبد الله نور يرقد على مخطوطات نادرة عن الطيور لكن بيوضه لا تفقس! عن نعيمان وعن عجز الأكاديمي ومراوغة المثقف إزاء القبلية! ديمقراطية دكتور شملان وعلمه، عالية شعيب أو عربة اسمها الإثارة، استشراق سعيد وحنق كاظم، رياض الريس: عباءة قومية مخروقة، يوسف شاهين وبيع الفجل في حواري قرطبة، هل فكك سيار الجميل هيكل؟ ولد أباه ينزل أركون من عليائه، فيغضب له المريد! عماد الدين أديب وفهمي هويدي والشيخ أبو رية! عن فهمي هويدي وعن تحوله، الإسلاميون لا يغتالون الملاحدة، عادل درويش: تسالي فرعونية، سعوديون وفراعنة، توم وجيري فخ علماني! حلمي النمنم و«حديث» السبابة! عبد الصبور شاهين وحشو الذاكرة بالبهتان، ما الفرق بين غارودي الماركسي وغارودي المسلم؟

وحمل الفصل الثامن عنوان «مطارحات وملحقات»، وتضمن جملة من المطارحات والمساجلات الفكرية.