«شنكبوت» أول مسلسل بالعربية على الإنترنت يطلق الجزء الرابع

بطله سليمان يعيش مغامرات ويجوب بيروت على دراجة نارية

أحد مشاهد مسلسل «شنكبوت»
TT

احتفلت عائلة مسلسل «شنكبوت» مع الجمهور - وهو أول مسلسل باللغة العربية على الشبكة العنكبوتية - بإطلاق الجزء الرابع منه الأسبوع الماضي، خلال حفل تضمن أنشطة فنية مستوحاة كلها من هذا العمل الفني الذي بات زوار صفحته يتجاوزون 200 ألف زائر، فيما شاهده على «يوتيوب» 40 ألفا وتضم صفحة «شنكبوت» على «فيس بوك» نحو 20 ألف صديق من كل من لبنان ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

والمسلسل الذي انطلق في جزئه الأول منذ ما يقارب تسعة أشهر من إنتاج شركة «بطوطة فيلم» اللبنانية، بات له جمهوره وأبطاله، والأنشطة التي تدور في فلكه. وحاز هذا المسلسل الجائزة الذهبية لأفضل مسلسل على الإنترنت في مهرجان «كل الشاشات» في جنيف؛ حيث تبارت أعمال من أميركا والأرجنتين وفرنسا وإنجلترا ودول أوروبية أخرى.

والمسلسل يحكي قصصا بطلها سليمان الـ«دليفري بوي» الذي يوصل إلى كل من يريد طلبه من المشتريات والحاجيات، وخلال جولاته يتعرض لقصص مختلفة، تتشكل منها كل حلقة من حلقات المسلسل التي لا تتجاوز مدتها الخمس دقائق. ومن خلال أحداث حياة سليمان وبطلة المسلسل رويدا يتعرف المتفرج على بيروت ومسار يومياتها، وناسها وشوارعها وأحيائها. ويشارك في التمثيل بعض الوجوه اللبنانية المعروفة مثل زكي محفوظ، ولطيفة سعادة، وناصر الصايغ.

وتقول منتجة العمل كاتيا صالح لـ«الشرق الأوسط»: «يعود نجاح العمل إلى أنه يقدم نوعا مختلفا من المسلسلات نابعا من المجتمع، ولا يشبه في ذلك المسلسلات التركية والمكسيكية المستوردة. شنكبوت يستوحي قصصه من مجتمعه، ويتحدث عن تلك المواضيع التي أهملتها الوسائط التقليدية. فنحن نعالج قضية المخدرات، واضطهاد العاملات الأجنبيات في المنازل والحب، وكذلك انتشار السلاح بين أيدي الناس. وهي أمور تهم الشباب، الفئة الأكثر متابعة للمسلسل».

تنفي صالح أن تكون متابعة المسلسل في بلد مثل لبنان مهمة صعبة بسبب بطء الشبكة الإلكترونية، وعدم سهولة تشغيل «يوتيوب»، وتجيب: «يتابعنا شباب من أكثر المناطق اللبنانية فقرا، ولا يبدو أن ثمة مشكلة في هذا الموضوع. بينما يقول بعض المتابعين إن كثرة عدد النقرات على موقع «شنكبوت» لا يعكس بالضرورة عدد الزائرين الذين سيضطر كل لبناني منهم لتنزيل المسلسل أولا ومن ثم النقر ثانية ليتمكن من متابعته، وهو ما يرفع عدد النقرات إلى الضعف كحد أدنى.

وبصرف النظر عن الناحية التقنية، فإن المسلسل ظريف، وجودته عالية، كما أن حلقاته محبوكة بعناية، بحيث تجذب المتفرج من البداية وتتركه متشوقا في النهاية لمشاهدة حلقة جديدة.

وترفض صالح أن تصف المسلسل بالمسلي فقط، وتقول إن الهدف منه أن يحمل قيما ومبادئ، إذ له جانب إنساني توعوي، لذلك ترافق مع أنشطة في عدد من المدارس. وتتراوح أعمار المتفرجين بحسب تقديرات الشركة المنتجة بين 16 و30 سنة، كما يعمل على تصوير هذه الحلقات فريق عمل مكون من 30 شخصا. أما الكاتب الأساسي للحلقات فهو باسم بريش، يتناوب معه على الكتابة آخرون، لكن الحرص هو أن تبقى الحلقات محافظة على روح واحدة.

يتم تمويل المسلسل بسخاء من الصندوق الإنمائي العالمي التابع لـ«بي بي سي» كما أنه يتلقى مساعدات من جهات مختلفة منها شركة «نوكيا» التي ساهمت ببرامج لتسهيل متابعة المسلسل على الهواتف الجوالة.

وتمكن المشاركون في عيد «شنكبوت» الأسبوع الماضي الذي أقيم في الزاوية التي تديرها الفنانة التشكيلية نجاح طاهر، من مشاهدة أول حلقتين من الجزء الرابع، كما التقطوا صورا فوتوغرافية وهم يركبون الدراجة النارية لبطل المسلسل سليمان، ويلبسون خوذته الواقية، وتمكن من أراد من أخذ صور بفستان رويدا أيضا. وخلال السهرة استمع الحضور إلى موسيقى الراب (Rap) والهيب هوب (Hip Hop) والبلوز (Blues)، كما شاهدوا رقص break - dance من بطل «شنكبوت» حسن عقيل (سليمان). وتمكن الضيوف من تنزيل برنامج «شنكبوت» على هواتفهم الجوالة الخاصة والالتقاء بالممثلين.

وكان القائمون على المسلسل قد أطلقوا منتدى تفاعليا على الإنترنت، يتيح للشباب فرصة المشاركة في أعمال «سمعية - بصرية» يبتكرونها مستوحاة من المسلسل. وقام شباب من مختلف مناطق لبنان بإدخال أفلام قصيرة، وصور فوتوغرافية وكذلك أفلام صور متحركة، للمشاركة في مباريات إبداعية برعاية «نوكيا». وأعلن خلال الحفل عن الرابحين الثلاثة الذين فاز كل منهم بجهاز «نوكيا إن 8» وهو الأفضل لغاية الآن، من بين منتوجات الشركة لإنتاج أفلام الفيديو.

والخطوة المقبلة للشركة المنتجة هو عرض المسلسل تلفزيونيا ومن ثم إطلاق فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم.