محمد الأشعري يدعو لإعادة الاعتبار للفشل

«مؤسسة البوكيلي» احتفت بوزير الثقافة المغربي الأسبق

محمد البوكيلي يسلم الروائي والشاعر محمد الأشعري درع المؤسسة بحضور مجموعة من المبدعين المغاربة (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

قدم الروائي والشاعر محمد الأشعري، وزير الثقافة المغربي الأسبق، روايته «القوس والفراش» خلال حفل في مقر مؤسسة «محمد البوكيلي إبداع وتواصل» في القنيطرة (شمال الرباط)، وخلال الحفل سلم له درع المؤسسة «تقديرا لأعماله الإبداعية التي أثرى بها المكتبة المغربية».

وقال الأشعري خلال اللقاء الأدبي الذي حضره ثلة من المبدعين والباحثين، إن الرواية على الرغم من تفاصيلها الدقيقة، تقدم دروسا في الأمل والتفاؤل على الرغم من كل خسارة أو فشل يمكن أن يتعرض لهما الإنسان, داعيا إلى «إعادة الاعتبار للفشل باعتباره مكونا من مكونات الحياة، شأنه في ذلك شأن النجاح»، معتبرا أن الأدب ليس فعلا ذاتيا بل فعل ثقافي مستقل، داعيا إلى إعادة الاعتبار للاختيارات الجماعية لأن الحياة قائمة على تحقيق التراكم وتعبئة الذكاء الجماعي.

وأشار الأشعري إلى أن روايته الجديدة (335 صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى 2010) تحاول إبراز التحولات السريعة التي أصبحت تعرفها الحياة العمرانية والأثرية بالمغرب، ولا سيما مدن سلا ومراكش وزرهون، وذلك بطرق مختلفة فيها استذكار وسخرية وتأمل وشعرية وحبكة بوليسية.

وأبرز الكاتب أن هذه التحولات والمتغيرات، التي كانت تحقق إلى عهد قريب نوعا من الاندماج والحياة المشتركة بين الأشخاص، أصبحت تمس الناس وتمس علاقتهم بالآخرين وقدرتهم على استيعاب المكونات الجديدة ومدى تلاؤمهم معها، واستحضر المؤلف في روايته «القوس والفراشة» تفاصيل المعيشة اليومية التي جسدتها شخصيات متخيلة لكن في أمكنة واقعية وحقيقية، وذلك في سياق نوع من الخيال الروائي، مؤكدا أن روايته تحاول النبش في بعض مسارات الشخصيات الروائية المتخيلة التي صاحبته منذ روايته الأولى «جنوب الروح» لتمتد إلى شخصيات جديدة تعيش تناقضات حاضر مغرب اليوم.

من جهته، قال محمد البوكيلي، رئيس المؤسسة، إنهم اختاروا الاحتفاء بشخصية متعددة الألوان والأطياف الأدبية والإبداعية، زاوجت بين الرواية والقصة والشعر والصحافة، وأسهمت في إغناء الأعمال الإبداعية الوطنية، مشيرا إلى أن المؤسسة تسعى من خلال احتضان هذه اللقاءات الثقافية، إلى خلق صلة وصل بين الجمهور والمبدعين عبر التعريف بالإبداعات المغربية الحديثة وإنعاش المشهد الثقافي بالمدينة.

وأجمعت شهادات عدد من الأدباء والمثقفين وأصدقاء المحتفى به أن هذا العمل الإبداعي الصادر عن «المركز الثقافي العربي» يبرز التحولات التي أضحت تتسم بها الحياة المعاصرة، معتبرين أن «القوس والفراشة» عمل مهم استطاع أن يفرض مكانته بالمشهد الأدبي النقدي المغربي لتعدد طاقاته ومؤهلاته الإبداعية؛ إذ يحاول البحث عن أسئلة للحظة التاريخية الراهنة على مستويات كثيرة، مؤكدين على مدى غنى هذا العمل الإبداعي من حيث المواضيع وطرحه لقضايا هادفة وتقديمه «بلاغة قاسية في قراءاته للحظة التاريخية المغربية الراهنة».

ويشار إلى أن محمد الأشعري أصدر عدة أعمال روائية وشعرية، منها على الخصوص «صهيل الخيل الجريحة»، و«عينان بسعة الحلم»، و«يوم صعب»، و«جنوب الروح»، و«سرير لعزلة السنبلة»، و«حكايات صخرية».