الحقيبة الثقافية

TT

«أخضر يا عود القنا».. رواية جديدة لمحمود تراوري

* للروائي السعودي محمود تراوري صدرت مؤخرا رواية «أخضر يا عود القنا» عن «دار جداول» اللبنانية، وفيها يواصل ما بدأه في روايته الشهيرة «ميمونة» الصادرة 2001، في ما يخص مقاربة الهوية وعلاقتها بالحراك الاجتماعي ومساءلة التاريخ وقدرة الإنسان كفرد على إحداث تغيير اجتماعي دون أن تستلب مقوماته الروحية.

يتتبع تراوري في عمله الأخير رحلة منتج ومخرج سعودي يرافقه مصور إلى غرب أفريقيا وتحديدا جزيرة غوري في السنغال التي اشتهرت بكونها المعقل الأخير لتجارة الرقيق منذ القرن السابع عشر والقرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وخلال هذه الرواية يستكشف الكاتب العلاقة مع الآخر، ويدور في جدلية صراع الثقافات، وداخل الرواية تحضر الثورة الفرنسية بكل تجاذباتها وجملة من رواد التنوير في التاريخ الفرنسي الحديث، وتحضر أميركا، إلى جوار كثير من «المغنواتية» والبسطاء. وكل ذلك يتم عبر لعبة فنية متقنة، تتداخل فيها المقامات الفنية الحجازية المختصرة في عبارة «بحمر دسج» التي تشكل حروفها معظم عناوين فصول الرواية، إضافة إلى حضور شخصيات فنية حقيقية من الذاكرة المحلية كالفنان فوزي محسون والينبعاوي أبو كراع والشاعر الغنائي صالح جلال والفنان التشكيلي بكر شيخون.

وتمزج الرواية ما بين ما تنتجه المقامات من فنون خاصة نشأت في منطقة الحجاز غرب السعودية، بدءا من الفنون البحرية المعروفة بالغناء الينبعاوي الذي يشكل أحد أهم الملامح المهيمنة على أجواء الرواية، والدانة والصهبة المكية. وهي تيمة اشتغل عليها تراوري في روايته «ميمونة»، ولكنها بدت هنا في «أخضر يا عود القنا» التي تتكون من 230 صفحة من القطع المتوسط، والعمل لا يخلو من الانحياز لما هو إنساني بصورة شفافة فيها قدر من الاسترجاع لأمكنة في الحجاز، يدعمها أداء لغوي يميز كتابة تراوري الذي نراه في هذه الرواية يعتمد ما يعرف باقتصاديات اللغة.

أغلب فضاءات الرواية يطغى عليها الأسلوب الإشاري الموحي والمكثف الذي يعبر عن سرد محايد إلى حد كبير، ودون مجازفة مع القاري في تعقيدات اللغة، وهذا ما أكدته كلمة الروائية الإماراتية أميرة القحطاني في الغلاف الأخير للرواية، إذ تأتي الحكائية شبيهة بالومض، في أطر درامية أسرة وشائقة محاطة بما يشبه الغموض الفني المبرر، متخففة من سطوة السارد أو تدخله الفج.

«الذئب ومخلوقات أخرى».. لعلي الشدوي

* عن دار «طوى للثقافة والنشر والإعلام» صدرت مؤخرا رواية «الذئب ومخلوقات أخرى»، للكاتب والباحث السعودي علي الشدوي.

وتتألف الرواية التي تقع في 191 صفحة، من ثلاثة كتب؛ يكاد يكون مضمونها مختلفا، لكنها تتمتع بوحدة داخلية. الكتاب الأول: استطراد. والثاني: تداع. والكتاب الثالث: حاشية.

ويقول الشدوي، إن هذه الكتب (الفصول)، لم يمكن أن تنشر منفردة؛ لأنها غير معزولة، وتتجاوب داخليا، وتسمح بالتناوب.

ويقابل العذاب النفسي في الكتاب الأول، الكائن الحر الذي يخرق الأشكال التي تفرض عليه في الكتاب الثاني. ويبدو للوهلة الأولى أن الكتاب الأول مجرد ثرثرة ولدها الحنين، غير أنه سرعان ما يفسر الحنين بتداعي الكتاب الثاني، الذي يفضي إلى فواجع غير منتظرة في الكتاب الثالث.

وما يجري في الرواية هو تحول أفكار البشر، ورؤاهم الإنسانية. والحالة هذه يبدو الناس في هيئة جديدة هي «الذئبية»؛ الحالة الحيوانية الأختل والأخبث، الأخون والأجول. الأعتى والأعوى. والأظلم والأجرأ. الأجوع والأكسب. الأوقح والأنشط. الأجسر والأيقظ.

الكاتب علي الشدوي، أصدر قبل ذلك عددا من الروايات والدراسات المهمة، فقد صدر له كتاب «جماليات العجيب والغريب.. مدخل إلى ألف ليلة وليلة» 2004، وكتاب «ضحايا التأويل» 2005، ورواية «سماء فوق أفريقيا» 2007، وكتاب «مدار الحكاية.. فرضيات القارئ ومسلماته» 2008، ورواية «حياة السيد كاف» 2008، وكتاب «الحداثة والمجتمع السعودي» 2009، ورواية «تقرير إلى يوليوس قيصر» 2009، وكتاب «ما قبل الفلسفة.. حالة المجتمع السعودي» 2009، وكتاب «القراءة كسياق له معنى» 2009.

«شفاه الفتنة».. قصائد قصيرة لعبد الله الوشمي

* عن «دار المفردات» تصدر قريبا المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر السعودي عبد الله الوشمي، رئيس نادي الرياض الأدبي، ويحمل الديوان عنوان «شفاه الفتنة»، ويضم ثلاثا وعشرين قصيدة وصفها الشاعر في الغلاف بأنها من القصائد القصيرة، وهي التجربة التي عُرف عن الشاعر الوشمي خوضها في عدد من دواوينه وقصائده، ورصدها النقاد من خلال كتابة الدكتور عبد الواحد لؤلؤة والدكتور حافظ المغربي، وغيرهم. ومن عناوين قصائده: «الثياب وأبواب تتنفس ومفردات، المنزل وقطرة باتجاه السماء، والشارع الأخير، ومرثية الظل، وأبجدية ما زالت تكتمل، واحتمالات حاسوبية، ومعك».

وسبق للشاعر الوشمي أن أصدر ديوانين هما: «البحر والمرأة العاصفة»، و«قاب حرفين»، إضافة إلى كتابه المعروف «فتنة القول بتعليم البنات»، وكتاب «مآخذ النقاد على معاني أبي تمام».

من قصائد الديوان:

الخوف

أخافُ من البابِ

إنْ خبَّأ البابُ تاريخَ

حزني لديه

أخافُ من القُفْلِ

إنْ أوجع القفل مفتاحَ حبِّي

وغنَّت تفاصيله في يديه

أخافُ من الدارِ

إن ذكَّرتني بليلى

وزرتُ ميادينها

وهي قد غادرَتْ ناظريه